عارض صحي بسيط مر خلال الايام القريبة الماضية بكاتب هذه السطور جعله يدرك وفي مرحلة متأخرة من العمر اهمية زيارة المريض والسؤال ولو تليفونياً عن حاله وصحته,, فقد كانت كل زيارة من صديق او قريب او زميل او جار تمثل لي بلسما شافيا من معظم الجراح التي كنت اعاني منها,, وكان كل اتصال وسؤال يخفف الآلام ويشجعني على تحملها وتجاوزها,, ولا اخفي عليكم فقد كنت اتلهف لأي زيارة واسعد بأي مكالمة لما لهما من تأثير ووقع كبير على نفسي، حيث اعتبرت كل شخص زار وسأل واتصل صديق وفي ظهر وبان في وقت الحاجة ومواقف الشدة.
وثمة أمر آخر ادركته خلال مرحلة ملازمتي للفراش وهو ان تركيز ديننا الاسلامي الحنيف وتأكيده على زيارة المريض والسؤال عن احواله,, كان بهدف تنقية النفوس وصفاء العلاقة وتقويتها بين افراد المجتمع المسلم,, فزيارة واحدة لمريض من شخص بينهما خلاف كافية لإزالة كل الترسبات وتصفية القلوب من كل شائبة، وكافية ايضا لاعادة الصفاء والنقاء بينهما مهما كان حجم رقعة الخلاف ومهما حدث في السابق بينهما من تنافر وشجار.
وبقي امر واحد وهو انني قررت -وادعو الله ان يعينني على قراري ويمكنني من تنفيذه- ان أبادر بزيارة المرضى من الاقارب والاصدقاء والزملاء والجيران وألا اجعل الاعمال او الاهمال عائقا عن تأدية دوري الديني او الاجتماعي تجاه من يحتاجون الزيارة والمواساة والتخفيف من معاناتهم,, فالانسان المريض بحاجة الى ابتسامة وبحاجة الى كلمة ترفع من معنوياته وتنسيه آلامه وهمومه.
ونصيحة لمن لا يدرك حتى الآن المعنى السامي والعظيم لزيارة المريض وهو ألا يهمل هذا الجانب وأن يبادر الى زيارة المريض مهما كان المرض ومهما علا او صغر شأن المريض!
فالمرضى على سرير وفي منزلة واحدة,, وزيارتهم قبل ان تكون واجبا دينيا او اجتماعيا فان لها مفعولا كبيرا وتأثيرا عظيما على نفس المريض وتجربتي -سلم الله الجميع من كل مكروه- خير دليل وبرهان.
|