لا وقت للصمت مجلات,, مجلات! فوزية الجار الله |
رغم أن القراءة هواية، بل حرفة جميلة إلا أنه ليس كل ما يعرض في المكتبات أمامك يليق بالاهتمام والقراءة الجادة!,, وهذا ما لا يدركه البعض,, أما أنا فأجدني مضطرة إلى متابعة صدور المجلات على اختلافها (شهرية أو أسبوعية أو سنوية) يحدث هذا بشكل تلقائي غير مقصود,, إما عن طرق الإعلانات في وسائل الإعلام المختلفة أو بإلقاء نظرة عابرة عليها,, يحدث ذلك مصادفة أثناء قيامي بجولات على بعض المكتبات,,!.
ومنذ زمن وأنا ألاحظ تزايد أعداد هذه المجلات بشكل ملفت ومذهل,, وكلما قلت هذا يكفي,, يبدو انه لم يعد في السوق موضع لمجلة، فوجئت في اليوم التالي بأن مجلة أخرى جديدة نزلت إلى الأسواق,, ويبدو هذا الموضوع محيراً جداً إلى الدرجة التي جعلتني أتساءل: ما الذي يهدف إليه أصحاب هذه المجلات؟! وهل تجد رواجاً؟ وهل تجد صدى لدى القارىء والمتلقي؟ هل تحظى بعائدات جيدة عند طرحها في الأسواق؟ أم أن الحكاية لا تعدو كونها تقليداً للسابقين بلا هدف؟!.
وإذا تفحصنا جيداً أفكار ومضامين هذه المجلات (ذات الاهتمامات المتنوعة غالباً) سنجد صوراً وكلمات وكمّاً لا بأس به من السطحية والهشاشة والتقليد والتكرار,, وربما لا تحوي مجلة كاملة سوى صفحتين أو ثلاثٍ,, وربما على ابعد تقدير مقالٍ او مقالين جيدين لأحد الكتاب الذي ليس بالضرورة أن يكون شهيراً!.
من قال إننا اكتفينا؟ إننا لم نكتف!.
هكذا يقول ضمناً أصحاب هذه المجلات,, وكأنما اتفقوا (ضمناً أيضاً!) أن يملأوا الأرض من أقصاها إلى أقصاها,, ويملأوا البحر والفضاء ويغلقوا منافذ الأفق بهذا السيل من المطبوعات والمجلات!! وكأنما قد اتفقوا أيضا ألا يتركوا صغيراً ولا كبيراً إلا وأصدروا مجلة تعنى بشأنه,, فعلى سبيل المثال هناك مجلات للأشياء والأفكار مثل: شؤون العقار، المباني، أدوات البناء، السباكة، النجارة، الديكور، الخزانات، السيارات، الشاحنات,, الخ، ثم للناس على اختلافهم,, لآدم وحواء، للأسرة، للطفل للمراهقين، للبالغين، للمتعبين، للمجانين، للتائهين، للحالمين، للواقعيين، للذين لم يجدوا انفسهم,,, الخ.
واذا كانت المجلات الثقافية الدورية (الشهرية) لا توفق احياناً في جذب القارىء المتخصص فما بالك اذاً بالمجلات الفنية، وذات الاهتمامات الخفيفة المنوعة!.
وفي رأيي أن هذا الأمر برمته لا يعدو كونه إهدارا للورق وللمال من كلا الطرفين,, من صاحب الإصدار ومن المتلقي الذي سيضع ماله فيما لا يستحق,, ولو أن هذه الأموال وجهت إلى شيء آخر أكثر جدوى لكان هذا أفضل ولكن يبدو ذلك حلماً بعيداً,, فمن قال إننا اكتفينا؟! لم نكتف بعد؟! لم,, ولم!.
|
|
|