Monday 15th November, 1999 G No. 9909جريدة الجزيرة الأثنين 7 ,شعبان 1420 العدد 9909


السكر والجراحة: كيفية تهيئة المريض للعملية

يعتبر مرض السكر من الأمراض الشائعة الحدوث بين الناس حيث تصل نسبة انتشاره ومدى احتمالية الاصابة به 4 5% بين الناس أما في المملكة فترتفع هذه النسبة إلى ما يقارب 6 10% وذلك اعتماداً على احصائيات الدراسات البحثية التي أجريت في المملكة خلال السنوات الأخيرة الماضية, وفي احصائية تمت مؤخراً من قبل وزارة الصحة بالمملكة ما يقارب 320753 .
والسكر كمرض لا تقتصر خطورته على أعراض المرض وطرق علاجها بل تشمل مضاعفات خطيرة تغزو جميع أعضاء الجسم وتهاجمها تدريجياً على مر الزمن، وهو مرض مزمن ومضاعفاته طويلة الأمد وتلعب التغيرات الاستقلابية والوعائية دوراً رئيسياً في هذه المضاعفات، فالملازمة الاستقلابية تتصف بارتفاع غير مناسب في مستوى سكر الدم مع تغيرات في استقلاب الشحوم والبروتينات بسبب فقد الانسولين النسبي أو المطلق وأكثر مظاهر شدة الحماض الكيتوني السكري DIDBELIC KETO -ACIDOSIS (1)، أما المتلازمة الوعائية فتتكون من تصلب متسارع في الشرايين تصلب عصيدي أو اثيرومي ومن اعتلال في الأوعية الدموية الدقيقة وبالأخص تلك الموجودة بالعين والكلية، وأكثر مظاهر مضاعفات المتلازمة الوعائية حدوثاً غرغرينا القدمين وإصابات شرايين القلب والعمى البصري والفشل الكلوي.
وبما أن المرضى المصابين بالسكر أكثر من غيرهم عرضة للاصابة بالأمراض التي تحتاج للجراحة كالاصابات الوعائية الحيطية وأمراض المرارة وأمراض العين الماء الأبيض والأزرق واعتلال الشبكية واصابات القدم وغير ذلك من الأمراض المختلفة وتكمن خطورة العمليات الجراحية لمرضى السكر مقارنة بغيرهم ممن لا يحملون المرض ان العملية والتخدير تحدث شدة استقلابية اضافية تزيد من التأهب لفرط سكر الدم والكيتونية ومع ذلك فلا يشكل داء السكري عائقاً أمام الجراحة في حالات الاصابة الطارئة التي تحتاج لجراحة مستعجلة فيجب دراسة حالة المريض المصاب على عجل وتحضيره للعملية.
وعندما يدخل المريض المصاب بالسكر إلى المستشفى بقصد اجراء عملية جراحية اختيارية أو مستعجلة فانه يمثل احدى الحالتين التاليتين:
اما أن يكون مدوناً انه مصاب بالسكر وعلى قيد العلاج وبدرجة مختلفة من الانضباط السكري، واما ان يشتبه باصابته بالداء السكري من خلال الفحوصات الروتينية التي تجرى قبل العملية، فإذا كانت الجراحة التي ستجرى للمريض عملية اختيارية والسكر يحتاج لضبط افضل يجب تأجيل الجراحة حتى ينتظم السكر بالدم وتختفي التغيرات الاستقلابية في الدم والبول, أما اذا كانت الجراحة مستعجلة وعند المريض زيادة كبيرة في سكر الدم ونسبة الحمض بالدم فيجب معالجته سريعاً وذلك باعطائه السوائل والانسولين من خلال المغذيات.
وكمبدأ عام فإن هدف العلاج والغرض من التحكم في السكر قبل العملية الجراحية يكون من الضرورة ل:
1 تجنب الأعراض الناجمة عن ارتفاع السكر ومضاعفاته الحادة كحالة الحماض الكيتوني السكري DKA أو حالة انخفاض السكر العكسية.
2 توفير البيئة الملائمة للجرح ليتم التئامه دون عوائق او مضاعفات.
يمكن تقسيم مرضى السكر اعتمادا على نوعية وحدة المرض لديهم ونوعية العلاج المستخدم الى:
1 المرضى الذين يعالجون عن طريق الحمية:
عادة لا يحتاجون إلى تعليمات وقيود اضافية فإذا كان مستوى السكر في حالة الصيام أو الافطار تفوق 250 ملجم يلجأ إلى اعطاء حقنة انسولين تحت الجلد وهذه كفيلة باعادة السكر إلى مستواه الطبيعي وتهيئة المريض للعملية الجراحية.
2 المرضى الذين يستخدمون الأقراص المنخفضة للسكر يجب أن يتوقفوا عن تعاطيها يوماً قبل العملية ويستخدم الانسولين تحت الجلد أيضاً للتحكم بالسكر عند الحاجة وعندما يستأنف الاطعام عن طريق الفم ما بعد العملية يوقف اعطاء الانسولين ويعاد اعطاء الاقراص التي كان يتناولها المريض سابقاً وبنفس الجرعة.
3 المرضى المستخدمون للانسولين:
وهؤلاء يحتاجون إلى موازنة جرعة الانسولين ويختلف التدبير في أثناء الجراحة حسب شدة الحالة ويتم الاستعاضة عن الاطعام عن طريق الفم بالسوائل والمغذيات الوريدية باعطاء محلول جلوكوزي 5% أو بمحلول ملحي، أما حجم السوائل المعطاة فتمليه حالة القلب وسن المريض ويكفي عادة اعطاء 1000 1500 مل من 5% جلوكوز في محلول ملحي, أما بالنسبة للانسولين فيعطى هؤلاء المرضى نصف أو ثلثي جرعة الانسولين المعتادة والأفضل ان تعطى على جرعتين قبل وبعد العملية ويجب قياس نسبة السكر في الدم ومتابعتها بدقة بجانب قياس الصوديوم والبوتاسيوم وبقية الالكتروليت بالدم ونسبة الكيتون في البول ايضاً وذلك تجنباً لاحتمالية حدوث الحماض الكيتوني السكري DKA .
إعطاء الأنسولين بالضخ الوريدي
وهذه عبارة عن طريقة تستخدم بدلاً من اعطاء الانسولين عن طريق الحقن تحت الجلدية وذلك في حالات العمليات الصعبة أو المعقدة مثل عمليات الشرايين القلبية أو عملية زراعة الكلى ويتم اعطاء الانسولين بالضخ من خلال الوريد قبل بدء العملية بساعات وتستمر اثناء العملية إلى أن تستقر حالة المريض الصحية وتعرف جرعة الانسولين الملائمة لاعطائها تحت الجلد اعتماداً على سلوك السكر اثناء وبعد العملية، وكمية الانسولين التي تعطى تعادل نصف كمية الجرعة التي يحتاجها المريض بالعادة وتعطى على شكل وحدة انسولين كل ساعة ويتم قياس نسبة السكر كل ساعة خلال العملية.
ويجب الا نغفل المضاعفات المحتمل حدوثها لدى المرضى الذين يحملون مضاعفات السكر المزمنة وبالأخص مرضى القلب ومرضى الفشل الكلوي فاحتمالية ان تسوء حالتهم الصحية كبيرة اذا لم تأخذ الحيطة اللازمة لذلك، وأحب أن أركز على نقطة مهمة وجانب مهم يجب الا نغفله ويلعب دوراً أساسياً في التحكم في مستوى السكر بالدم قبل وخلال وبعد العملية الجراحية الا وهو الحمية أو النظام الغذائي السليم، فمريض السكر متى ما اتبع النظام الغذائي السليم حمى نفسه بعد الله من اخطار مضاعفات السكر أولاًوساعد طبيبه في السيطرة على السكر.
ولا يحتاج مريض السكر إلى نظام غذائي معقد يصعب تطبيقه فكل ما يحتاجه هو التقيد بتعليمات الطبيب وتجنب تناول أنواع معينة من الطعام، وهناك عشر خطوات رئيسية تلخص للمريض النظام الغذائي بطريقة مبسطة وسهلة.
1 تناول 3 وجبات رئيسية بالاضافة إلى وجبتين خفيفتين يومياً.
2 حاول أن تأكل وجباتك في نفس الأوقات يومياً.
3 لا تحذف أية وجبة من غذائك.
4 لا تأكل السكر وجميع الحلويات مثل: العسل، المربى، التمر أقصى حد تمرتان في اليوم ، الشوكولاته، الببسي، الكيك وغيرها.
5 قلل من تناول: الزبدة، الزيوت، الكريم، القشدة، المايونيز، مبيض القهوة.
6 لا تقل الأطعمة بالزيت بل اسلقها أو اشوها وتجنب الشحوم وجلد الدجاج.
7 يجب ان يحتوي الغذاء اليومي على عناصر المجموعات الغذائية الأربعة وهي:
أ الحليب: قليل الدسم.
ب البروتين: البيض المسلوق، الدجاج من غير جلد لحم بدون شحم، عدس، فول، حمص.
ج النشويات: الشوفان، الخبز يفضل الخبز الأسمر الأرز، حبوب النخالة، المكرونة الجريش يجب ألا تزيد كمية النشويات عن 50 60% من حجم الطعام اليومي.
د الفواكه والخضروات: برتقال، تفاح، نصف موزة، عنب، فاصوليا، سبانخ الخ.
8 مارس التمارين الرياضية والمشي يومياً.
9 اشرب على الأقل 8 أكواب من الماء يومياً.
10 من الممكن تناول ما تشاء بأي قدر من: الشوربة، الشاي، القهوة بدون سكر الليمون، الخيار، الطماطم، والمشروبات الغازية الخالية من السكر.
عزيزي القارئ وعزيزي مريض السكر: تجنب الأنظمة الخاطئة في الأكل وتقيد بالأنظمة الغذائية المتزنة بأصناف الأطعمة المطلوبة حسب العمر ونوع النشاط ومارس الرياضة وابتعد عن الخمول ونم ثقافتك الطبية بالقراءة والاطلاع واسأل طبيبك عما هو نافع وعما هو ضار: فالوقاية خير من العلاج.
حمانا الله واياكم من الأمراض وعافانا مما ابتلينا به.
مشاكل الأقدام عند مرضى السكر
تعتبر مشاكل الأقدام عند مرضى السكر أو ما يسمى بالاصطلاح الطبي Diabetic Foot من المشاكل المعروفة والشائعة طبياً ويكفي أن نعرف انها أكثر الأسباب لدخول مرضى السكر للمستشفى.
فمرضى السكر معرضون للمشاكل التي تصيب الأقدام مثل: التقرحات والالتهابات والغرغرينة بل ان 15% منهم سوف يصابون بهذه المشاكل في فترة ما من فترات حياتهم بغض النظر عن نوعية المرض أو مدى السيطرة عليه، ولكن لحسن الحظ فان نسبة قليلة من هؤلاء المرضى يصابون بمشاكل خطيرة في الأقدام كالغرغرينة الممتدة وبتر الأقدام.
والتغيرات التي تحصل في الاقدام وتؤدي في النهاية إلى احتمال اصابة مريض السكر بمشاكل الاقدام هي:
تصلب الشرايين وخاصة الشرايين الطرفية مما يؤدي إلى نقص الدم الذي يصل إلى الاقدام.
تغيرات في الأعصاب الطرفية، حيث يحصل تآكل في الخلايا المغذية للأعصاب مما يؤدي إلى تعطيل عمل هذه الأعصاب الذي يؤدي في النهاية إلى فقد الاحساس في القدم، وتجدر الإشارة إلى أن هذه التغيرات في الأعصاب تبدأ كألم في القدم أو احساس بحرارة مستمرة في القدمين.
الأعصاب الحركية أو الأعصاب المغذية لعضلات القدم تتأثر بهذا المرض أيضاً وهذا يؤدي إلى ضعف في عضلات الأقدام ينتج عن ذلك أوضاع غير طبيعية في القدم مثل: بروز عظام القدم.
وهذه المتغيرات تؤدي إلى وجود تقرحات في الأقدام، ولعدم وجود الاحساس فإن هذه التقرحات يزداد حجمها.
وتتكاثر البكتيريا في أقدام مرضى السكر بشكل أكبر من غيرهم مما يؤدي الى التهاب في الجلد يؤدي في النهاية إلى التهاب في العظام اذا لم يتم اكتشاف ومعالجة المشكلة.
وعلاج مثل هذه الحالات يتم بالتنظيف الجراحي للجلد التالف واستخدام المضادات الحيوية والغيار اليومي للجرح وربما تحسين تدفق الدم إلى الأطراف بعملية جراحية عند حاجة المريض لذلك، والتئام الجرح عند مرضى السكر بطيء وقد يستغرق عدة أسابيع.
ان أهم عنصر في علاج مشاكل الاقدام عند مرضى السكر هو الوقاية وتتم الوقاية باتباع التالي:
1 حماية القدم من الاصابات وذلك باستخدام شراب قطني بشكل دائم وحذاء جلدي لين وتجنب الاحذية القاسية.
2 عدم تعرض القدم للحرارة الشديدة لأنها من الممكن أن تصاب بحرق من الدرجة الأولى أو الثانية دون أن يشعر المريض بذلك لانعدام الاحساس في قدم المريض.
3 تجنب تعريض القدم للبرودة الشديدة.
4 فحص القدم بشكل يومي من قبل المريض أو احد أقربائه للبحث عن أي تقرحات وعرضها على الطبيب المختص ليتم علاجها.
5 قص الأظافر بشكل مستقيم وتجنب قص الزوايا.
د, سعود عبدالعزيز التركي
استشاري جراحة الأوعية الدموية
مستشفى الملك فهد للحرس الوطني

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الثقافية
الاقتصـــادية
حوارات نسائية
منوعــات
تقارير
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved