Wednesday 10th November, 1999 G No. 9904جريدة الجزيرة الاربعاء 2 ,شعبان 1420 العدد 9904


النافذة
توظيف تقنية المعلومات لتطوير التعليم (7/8)
م, مشبب الشهري

في هذه المقالة سنلقي نظرة على التعليم عن بُعد. اذ يعتبر هذا الحقل من أكثر المجالات استفادة من تقنية الاتصالات والمعلومات. كما يعتبر ذا جدوى اقتصادية عالية, ولن نستطيع إيفاء الموضوع حقه من الشرح وذلك لكثرة التقنيات والمواضيع التي يتطرق لها وكذلك لأن هذه السلسلة من المقالات قد طالت أكثر مما يجب وخوفاً من أن يصاب القارئ الكريم بالملل لهذا سنعرض باختصار لأهم مميزات هذا النوع من التعليم على أمل أن تسنح الفرصة فيما بعد للتعرض لهذا الموضوع بتوسع.فالتعليم عن بُعد هو إيصال الدروس حية أو مسجلة إلى الطلاب في البيت أو المكتب أو الفصل الدراسي. ويستخدم هذا النوع من التدريس في الولايات المتحدة الأمريكية في التعليم الثانوي والتعليم الجامعي والتعليم المستمر وكذلك في البرامج التدريبية. ويربط التعليم عن بُعد المدرس بالطالب عندما يكون التقابل وجهاً لوجه متعذراً.ولقد أصبحت تقنية المعلومات وتقنية الاتصالات من التقدم بمكان بحيث اصبح من الممكن بناء جلسات تحاورية (تفاعلية) بين الطالب والمدرس اللذين تفصلهما مسافة قد تعد بآلاف الكيلومترات وكأنهما متقابلان وجهاً لوجه. أما الشيء الآخر الذي جعل هذا النوع من التعليم ممكناً فهو انخفاض تكلفة التقنية. فصار في استطاعة الطالب تلقي الدروس عن طريق الأقمار الصناعية أو المكروويف أو كبلات الألياف البصرية من خلال البث التلفزيوني أو من خلال أشرطة الفيديو أو الكاسيت أو من خلال الحاسوب والأسطوانات المدمجة أو على شكل مادة مطبوعة وأخيراً صار بالإمكان دمج معظم هذه التقنيات في تقنية واحدة فيما يعرف بتقنية الوسائط المدمجة Multimedia وبسبب هذه التقنية صار التعليم التفاعلي في الإمكان، فهناك تقنية البث التلفزيوني سواءً تناظري أو رقمي وهناك التقنية الصوتية متضمنة الهاتف أو عقد الجلسات التحاورية الصوتية أو البريد الصوتي والراديو والاسطوانات المدمجة الصوتية. وهناك تقنية الحاسوب متضمنة البريد الإليكتروني والجلسات التحاورية الحاسوبية واللوحات الإعلانية والوسائط المتعددة والاسطوانات المدمجة وقواعد المعلومات. وفي ظل التعليم عن بُعد صار مفهوم التعليم مدى الحياة ذا معنى حيث لم يعد التعليم محصوراً بعمر معين فصار بوسع الإنسان مواصلة التعليم والتدريب و هو على رأس عمله كما صار بوسعه مواصلة التعليم من بيته فلم يعد الزمان والمكان عائقين أمام الراغب في مواصلة التعليم.وفي الماضي كانت البرامج التدريبية في المؤسسات والدوائر الحكومية من أكثر الأشياء عبئاً على تلك المؤسسات. ففي السابق كانت تلك المؤسسات تقوم بإرسال موظفيها في بعثات تدريبية إلى المراكز والمعاهد التدريبية الخارجية التي قد تكون خارج المدينة أو حتى خارج البلد وفي ذلك أعباء مالية, هذا بالإضافة إلى خسارة مجهود الموظف المرسل للتدريب. أما الآن وبوجود تقنية التعليم عن بُعد فصار باستطاعة المؤسسة جلب البرامج التدريبية إلى داخل أسوار المنشأة وذلك بعقد الجلسات التدريبية عن طريق تقنية الاتصالات والحاسوب مع مؤسسات التدريب أينما كانت في العالم. كما صار بالإمكان حضور المؤتمرات والندوات إليكترونياً وفي ذلك توفير في مصروفات التذاكر وإجراءات السفر والفنادق وخلافه. ومن الفوائد الجمة للتعليم عن بُعد إيصال التعليم للمناطق النائية او المناطق التي ليس من الجدوى الاقتصادية فتح مدارس فيها مثل المناطق غير المأهولة بالسكان. وكذلك بالنسبة للتخصصات النادرة التي لا يوجد فيها عدد كافٍ من المدرسين لتغطية جميع المناطق المحتاجة فبالإمكان استخدام التعليم عن بُعد لسد هذا العجز. وقد يكون التعليم عن بُعد هو المنقذ والحل الأمثل لمنظمة اليونسكو لنشر التعليم في الدول الفقيرة والتي ما زالت الأمية فيها عالية, ومن الأشياء التي تضمن نجاح التعليم عن بُعد المدرس حيث يعتبر العنصر الأساسي في العملية، فعليه تقع مسؤولية التحكم والمتابعة والتقييم فإن كان المدرس معداً الإعداد الأمثل فإن التقنية ستكون شبه محجوبة عن المتلقي وسيكون المدرس هو الواجهة ولن تغطي التقنية بأي حال من الأحوال عيوب التدريس فليست إلا وسيله فقط.
المستشفى العسكري
mmshahri*scs.org.sa

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
عزيزتـي الجزيرة
ملحق الاتصالات
الريـــــــاضيــــة
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved