أماكن الترفيه والتسلية لدينا، محشوة بالألعاب والأجهزة الكهربائية ذات الألوان والضوضاء العالية، يتقاطع مع وجود الخادمات الآسيويات ورائحة الهمبرغر والبطاطس المقلي، وأقماع الأيسكريم التي تتناثر ما بين القاع وثياب الأطفال.
هذه هي مصادر الفرح لأطفالنا في نهاية الأسبوع، أجهزة تهزهم، وتدور وتلف برؤوسهم حتى يفقدوا توازنهم، وامكنة تصيبهم بالسعار نحو مزيد من اللعب (الأبله) الذي يأخذهم بعيداً في عوالم جوفاء من المعنى أو الهدف أو الغاية التي تضيف ولو اضافة بسيطة الى نضوج شخصيتهم واكتمالها.
فقط لهو يطفو فوق سطح من الاستهلاك الذي يسهم في ترسيخ مفاهيم الوقتي واللحظي وسعادة الكم دون الكيف.
مقابل هذا نجد ان المتاحف هي سلوك حضاري يبرز من خلاله أهداف ترفيهية وتعليمية وسلوكية، تجعل الأطفال ينمون علاقة مختلفة مع الزمان والمكان، بحيث لا ينقسم العالم الى قسمين متضادين فقط الى المدرسة المملة واماكن اللهو البراقة المضيئة والمسلية.
المتحف يأخذ الاطفال نحو ابعاد متعددة في اكتشاف العالم مراوحة ما بين الحاضر والماضي, وهي ترسخ بداخله أن الخارج ليس فقط مكاناً للهو والزعيق واللعب الصاخب بل هي امكنة من الممكن ان تقدم لي نوعاً آخر من المتعة، متعة يستطيع الطفل الحصول عليها من خلال الانضباط، والتأمل والاكتشاف والاسئلة التي لا تشبه اسئلة المقرر المدرسي.
س1: هل هناك متحف شامل وواسع للعلوم يبين طبيعة المادة والأشياء من حولنا مفتوح لجميع الأطفال وتشرف عليه وزارة المعارف؟.
س2: هل هناك متحف خاص بتاريخ المنطقة الطبيعي من نبات وحيوان وتشرف عليه احدى الجامعات.
س3: هل هناك متحف خاص بتاريخ المنطقة وآثارها وأخبار وتاريخ ملوكها وسكانها وتشرف عليه مصلحة الآثار؟.
س4: هل هناك متاحف دائمة للوحات ومجسمات كبار الفنانين السعوديين الذين يمثلون واجهة حضارية للمنطقة وتشرف عليه جمعية الثقافة والفنون؟.
أين جميع هذا من بقية بلدان العالم، ولا سيما متاحف أوروبا التي يحتاج الزائر الى ثلاثة ايام للإلمام بجميع محتويات المتحف الواحد على حدة؟!.
في الرياض الكثير من الاسمنت والكثير من الشوارع المضاءة والمعبدة ولكن القليل,, القليل جداً من الفعل الحضاري والفني والانساني.