Thursday 11th November, 1999 G No. 9905جريدة الجزيرة الخميس 3 ,شعبان 1420 العدد 9905


أزمة غذاء في كل دولة,, رغم الجهود الإغاثية
ظاهرتا النينيو والنينيا تهددان الملايين بالقرن الإفريقي

** نيروبي من كييران موراي / رويترز /
بعد عامين من مقتل الالاف وانتشار الفوضى في القرن الافريقي بسبب فيضانات سببتها ظاهرة النينيو تأتي الشقيقة الصغرى النينيا لتدمر محاصيل المنطقة وتهدد الملايين بالجوع.
وتنشر ظاهرة النينيا المناخية التي تخفض من درجة حرارة سطح البحر مما يؤدي الى قلة سقوط الامطار الجفاف عبر شرق افريقيا والقرن الافريقي.
وجهود الاغاثة الهائلة هي وحدها التي تمنع وقوع كارثة.
وتقول الامم المتحدة ان سبعة ملايين اثيوبي تقريبا يعتمدون الان على المساعدات الغذائية لتبقيهم على قيد الحياة وان مليونا اخرين في الصومال معرضون للخطر.
واجبرت كينيا على بدء عملية اغاثة ضخمة في المجتمعات الرعوية والزراعية في الشمال والشرق في حين شهد وسط تنزانيا انخفاضا في المحاصيل الزراعية كما تضررت ايضا مناطق في رواندا واوغندا وجيبوتي.
والوضع في السودان افضل مما كان في العام الماضي عندما تعرض لمجاعة مهلكة الا ان مناطقه الجنوبية التي تمزقها الحرب لا زالت تعتمد بالكامل على عمليات الامم المتحدة للاسقاط الجوي لمواد الاغاثة.
وقال نيك ماوندر ممثل الحكومة الامريكية الاقليمي لنظام التحذير المبكر من المجاعة: انها صورة كئيبة تماما, المنطقة باكملها لا تبدو جيدة, لدينا ازمة غذاء في كل دولة.
ومن المفارقات ان بعض المناطق التي تعاني من اسوأ جفاف في تاريخها هي نفسها التي تضررت من ظاهرة النينيو في اواخر عام 1997م.
ففي منطقتي باي وباكول بجنوب الصومال غرق نحو ثلاثة الاف شخص او قتلتهم الامراض اثناء الفيضانات التي سببتها ظاهرة النينيو وتجلب النينيا المزيد من البؤس.
يقول مسؤولون من الامم المتحدة ان اكثر من 20 في المئة من الاطفال في المنطقة يعانون سوء التغذية وان ما بين ستة وسبعة في المئة يعانون سوء تغذية شديد.
وفاقم من تلك الازمة الانسانية ان عمليات نقل الطعام والدواء التي تحتاجها المجتمعات البعيدة اصبحت اكثر صعوبة هذا العام بسبب تصاعد القتال بين الميليشيات المتناحرة.
وقال ادوراد بيجبيدر مسؤول الطوارىء في صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة اليونيسيف: عدم الامان هو مصدر قلق رئيسي, من الصعب للغاية نقل الطعام وحتى المزارعون الذين زرعوا محاصيل لا يستطيعون بيع ما ينتجونه.
وترفع ظاهرة النينيو من درجة حرارة المحيطات في العالم مما يؤدي الى سقوط امطار بمعدل اكثر بكثير من معدلاتها الطبيعية وتحدث هذه الظاهرة كل سبعة اعوام وتعقبها دائما ظاهرة النينيا التي تتسبب في العكس تماما فتخفض من درجة حرارة المحيطات وتقلص من معدلات سقوط الامطار.
وعقب وقوع ظاهرة النينيو في شرق افريقيا والقرن الافريقي عام 1997م مباشرة وما تبع ذلك من فيضان الاراضي الزراعية وجرف الطرق والجسور جاءت النينيا لخفض حرارة مياه المحيط الهندي.
وشهدت المنطقة منذ ذلك الوقت سلسلة من المواسم ضعيفة المطر مما ادى الى ضعف المحاصيل.
وفي كينيا يوجد بالفعل نقص خطير في الطعام في المناطق الشمالية والشرقية ويحذر خبراء من ان الموقف سيتدهور بصورة مأساوية اذا لم تسقط امطار غزيرة في الموسم الحالي واستمر الجفاف حتى منتصف العام القادم وهو ما يخشى حدوثه.
وقال ايفانز موكولوي مدير هيئة الارصاد الكينية: انه امر خطير, في بعض المناطق تسقط امطار بنسبة عشرة في المئة فقط مما كان يفترض سقوطه.
يمكنني ان اصف هذا بأنه ازمة, اعتقد ان هذا اسوأ جفاف نشهده.
وتوزع الحكومة الكينية حاليا 6000 طن من الطعام شهريا في المناطق الاكثر تضررا تجلبها من مناطق في غرب البلاد شهدت محصولا معقولا لأنها تعتمد على الامطار الاتية من بحيرة فيكتوريا وليس من المحيط الهندي.
لكن خبراء يقولون ان كينيا ستتعرض لنقص نحو 500 الف طن في انتاجها من المحاصيل هذا العام وستلجأ الى خفض الجمارك على الواردات في اوائل العام القادم للتأكد من استيراد كميات كافية من الطعام لشعبها.
ومن المتوقع ان تشهد تنزانيا انخفاضا مماثلا.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
فنون تشكيلية
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الثقافية
الاقتصـــادية
تقارير
عزيزتـي الجزيرة
ساحة الرأي
الريـــــــاضيــــة
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved