Wednesday 10th November, 1999 G No. 9904جريدة الجزيرة الاربعاء 2 ,شعبان 1420 العدد 9904


لا وقت للصمت
آه,, يا سوانا!!
فوزية الجارالله

(حوالينا ولا علينا)
(بسم الله علينا) ويحضن اقرب طفل او قطة او وسادة لدينا تعبيرا عن هلعنا وجزعنا وبحثنا عن الأمان! هكذا نبسمل ونحوقل كلما تناهى الى اسماعنا خبر كارثة او مصيبة حدثت لغيرنا,.
هكذا يأتينا ما يشبه السعادة الخاطفة بأننا لسنا نحن أهل الكارثة والمصيبة ونحمد الله علناً أو ضمناً بأنها حدثت لسوانا ولم تكن وبالاً علينا,, فآه يا سوانا,,!!
يمتلىء العالم بالازمات والكوارث التي تفاجئنا ما بين الفينة والاخرى,, فهناك الزلازل التي تباغت غافلين او نائمين في انحاء متفرقة في هذا العالم,, وهناك الفيضان الذي اغرق مناطق شاسعة في الهند وقتل من جرائه وتشرد الآلاف وأصبحت المنطقة مهددة بالأوبئة والامراض والجوع والموت,, وهناك فواجع اخرى هنا وهناك، كان من ابرزها كارثة الطائرة المصرية التي تحطمت في مياه الاطلنطي وقتل فيها (217 راكبا وملاحا),, تابعت مثل سواى هذه الحادثة وكنت طوال الوقت احدث نفسي واتساءل: من ذا يضمد هذا الالم؟ من ذا يكفكف هذه الجراح؟ من ذا يجفف هذا الاسى الذي يبدو بحجم المحيط وغموضه وهيبته؟!
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره
تعددت الاسباب والموت واحد
الموت مصيرنا جميعا,, هذه حقيقة (قضاء الله وقدره).
ولكن ثمة من يموت ميتة مخيفة بشعة غامضة تجعلك تأسى على حال هذا الانسان وتتألم لألمه في تلك اللحظة وتحاول بينك وبين نفسك استحضار كيف كان تلك اللحظة وأي افكار احتشدت في ذاكرته؟ اي احلام واي وجوه واي اصوات تذكرها؟ ام انه لم يفكر في امر آخر سوى هذه اللحظة التي يموت فيها وحيدا بعيدا نائيا منفيا حتى عن نفسه؟
ورغم هذا الحنان والتعاطف الذي تفيض به اضلاعنا وتتمتم به قلوبنا الا اننا مازلنا كلما سمعنا كارثة نقول: (بسم الله علينا,, حوالينا ولا علينا) كأنما نبتهج بصوت خفي بأننا لسنا هدفا لهذه الكارثة,, ولكنها حدثت بعيدا هناك,, لسوانا,, فآه يا سوانا!!
وهل نملك شيئا آخر سوى هذه الآه .
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
عزيزتـي الجزيرة
ملحق الاتصالات
الريـــــــاضيــــة
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved