Monday 15th November, 1999 G No. 9909جريدة الجزيرة الأثنين 7 ,شعبان 1420 العدد 9909


في أربعائية متميزة,, الشمري يقرأ كثيب النعمي
القصص محاكمة للواقع الذي يستفز القاص
الحضور: تجربة النعمي ثرية وتغري بتقصي مجاهلها

* كتب أحمد زيني
في مساء شهد حضورا لافتا لعدد كبير من كتاب القصة إلى جانب عدد جيد من الشخصيات الأدبية والثقافية قدم نادي القصة أكثر فعاليته تميزا، وهي احتفاء نقدي بالمجموعة الثالثة للقاص الدكتور حسن النعمي حدث كثيب قال الصادرة هذا العام عن دار الكنوز ببيروت وقد حضر النعمي خصيصاً وعلى حسابه الشخصي للمشاركة في هذه الفعالية, بدأت الأربعائية بتقديم من سكرتير نادي القصة القاص خالد اليوسف، حيث قدم الضيفان النعمي والشمري, بعد ذلك قام القاص بقراءة ثلاث قصص من المجموعة هي على التوالي: حولية الفجر الخامس، هوامش في سيرة ليلى وحالة اغماء.
ثم جاء دور القاص الزميل عبدالحفيظ الشمري ليتلو ورقته النقدية التي كانت بعنوان رجال يضجرهم الحزن وتبددهم وعثاء المفازة,, وكانت قراءة ابداعية لامست بشفافية بعض التمظهرات الجمالية في المجموعة اضافة إلى تركيزه على المواجهة وسيرة الأرض والوطن في القصص وقال إن القاص النعمي أعطى لتجربته فرصة مناسبة لأن تنضج وتزدهر وذكر أن القصص تعتبر محاكمة واضحة للواقع الذي يستفز القاص ويضيق عليه الخناق.
عقب انتهاء القراءة النقدية فتح المجال للحضور لابداء ملاحظاتهم أو أية أسئلة,.
القاص أحمد الدويحي كعادته أحد الفاعلين في الأربعائية إذ تحدث عن تجربة القاص النعمي حيث ذكر أن اللغة الشعرية تتبدى كملمح أساسي في المجموعة وأشار إلى أن القاص نقلنا إلى عالم آخر هو المتغيرات والايغال في اختيار الشخصيات لكنه أي النعمي ظل وفيا للأرض وعوالم القرية.
ثم انتقل المايكروفون إلى الدكتور عبدالعزيز السبيل الذي بدأ مداخلته بقوله إنه يفترض أن يكون أكثر الحاضرين احتفاء بالقاص لكن هذا الأخير قد وأده، إشارة إلى إهداء المجموعة الذي كان إلى شخص الدكتور.
بعد ذلك تحدث عن المجموعة فقال: إن القاص حول الكثيب، وهو من أبرز الظواهر الطبيعية، حوله إلى راو,, أو أن الكثيب هنا هو الوطن بكل تشكلاته الجغرافية .
وأضاف أن ثيمة الأرض والوطن مسيطرة على معظم القصص, ثم تطرق إلى الأسماء، أسماء الشخصيات في القصص مثل ونابت وليلى وقيس ودلالتها,.
أيضا توقف عند الغيمة ومحمولها في المجموعة إذ تعني، بحسب الدكتور سبيل الهوية، الوطن، الحرية أو المعادل الوجودي لحياة البطل.
وعن حضور المرأة في قصة حالة إغماء ذكر الدكتور أن ذلك عائد إلى اختفاء الرجل من مشهد القص، يعني لا تحضر المرأة إلا إذا غاب الرجل، والقصة بهذا المعنى لن تكون مع المرأة وإنما ضدها, القاص عبدالعزيز الصقعبي توقف استخدامات القاص بكثيب من الرمل ونابت وصبر كأسماء, ثم تطرق إلى الورقة التي قدمها الشمري حيث قال إنها ركزت على المواجهة.
وأضاف موضحاً أن أغلب القصص فيها حالة من المواجهة بين الواقع والحلم، بين المرأة والواقع، بين مدرس التاريخ وبائع الجرائد.
وانتهى إلى أن المجموعة تستنفر الكثير من الأسئلة لدى القارىء وأنها بحاجة إلى متلق مشارك.
الناقد حسين المناصرة أشار في بداية حديثه إلى أهمية مثل هذه التجمعات لمناقشة التجارب السردية والتعرف على الاتجاهات الجديدة في السرد.
بعد ذلك تحدث عن اللغة عند القاص وقال عنها: إنها ذات طابع أسطوري تدخل القارىء في عالم حميمي يرفض الماديات,.
وقال إن مثل هذه اللغة ومحمولاتها مناسبة لمقاربة موضوعة الأرض، وتمنى لو يستطيع الكتابة عنها مستقبلا,, أما عن ورقة الزميل عبدالحفيظ فقد ذكر أنها استبطان لنصوص المجموعة جاء في شكل عرض وأن الورقة كانت بحاجة إلى التركيز على جمالية النص واللغة,, والقاص جعفر الحبشي ذكر ان قصة حالة إغماء ليست قصة فنية، بل هي تسجيل موقف أكثر منها قصة سردية، وتساءل لماذا يصر القاص على تسمية شخوص قصصه مع أن القصة الجديدة تجاوزت مثل هذه المسألة,, عبدالله الصالح ذكر أن هناك ثراء في تجربة النعمي جعله يشعر أنه مقصر في متابعة تجاربه السابقة ورد ذلك إلى أن الخيبات الكثيرة التي يشعر بها عند قراءته لبعض الأعمال القصصية جعلته لايحاول اكتشاف المزيد من القاصين.
الكاتب المسرحي محمد العثيم، وهو أحد أبرز الحضور، قال إن شخصيات القصص تحفزه لتمثيلها وتمنى لو أن الأربعائية تستعين بالمسرحيين لمسرحة بعض المشاهد القصيرة, كما شكر الزميل عبدالحفيظ على جهده الذي وصفه بأنه جميل,.
الناقد أسامة الملا، الذي جاء خصيصاً لحضور هذه الفعالية، شكر الدكتور حسن النعمي على ما قدمه من نصوص وعلى القائه المسرحي، كما أشاد بقراءة الشمري وقال (مداعباً) على الشمري ألا يذهب بعيداً في قراءته حتى لا يخسر هو والنقاد موقعهم كمتخصصين وتمنى لو أن صاحب الورقة النقدية تناول ثيمات معينة أو مفاصل وركز عليها وقام بدراستها، أفضل من السياحة بشكل عام في النصوص.
ثم تناول مسألة اهتمام الدكتور النعمي بالسينما وأنه كان من المفروض الاعتناء بشعرية اللقطة في القصص بدلا من الامتداد والترهل السردي الذي لا يبرر أحيانا بحسب الملا وذكر أن هناك لقطات سينمائية جيدة في القصص وقرأ مقطعا كمثال, التراثي ناصر الحزيمي عبر عن اعجابه باستخدام القاص لما أسماه بالمصطلحات التراثية كحوليات وكمون و العارفون وقال إن اللغة في القصص غير مستهلكة جعلته يتفاعل معها .
كما قدمت بعض الاسئلة من بعض الحضور تمس بعض المسائل والاستخدامات الفنية في التجربة المحتفى بها ليأتي بعد ذلك دور الدكتور حسن النعمي الذي لم يطل بل توقف سريعاً عند بعض الملاحظات والأسئلة ليجيب عنها بشكل عام، فعن الإيقاعية في تجربته ذكر أنه لا يدري إذا كان هو متورطاً فيها أم هي متورطة فيه وقال إنه يكتب الشعر من وقت إلى آخر لكن لا يطلع عليه أحد.
وعن المشاريع الروائية ذكر أن الرواية لها تقنياتها والقصة كذلك، وأنه إذا ما وجدت الفكرة فقد يمكن استثمارها في الشكل الذي يلائمها، وأخيرا شكر الشمري والنادي على احتفائهما به.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الثقافية
الاقتصـــادية
حوارات نسائية
منوعــات
تقارير
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved