Thursday 11th November, 1999 G No. 9905جريدة الجزيرة الخميس 3 ,شعبان 1420 العدد 9905


رجل الأعمال السعودي المميز

نقلة حضارية صحيحة، وبادرة صحية جيدة ذلك القرار الفذ الذي صدر بمصادقة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله اثناء انعقاد جلسة مجلس الوزراء يوم الاثنين 23/7/1420ه الموافق 1/11/1999م وهو قرار التنافس الشريف واثبات الوجود بين رجال الاعمال السعوديين فكل الاشتراطات التي احتواها القرار اشتراطات منطقية مدروسة جيداً يجب ان تتوفر بصدق وامانة في رجل الاعمال السعودي المميز الذي يحرص في الدرجة الاولى على خدمة هذا الوطن العزيز ومواطنيه وبالتالي على المصلحة العامة, فمتى ما حرص رجل الاعمال على تنفيذ كل الاشتراطات التي احتواها القرار فقد حقق المصلحتين العامة والخاصة، ومن اهم هذه الوصايا او الشروط:
الحث في العمل على توفير الشواغر للقضاء على البطالة والتسيب بين الشباب السعودي وتطبيق نظام السعودة وهذا بالطبع له مردوده الايجابي على المجتمع السعودي.
على رجل الاعمال المميز خلق مجال تدريبي لتأهيل الشباب غير المؤهل وصقله واحلاله محل العمالة الاجنبية التي استهلكت الكثير من الاقتصاد المحلي, واحدثت البطالة في المجتمع السعودي وما يتبع ذلك من سلبيات اخرى.
ان يكون مجال استثمار رجل الاعمال له تأثيره الايجابي على الاقتصاد الوطني مما يعود بالخير على الوطن والمواطن ويخفف العبء على الحكومة الرشيدة التي اعطت الكثير وقادت سنوات التطور والبناء الى ان جاء دور كل مواطن واسهاماته في مواصلة المسيرة البناءة.
ولم يغفل القرار الدور الاجتماعي والخيري لرجل الاعمال المميز لكون هذا الدور مهما جدا في ربط التواصل بين افراد هذا المجتمع العربي المسلم، ومن يتحلى دائماً بمكارم الاخلاق وله اسهامات كثيرة في سد حاجات المعوزين سواء بالطرق المباشرة او عن طريق الجمعيات الخيرية فقد تبوأ مكانة مرموقة في مجتمعه لكونه عنصرا فعالا في ذلك المجتمع وبذلك حقق جزءاً من التكافل الاجتماعي والاقتصادي (خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم).
كما ان للمنتج دورا كبيرا في تأهيل رجل الاعمال المميز لذلك فمطابقة المنتج للمقاييس والمواصفات السعودية والعالمية تجعله منافساً قوياً للمنتجات المستوردة العالمية داخلياً وخارجياً فالجودة النوعية هي التي تميز المنتج عن الآخر مما يمكن المنتج من فرض الاسعار التسويقية المناسبة التي تساهم في انتعاش اقتصاد هذا البلد العزيز.
القدرة على كثافة الانتاج المصنع محلياً، فزيادة الانتاج تساعد على تغطية الاستهلاك المحلي وتصدير الفائض الى السوق العالمية مما ينقل هذا البلد من مصاف الدول النامية الى مصاف الدول المصنعة عالمياً ومتى ما دخلت السلع السعودية الصنع الى السوق الدولية واثبتت منافسة مثيلاتها من السلع الاخرى انعكس ذلك ايجاباً على الاقتصاد المحلي واصبح له دور فعال في الاقتصاد العالمي وبذلك يستحق رجل الاعمال السعودي ان يكون مميزاً.
بلدنا ولله الحمد غنية بالموارد الطبيعية لكثير من المواد الخام والمواد المصنعة التي تدخل في تصنيع وانتاج مواد مساندة ولها من الجودة ما يضاهي اي مواد مستوردة اخرى ولذلك حث القرار رجل الاعمال على الالتزام بهذا الشرط لما له من الأثر الايجابي الكبير على الاستغلال الذاتي في استنفاد كل ما هو متوفر داخلياً وعدم الاعتماد على الاستيراد الخارجي لكثير من المواد الخام مما يضاعف كلفة التصنيع ويقلل المردود الاقتصادي للمنتج وتحقيق هذا الشرط يجعل رجال الاعمال السعودي مميزاً.
في كثير من الدول الصناعية المتقدمة نجد ان هناك مصانع تعتمد على مصانع اخرى في الانتاج فمثلاً صناعة السيارات يدخل في تصنيعها عدة مصانع مختلفة كل مصنع متخصص في صناعة جزء خاص من السيارة فالمحركات لها مصنع والاجسام تصنع في مصانع اخرى والاجزاء التكميلية الاخرى وهكذا, ولذلك فان وضع الاسس الصحيحة لاقامة اي مصنع يجب ان تتم بعد دراسة ميدانية مستفيضة تبرز الحاجة الملحة لانشاء هذا المصنع لانتاج ما يفتقر اليه السوق المحلي او ما يكمل صناعات اخرى قائمة ويكون المنتج مسانداً ومكملاً لها ومن هنا تأتي ميزة رجل الاعمال السعودي في تكملة ما بدأ به الآخرون وتضمن التكافل والتكامل الصناعي الذي لا يعتمد على التقليد لنتجنب اغراق السوق بمنتج واحد.
السلامة المهنية عنصر مهم جداً وذلك يجب ان يخلو سجل المصنع او المعمل من حوادث او شكاوى قد تعرض سلامة العاملين الى الخطر.
فاتباع طرق واصول السلامة ووضع نظام انذار مبكر محكم وحث العاملين على التقيد بأنظمة وقوانين السلامة في كل شيء وتطبيق ذلك بعناية يحقق لرجال الاعمال الميزة في السلامة المهنية.
لقد تم تخصيص جوائز تمنح للمصانع او المعامل التي تحافظ على سلامة البيئة والمحافظة عليها من التلوث والذي يسبب الضرر الكبير للبشرية وما تعتمد عليه من مصادر العيش كالهواء والماء والتربة, فهناك اشتراطات كثيرة من اهمها اتباع الطرق السليمة في التخلص من النفايات والعوادم، والمحافظة على النظافة وعدم ترك المواد السامة والمشعة عرضة للعابثين والمحافظة على السواحل والمياه النهرية بعدم توجيه مصارف الصرف الصحي والناتج من المصانع بما تحتويه من مواد كيماوية سامة اليها وتطبيق هذا الشرط يجعل رجل الاعمال السعودي مميزاً.
لذا فإن القرار جاء في وقته المناسب ويعتبر نقلة حضارية جيدة لكي ندخل به القرن الواحد والعشرين ونطوي به سنوات عدت ومضت.
ولذلك فإننا نهيب بكل رجال الاعمال السعوديين ان يكونوا مميزين وان تمنح الجائزة لهم جميعهم دون استثناء عند تطبيقهم لكل ما جاء في هذا القرار الحكيم ونسأل الله التوفيق.
عبد المحسن بن عبد العزيز الدحيلان
مدير عام شركة المباركية للفنادق المحدودة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
فنون تشكيلية
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الثقافية
الاقتصـــادية
تقارير
عزيزتـي الجزيرة
ساحة الرأي
الريـــــــاضيــــة
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved