عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الى وقت ليس بالبعيد جداً لم يكن احد يستقدم سائقا بقصد توصيل عائلته سواء للمدارس او للاسواق، لكن ما ان سمح لعامة الناس باستقدام السائقين حتى انهالت طلبات الاستقدام بحاجة ودون حاجة، فغدت ظاهرة لاتضاهيها اي ظاهرة اخرى سوى استقدام الخادمات وهذه الاخيرة لاتبلغ درجة الخوف من السائقين.
ان الاخوة اصحاب العوائل اصيبوا بمايشبه الهوس فبمجرد احساس الواحد منهم بالعجز والكسل لايفكر الا في سائق يكفيه مهمة توصيل الاولاد الى مدارسهم وكذا الزوجة ان كانت موظفة واخذهم الى الاسواق والزيارات,, ولو كان هذا الامر ناتجاً عن اسباب تمنع ولي الامر من حمل مسئولياته لكان الامر اهون,, لكن الكثيرين ممن استقدموا السائقين لا عزر لهم، فهم اصحاء مقتدرون فلاحاجة لهم حتى يتنصلوا عن اداء واجبهم ولاسيما ان العوائل تتعرض لمشاكل يتوارى القلم عن تعدادها ,, فكيف انساق العقلاء في طريق كهذا؟ ألم نسمع او نشاهد مايصدر عن هؤلاء السائقين من المشكلات التي تنجم عن ترك الاطفال بين ايديهم والتي تنذر بالخطر على الطفل ومستقبله؟
لقد سبق ان كتبت الدكتورة الفاضلة هناء المطلق في زاويتها (امان الخائفين) التي تنشرها جريدة الجزيرة عن مشاكل ومخاطر ترك الاطفال مع السائقين وتأثير مايتعرضون له على حياتهم المستقبلية,, وليت الجريدة تعيد نشر مقالة الدكتورة ليقرأها من فاته الاطلاع عليها,,ان وجود الاجنبي في البيت في ظل غياب الرجال وكذا خلوته بالعوائل اول الليل وآخره يشكل هاجسا مخيفا لكل غيور، ألم يحذرنا رسول الهدى عليه افضل الصلاة والتسليم من الحمو وهو قريب الزوج كأخيه وابن اخيه وابن عمه!
فما بالكم بأجنبي امن من كل مظنة كونه في المنزل يتعامل الجميع معه كواحد منهم فلاخوف منه,, الصغير والكبير الفوه وهان في نظرهم بحيث قل الاحتراز من ان يقول احد شيئا حوله, يحمل الطفل ويُترك معه في الاسواق، ويكلم المرأة ويسابق البنت ليحمل الحقيبة ويفتح باب السيارة,, ماذا بقي اخوتنا؟ هانت الحرمات,, ماذا اصابنا,, هل عجزنا عن اداء مسئولياتنا، لا احد يتحجج بالعمل فكلنا قبل السماح باستقدام السائقين نذهب للاعمال في الوقت المحدد بعد ان نوصل الاولاد لمدارسهم ونقضي واعمالنا بانفسنا,,فكيف فرطنا في كل شيء,, أهو الكسل وحب الراحة والتنصل من الواجب؟! انه لامر يدعو للحيرة ويؤكد ضرورة ان يُعوَّد الناس على استخدام الوسائل المتاحة للتقليل من اخطار السائقين في المنازل، فالجامعات تؤمن مواصلات للطالبات وكذا الرئاسة العامة لمدارس البنات،ويمكن ايضا نقل المعلمات مقابل مايصرف لهن من بدل النقل الشهري، وهناك النقل الجماعي ووسائط النقل التي يعلن عنها الاهالي وتشترط المحرم وتكاليفها لاترقى لما يصرفه صاحب الاسرة للسائق المستقدم, اعتقد ان في هذا خلاصاً من المشكلات التي تحصل من السائقين على المجتمع والاسر بشكل خاص.
عبدالله بن عبدالرحمن الغيهب