Monday 15th November, 1999 G No. 9909جريدة الجزيرة الأثنين 7 ,شعبان 1420 العدد 9909


بعد أعوام الدراسة المرهقة
خريجات كلية الزراعة غير معترف بشهادتهن الجامعية
تحقيق :فوزية الشدادي الحربي

بعد سنوات الدراسة المتوالة والسهر في الامتحانات وتجميع المتطلبات تتخرج الطالبة وتعم الفرح ارجاء الدار ويمتلىء قلبها بالامل والتفاؤل ولكن ما هي الا شهور حتى يصدم الجميع بان لا وظائف بالانتظار ولا يقتصر هذا الشح في الوظائف على تخصص بذاته بل لقد طال خريجات الطب والكيمياء والعلوم ولكن طالبات قسم الزراعة من جامعة الملك سعود معاناتهن ليس لها مثيل فهن التحقن بجامعة عريقة وبتخصص جديد شامل لكل المناهج المفيدة في حياة المرأة ومجتمعها وقسمهن كما يروق لهن تسميته قسم ثقافة عامة لشموليته.
لم يخالطهن الشك يوما بأن يكون قسمهن غير معترف فيه بل الادهى والامر ليس لهذا تسمية محددة في ديوان الخدمة المدنية.
فهل من العدل ان تكون طالبات جامعة قوية مثل جامعة الملك سعود يتخرجن من اقسام غير معترف بها.
اسئلة عديدة تلح على المطلع,, فما دام هذا القسم غير معترف به في ديوان الخدمة المدنية فما هي صفته في الجامعة؟
من هو المسئول اذاً عن زيادة عدد الملتحقات رغم السخط من انعدام التوظيف؟ ما هو مصير هذه الاعداد من الخريجات؟
الجزيرة احبت تسليط الضوء على خريجات هذا القسم وذلك للاجابة على حيرة خريجات قسم الزراعة.
المفاجأة
في البداية كان الرأي للخريجة منذ عامين,, منيرة مشبب القحطاني والتي كانت حزينة جدا على شهادة البكالوريوس بهذا القسم حيث قالت: كنت اعتقد لآخر ساعات التخرج بأنني تخصصت في قسم رائع ومفيد ولكن كانت المفاجئة عندما وجدت نفسي خريجة قسم غير مترف به اصلا.
وحتى التحق بركب المعلمات عاودت الدراسة في دبلوم التربية لعل هذه الشهادة تشفع لي عند ديوان الخدمة المدنية ولكن لا فائدة.
* اما وفاء الحربي خريجة منذ ثلاث اعوام فقد قالت: صدمت بحق عندما كنت اذهب في كل عام لديوان الخدمة فتلوح لي الموظفات هناك بأن لا امل في اخذ ملفي حتى ولو التحقت بدورة دبلوم تربية ومازاد الحزن ان حتى المدارس الاهلية لا تقبل شهادتنا, وتستطرد قائلة: في يوم واحد دخلت ست مدارس اهلية ولم تأخذ اي منهن ملفي رغم ان الاغلبية في المدارس من الاخوات المقيمات.
* الاخت م, س تقول بحرارة اصبح اغلب معارفي يقولون انني لم احصل على شهادة جامعية لذلك لم اتوظف.
حاولت كثيرا التقدم لديوان الخدمة لكن لا فائدة وكأنني اتسول بهذه الشهادة عندما اعرضها على الديوان او المدارس الخاصة.
* الآنسة منال, ع قالت عن وضعها: انا وضعي افضل من غيري حيث انني قد التحقت بدبلوم محضرة معمل قبل التحاقي بالجامعة وعندما تقدمت لديوان الخدمة المدنية اخذوا اوراق الدبلوم ورموا بشهادة الجامعة في الزبالة.
الآنسة: ز, ت تقول: كنت اتمنى ان تنتهي الجامعة لالتحق بسلك التدريس وامارس حبي لمهنة التعليم,, بالاضافة لانني اريد ان اعوض والدي ووالدتي سنوات التعب والانتظار لوظيفة طال سنوات انتظارها فانا خريجة منذ اربع سنوات.
السيدة: سلمى, ش, لها وجهة نظر مختلفة مثل معاناتها فهي خريجة منذ خمس سنوات حين قالت لم يقبل الديوان اوراقي فاضطررت للتقدم للمدارس الخاصة التي ذقت عندها الامرين حيث طالبوني بتدريس مواد العلوم والرياضيات لمرحلة الابتدائي والمتوسطة والثانوية مع مطالبتي باخذ الغياب والحضور ومطالبتي مع زميلاتي بتقديم اللوحات التعليمية للمدرسة,,, وبالحقيقة يحق لهم ان يعاملوني كخادمة ما دام لا يوجد حسيب ولا رقيب فنحن نعلم تمام المعرفة بان ما يقومون به فقط (للتطفيش) لان المتعاقدة قريبة جدا فنحن نكلف عليهم الف ومائتين ريال والاجنبية قد تأخذ اكثر بالاضافة للبدلات ولكن لا نقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل.
* الآنسة: سميرة, ع ادلت بدلوها في الموضوع وقالت: مضى على تخرجي خمس سنوات وانا انتظر واتابع كل قرار جديد لعل المسئولين يلتفتون لنا ولقضيتنا فقد اصحبت بالفعل قضية عندما تدرس الطالبة كل هذه السنوات ثم تقابل بأسفين قسم غير معترف به في الديوان, فما هي الجريمة التي قمنا بها فنحن درسنا في جاماتنا وتخرجنا من قسم اعتمد لنا لندرس فيه.
* السيدة هدى, م قالت: اتمنى ان أجلس امام قسم الزراعة احذر الرايح والقادم من هذا القسم فنحن اكثر من تعب بهذا القسم ولم نستفد منه ابدا حتى أصبحنا نخجل عندما يسألنا احد عن قسمنا لانه اصبح عديم الفائدة وهنا اتساءل لِم َ لا يقفل هذا القسم ما دام غير مجدٍ وغير معترف به.
* الآنسة: ليلى, ن كانت آخر المتحدثات حيث قالت: لكم ان تتخيلوا خريجة جامعة تحلم بوظيفة مرموقة فترتطم بعقبات كثيرة ونتيجة للحاجة اعمل في مشغل نسائي لترتيب مواعيد الزبائن بمبلغ حقير ورئيستي سيدة ساخطة من احدى الدول العربية.
خريجات مميزات
الجزيرة كان لها لقاء مع رئيس قسم الارشاد الزراعي والمجتمع الريفي وتخصص التغذية والاقتصاد المنزلي بكلية الزراعة د, محمد السكران والذي قال أنشئ تخصص التغذية والاقتصاد المنزلي منذ ما يقارب العشرين عاما وبدأ التخصص ب 31 طالة ثم ارتفع لاكثر من 300 طالبة في الوقت الحاضر, وقد أنشئ التخصص لاعداد كوادر نسائية قادرة على العمل كمتخصصات في مجالات الاقتصاد المنزلي المختلفة سواء كربات منزل أو امهات لهن القدرة العلمية والعملية لادارة شئون الاسرة وذلك عن طريق تحسين المأكل والمسكن والملبس والصحة العامة وتوفير البيئة الاسرية الملائمة للطفل وافراد الاسرة، او العمل في المجال الصحي كاخصائيات تغذية وغيرها من المجالات الوظيفية الاخرى ذات العلاقة بتخصصهن, وقد حرصت الكلية على تطوير هذا التخصص وذلك بالاستفادة من تجارب الجامعات التي سبقتنا في هذا المجال كالجامعات الامريكية والبريطانية وكذلك تعديل الخطط واستحداث برامج للدراسات العليا مما انعكس ايجابيا على مستوى الخريجات.
اما فيما يتعلق بالمشاكل الوظيفية التي تعاني منها بعض الخريجات في الوقت الحاضر فإن هذا الامر لم يحدث الا منذ فترة وجيزة حيث يعمل الكثير من خريجات الدفعات السابقة في التدريس وبعض الوظائف الاخرى, وقد يكون السبب فيما تعاني منه بعض الخريجات في الوقت الحاضر عائد الى محدودية الوظائف المطروحة من قبل الجهات التي تقوم بالتوظيف وكثرة المتقدمات لشغل هذه الوظائف وهذا الامر لا يقتصر على خريجات تخصص التغذية والاقتصاد المنزلي بل ان خرجي وخريجات بعض الاقسام الاخرى يواجهون نفس المشاكل في التوظيف مما يؤكد على اهمية السعي نحو سعودة الوظائف في القطاع الخاص سواء في المدارس او المستشفيات الاهلية وغيرها من المنشآت التي يمكن ان تستوعب الباحثين عن العمل من السعوديين والسعوديات وذلك بتطبيق التعليمات الصادرة بهذا الشأن.
رأي الخدمة المدنية
مدير عام التوظيف بوزارة الخدمة المدنية ابراهيم بن احمد العبدالوهاب قدمنا له تساؤل خريجات قسم الزراعة عن عدم تقبل الديوان لملفاتهن للوظائف المعلن عنها؟
واجاب: وزارة الخدمة المدنية تقوم بشغل الوظائف التي ترد من الجهات الحكومية الى وزارة الخدمة المدنية بطلب شغلها بكفاءات وطنية مؤهلة حيث يتم الاعلان عنها بطلب من تلك الجهات وبطبيعة الحال فإن طلب الجهات الاعلان عن وظائفها الشاغرة او المشغولة بمتعاقدين مرهون بمدى حاجتها لشغل تلك الوظائف وعليه فإن قبول ملفات المتقدمين والمتقدمات يتم عند الاعلان عن توفر وظائف شاغرة.
وان الاعلانات الوظيفية التي تطرحها وزارة الخدمة المدنية تعتمد على ما يردها من الاجهزة الحكومية من وظائف حيث تقوم دور وزارة الخدمة المدنية في هذا المجال بشغل الوظيفة فوزارة الخدمة المدنية وسيط بين المتقدم والجهات الحكومية التي لديها وظائف شاغرة او مشغولة بمتعاقدين وذلك من خلال إعلانها للمواطنين المؤهلين حسب التخصصات المطلوبة والمقار المعتمدة.
كما ان تحديد عدد الوظائف ومقارها التي تحدث للاجهزة الحكومية ليس من اختصاص وزارة الخدمة المدنية اما تحديد التخصصات المقبولة للوظائف التعليمية فيتم بالاتفاق بين وزارة الخدمة المدنية والجهات التعليمية حسب معايير تكفل للعملية التعليمية مقوماتها ومتطلباتها.
رأي المحررة:
انتهى اللقاء ولم تنته الاسئلة فما زال للمعاناة بقية ما دام لا توظيف والقسم مازال يخرج المزيد من الطالبات,, على الرغم ان مشكلة عدم التوظيف ليست مشكلة قسم الزراعة فقط بل ان هناك العديد من الخريجين والخريجات ينتظرون الوظيفة بفارغ الصبر لكن مشكلة قسم الزراعة احساس خريجاتها بان قسمهن فقط هو الوحيد الذي يرفض الديوان استلام شهادتهن وهذا ما اجمعن على قوله .
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الثقافية
الاقتصـــادية
حوارات نسائية
منوعــات
تقارير
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved