يمثل صدور الامر السامي الكريم القاضي بتعيين صاحب السمو الملكي الامير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز محافظا لمحافظة الدرعية هدية غالية ولفتة كريمة من حكومتنا الرشيدة لابناء الدرعية والمراكز التابعة لها، كيف لا؟! وسموه الكريم سليل اسرة كريمة اسست الدرعية منذ مايربو على خمسمائة وسبعين عاما.
فلا عجب اذن ان تبتهج الدرعية بمحافظها الجديد!! وحق لها ان تبتهج، وهي تستقبل احد ابنائها بعد طول انتظار دام مئة وخمسة وثمانين عاما منذ ان غادرها الامير مشاري بن سعود -رحمه الله- عام 1235ه والذي يذكر المؤرخون انه آخر امير للدرعية من الاسرة الحاكمة، ليصبح بذلك الامير عبدالرحمن سادس امير لها من الاسرة ابتداء من الامام محمد بن سعود -رحمه الله-.
ولن تنسى المحافظة ولا المراكز التابعة لها اليوم الاول من شهر رجب لهذا العام، الذي يمثل اول يوم يتقلد فيه سمو الامير عبدالرحمن مهام منصبه الجديد، معلنا عن آماله الكبيرة في تحقيق طموحات ولاة الامر للنهوض بالعاصمة الاولى للدولة السعودية وجعلها صورة مصغرة من الرياض عاصمة العرب والثقافة.
ويكفي الدرعية فخرا وجود هيئة عليا لتطويرها برئاسة سمو امير منطقة الرياض ليتبين للجميع مدى الاهتمام المرصود لهذه المدينة التاريخية من قبل الدولة لتصبح معلما من معالم هذا الكيان الكبير ولتعيد الى الاذهان امجادها السابقة حينما كانت تضرب اليها اكباد الابل ويقصدها طلاب العلم والفتوى، لتصبح كما وصفها المؤرخ عثمان بن بشر بقوله: وكان من قوة هذا البلد وعظم مبانيها وقوة اهلها وكثرة رجالها واموالها ما لايقدر الواصف صفتها الى ان قال: فاذا وقفت في مكان مرتفع ونظرت موسمها وكثرة مافيها من الخلائق واقبالهم وادبارهم ثم سمعت رنتهم فيه فكأنه دوي السيل القوي اذا صب من عالي الجبل انتهى.
الا ان هذه الآمال والطموحات لن تتحقق على ارض الواقع ما لم يتكاتف اهل الدرعية كبيرهم وصغيرهم خلف محافظهم الجديد وخاصة رجال الاعمال وكل من يجد في نفسه القدرة على البذل بشقيه المادي والمعنوي وتقديم الاقتراحات والافكار البناءة التي ستجد بلا شك قبولا من سمو المحافظ الذي ما انفك يدعو ابناء الدرعية الى تقديم مالديهم من اقتراحات وتصورات.
فأبشري يادرعية الصيد ونواة التأسيس باليوم الذي ترين فيه احلامك وقد تحققت من اكتمال للبنية التحتية وبناء مستشفى وافتتاح معهد علمي واقامة مصنع للتمور وانشاء بيت للجماعة والمناسبات وتخطيط للاراضي والمنح الى غير ذلك من مشاريع النماء التي نأمل ان نراها في المستقبل المنظور باذن الله.