Monday 15th November, 1999 G No. 9909جريدة الجزيرة الأثنين 7 ,شعبان 1420 العدد 9909


السكري والعين

العين هي النافذة الوحيدة لجسم الإنسان حيث نستطيع من خلالها النظر مباشرة إلى الأوعية الدموية الموجودة داخل العين والتي تعطينا فكرة واضحة عن الأوعية الدموية في باقي أجزاء الجسم.
من المعروف ان مضاعفات مرض السكري تطال جميع أجزاء الجسم بما فيها العين، ويأتي تأثير السكري على العين كواحد من أكثر المضاعفات تأثيراً على الانسان حيث قد يؤدي إلى فقدان النظر، ويعتبر مرض السكري ثالث أكثر الأسباب المؤدية إلى العمى حسب احصائية أجريت مؤخراً في الولايات المتحدة الأمريكية والتي يصل عدد المصابين فيها بالسكري إلى ما يزيد عن 14 مليون شخص.
وكل مرضى السكري معرضون لحدوث المضاعفات إلا أن أولئك المعتمدين على الانسولين في علاجه هم أكثر تعرضاً لتلك المضاعفات مقارنة بالمعتمدين على غير الانسولين.
وتتراوح مضاعفات السكري على العين من بسيطه يمكن علاجها إلى متقدمة يصعب علاجها, ومن أكثر المضاعفات حدوثاً الماء الأبيض والذي تزيد نسبة حدوثه عند مرضى السكري مقارنة بغيرهم, ويمكن علاج الماء الأبيض جراحياً وبنجاح كبير.
وترتفع قابلية الاصابة بالعدوى الجرثومية لدى مرضى السكري عن غيرهم مما يتطلب عناية خاصة بمثل هذه الحالات.
أما شلل الأعصاب المحركة لعضلات العين والذي يؤدي إلى ازدواجية الرؤيا فهو يشفى تلقائياً في معظم الحالات بعد عدة أشهر من تنظيم السكري.
ومن المضاعفات الأقل حدوثاً لدى مرضى السكري التهاب العصب البصري والذي يمكن علاجه بتنظيم السكري وبالليزر.
أما تأثير السكري على الشبكية فهو من أخطر المضاعفات المؤدية إلى فقدان النظر، ويكون ذلك بالتأثير على الأوعية الدموية الصغيرة مما يؤدي إلى تهريب السوائل والدهون في مركز الابصار بالشبكية، كما يؤدي أيضاً إلى تكون أوعية دموية جديدة غير طبيعية سهلة الانفجار والتي قد تنزف داخل العين مع حدوث تليفات قد تؤدي إلى انفصال في الشبكية.
ويلعب كّي الشبكية بالليزر دوراً أساسياً في علاج حالات تجمع السوائل والدهون في مركز الابصار اذا تم ذلك في وقت مبكر, وقد أثبتت كل البحوث والدراسات التي اجريت في أكثر من مركز في أمريكا وأوروبا ان درجة فقدان النظر عند المرضى الذين عولجوا بالليزر أقل بكثير من الذين لم يعالجوا به.
ويعتبر كي الشبكية بالليزر العلاج الوحيد المتوفر حالياً للقضاء على الأوعية الدموية الجديدة داخل العين والتي قد تنزف مؤدية إلى فقدان النظر، هذا وقد يقلل العلاج بالليزر من احساس الشبكية بالضوء ولكن بشكل بسيط جداً لا يمكن مقارنته بأي شكل من الأشكال بفقدان النظر في حالة عدم علاجها به, ويجب على المريض المصاب بتكون أوعية دموية جديدة تجنب الأشياء التي تؤدي الى ارتفاع الضغط داخل تلك الأوعية كالركوع والسجود في الصلاة وحمل أشياء ثقيلة والسعال الشديد والامساك المزمن.
أما في الحالات المتقدمة والتي تكون فيها تلك الأوعية الدموية قد نزفت فإن الراحة في السرير ومراقبة الحالة بشكل دوري ضروريان جداً، وقد يقرر الطبيب اجراء عملية جراحية لازالة النزيف والتليفات المصاحبة للأوعية الدموية مع علاج الشبكية بالليزر.
وتأتي الأهمية القصوى لتنظيم السكري في أن المثابرة على الحفاظ على السكر في مستوى طبيعي بالحمية والعلاج والرياضة يقلل من شدة المضاعفات ويؤخر حدوثها.
وختاماً، وعلى مريض السكري مراجعة طبيب العيون بشكل دوري للكشف عن أي مضاعفات ومعالجتها في الوقت المناسب.
الدكتور/ أسامة محمد عالم
استشاري طب وجراحة الشبكية والجسم الزجاجي
قسم العيون مستشفى الملك فهد الحرس الوطني

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الثقافية
الاقتصـــادية
حوارات نسائية
منوعــات
تقارير
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved