Tuesday 9th November, 1999 G No. 9903جريدة الجزيرة الثلاثاء 1 ,شعبان 1420 العدد 9903


أرفض أن تكون زوجتي سمينة,.

اكتب اليكم,, وانا مازلت اتذكر كيف كانت سنوات الزواج الاولى, في حياتي,, في منتهى السعادة,, اذ كنت اسعد زوج في العالم,,, قبل ان يرزقني الله,, بالذرية,, فزوجتي كانت في منتهى الاناقة والاهتمام,, بي,, وبكل تفاصيل حياتي,, وكانت دائمة الاهتمام بملابسي,, ومظهري,, وكذلك مظهرها,, اما الان,, وبعد مرور تسع سنوات على زواجنا التعيس,, لاتهتم بمظهري,, أو مظهرها,.
ومما يؤثر على نفسيتي جداً,, انني اعمل في وظيفة,, تفرض علي السفر,, وتتطلب ايضاً اصطحاب زوجتي معي,, ولكنني لانني اصبحت اخجل من مظهرها,,وسمنتها المفرطة,, اصبحت اكذب عليها واؤكد لها وانا اعلم انني اكذب ان عملي,, يرفض اصطحاب اسرتي معي,,ويعلم الله,, انني لا احب الكذب ولكن ماذا افعل فانا اخجل من ان يعرف احد مأساتي مع زوجتي,, والسمنة,, هذا وقد عرضتها على اخصائي غدد,, واكد لي,, انها لاتعاني مع اي مشاكل في الغدد او الهرمونات,, فقط هي انسانة لاتمل من الاكل,, ولاتشبع,, هذاوقد حاولت مراراً وتكراراً,, ان الفت نظرها الى سمنتها البشعة تلك,, وإنني على وشك الانفصال عنها,, لانها لاتحاول ان تساعد نفسها وتساعدني بالتخلص من وزنها الزائد,.
ولكنها وللاسف بدلاً من ان تحاول اتباع رجيم,, تتفنن في الاكلات الدسمة,,وتناول الحلوى,, هذا ولانني اكره ان تكون زوجتي سمينة ولانني لا اريد لاطفالي ان يشبوا محرومين من الاسرة الطبيعية,, اكتب اليكم لعلني اجد الحل لمشكلتي,, وشكراً على سعة صدركم لمشاكلنا,.
أبو وليد/ الطائف
***
*منتهى القسوة التي من الممكن ان يمارسها بعض الازواج في حق زوجاتهم,, عندما يتمادون في محاسبتهن,, على كل تغيير,, وكل تبدل في مظهرهن,, ويتناسون,, ان التغيير والتبديل,, هما سنة الحياة وانهم,, هم ايضاً كرجال,, عرضة,, لمثل تلك الامور,, فالرجل يتزوج,, ممشوق القوام,, ممتلىء الرأس,,وبعد سنوات,, طبيعي ان يصاب بالسمنة,, وطبيعي ايضاً ان تتساقط فروة رأسه,, بل يتبارى الرجال في الاعلان عن ان هذا التساقط,, وما نطلق عليه صلعة ,, هي من رموز العبقرية,, ودلائل الذكاء,, لذا حاول وقبل ان تعتب على زوجتك ميلها للسمنة او معاناتها مع السمنة المفرطة ان تنظر في المرآة الى ذاتك وقارن بينك اليوم,, وبينك قبل عشر سنوات,, ولعل هذا الفرق الطبيعي,, قد يخفف علىنفسك متاعبك النفسية من هذا التغير الكبير في وزن زوجتك,.
هذا وحاول ايضاً ان تفهم الزواج,, وتنظر اليه من منظور اقيم واهم من منظور رشاقة الزوجة والتزامها ببرامج الريجيم ام لا,, فزوجتك ولانها أم,, من الممكن ان تكون مجهدة,, بصورة قد تفرض عليها,, احياناً التخلي عن الاهتمام بالمظهر,.
ومحتمل ايضاً ان تكون زوجتك,, من هذا النوع الحساس للنقد,, بصورة,, لم تتقبل من خلالها نقدك الدائم لها وتأنيب الضمير الموجه لها باستمرار,, عندما تأكل الطعام,,او عندما تفكر في تناول الحلوى,.
واعلم اخي الكريم,, ان هناك أسباباً ودوافع نفسية كثيرة جداً قد تدفع بالمرأة الى السمنة,,بل ويلعب الزوج,,وكم الاحباط الممكن ان تصاب به المرأة من جراء تعامل الزوج القاسي لها,, دوراً كبيراً في الاقبال على تناول الطعام,, بصورة تدفعها بالفعل الى السمنة المفرطة,, وعلاج زوجتك حالياً يحتاج الى الاهتمام بالجانب النفسي,, ونظرتها للسمنة,, بالاضافة الىضرورة تشخيصها على العرض على اخصائية تغذية او طبيبة.
من خلالها,, يمكن تشجيعها على الالتزام بالبرنامج الغذائي الذي يتناسب معها,, هذا ومن المفضل لضمان تطبيق برامج الرجيم,, ان يرفع كل افراد الاسرة شعار الرشاقة والالتزام,, بالطعام الصحي,, لا ان يلتزم,, فرد واحد فقط,, بهذا البرنامج وسط اسرة تهوى الحلويات,, لايمكن ان تتخيل حياتها دون نشويات او دهنيات,, اذ مع الالتزام الفردي ببرامج الرجيم,, يشعر المرء أنه امام عقاب قاس,, وليس رجيما غذائيا,, يهدف من ورائه الرشاقة,,والسعادة ايضاً,.
هذا وحاول اخيراً اعادة النظر في قرارك القاسي,, الذي يتمثل في عدم اصطحاب زوجتك معك حيث مقر عملك واقامتك,, وتذكر انك كانسان مسلم,, وزوج حريص على الشريعة الإسلامية,, يعتبر موضوع رشاقة الزوجة,, اوسمنتها او مظهرها وجمالها,, من الامور الخاصة جدا,, ومن القضايا التي لاتهم أحداً سواك,, فالزوج المسلم,, لاينبغي له ان يتفاخر امام زملاء العمل,, برشاقة,, زوجته بل لعل بعدك عنها,, من اسباب ازمتها النفسية التي تعبر عنها في صورة الاقبال غير العادي هذا على الطعام,,واعانك الله.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
تغطية خاصة
تقارير
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved