Thursday 18th November, 1999 G No. 9912جريدة الجزيرة الخميس 10 ,شعبان 1420 العدد 9912


الأندية الأدبية
في أبها محاضرة وحضور حول: لغة الإعجاز والبيان

ابها محمد السيد:
تواصل نادي ابها الادبي في تفعيل نشاطه المنبري حيث استضاف مؤخرا الدكتور محمد علي الحازمي الاستاذ بجامعة الملك خالد وقد شهدت المحاضرة حضورا نوعيا جيدا من الادباء واساتذة وطلاب جامعة الملك خالد وقد تقدم الحضور الاستاذ محمد الحميد رئيس نادي ابها الادبي ونائبه الاستاذ الدكتور عبدالله بن محمد ابو داهش وقد ادار الامسية الاستاذ عبدالرحمن معاضة الشهري الذي رحب بالحضور وتحدث عن موضوع المحاضرة والذي كان بعنوان (لغة الاعجاز والبيان) حيث تحدث مدير الحوار عن اهمية اللغة كلغة اعجاز واستشهد بقصيدة الشاعر: (حافظ ابراهيم عن اللغة العربية) ثم قدم المحاضر عملا وعلما.
ثم تحدث المحاضر الدكتور محمد علي الحازمي فشكر للنادي دعوته وقال: ان اللغة العربية من اعظم اللغات الحية وقد ادت رسالتها على اكمل وجه وفي كافة العلوم والفنون والآداب ولم تجمد (وسارت مع كل مجتمع عربي والمجتمع يسمو بسموها ويتأخر بتأخرها وكل شيء يشيخ الا كائنا واحدا وهو اللغة العربية التي بدأت طفلة حتى صارت شبابا وشبابا لا يهين وهي تتجدد على مر الزمان لما فيها من مميزات القوة ويجعلها مستعلية على غيرها، ومستعدة ان تتسع لكل مبتكر ولكل حديث.
وقال المحاضر: انها ثمرة من ثمار المجتمع الفصيح والبيان والتعبير وهي تعبر عن اخلاق اهلها ونتاجهم الفكري والادبي.
وقال لقد عرفت سابقا باللغة السريانية، وهذا خطأ اطلق عليها من اليونانيين، وهي تتقارب مع بعض اللغات الاشورية والكلدانية.
ولم تبلغ حد النضج الا في الحجاز عندما انتقلت من اليمن الى العراق والحجاز وكان لا تلقيح للغة العربية على يد يعرب بن قحطان.
وقال المحاضر: ان اللغة هي الوعي للتراث الاسلامي فهي لغة دين وعقيدة وتاريخ فعن طريقها حفظ التراث للامة الاسلامية وستعود للامة القوة والحياة اذا عادت للغة القرآن وعاء الاصالة والتراث ثم نبه المحاضر الى تفشي خطر العامية وهذه اللغة حفلت بها الكثير من الوسائل الاعلامية في بعض دول الخليج واستشهد المحاضر بمركز التراث الشعبي الذي اقيم في دولة (قطر).
ثم نبه المحاضر الى الكتب التي تهتم بلغة الاعجاز والبيان وقال لقد اهتم الاوائل باللغة وظهر هذا الاهتمام من خلال الشعر والادب وقد ساد وبهذه اللغة ثم ربط المحاضر بين اللغة والقرآن وكيف ان القرآن عني باللغة وان الله انزل القرآن بلسان عربي مبين, ولقد حفظ الله القرآن ولم يعبث به عابث (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون),وقال: لقد فهم بعض العاميين عن اللغة انها محفوظة من القرآن فقط وهذا ليس بصحيح فلا يحفظ اللغة سليمة الا أهلها,, وهي تضعف اذا هجرها اهلها.
واستشهد المحاضر باثر الاستعمار في الدول العربية في ما بين المشرق,, والمغرب.
وقال المحاضر الحازمي لقد كانت تُحمى اللغة من الفرس وغيرهم والدليل ان اللغة الفارسية والاردية تكتب بحروف عربية!!
ثم اشار المحاضر الى مهاجمة الاعداء للغة العربية وسط العامية لتضيع اللغة من اصولها وقدم عدة دلائل على قوله.
ففي عام 1727م تم تدريس العامية العربية في إيطاليا لقربها من البحر الابيض المتوسط وفي عام 1754م اقيمت مدارس في النمسا باسم مدارس القناصل اهتمت بالعاميات العربية ومنها المصرية.
وفي باريس 1759م اظهرت اهتمام بالعامية في الشام ولبنان.
كما انشئت مدارس شرقية للعامية في روسيا وفي عام 1891م وفي المجر اقيمت مدرسة عامية للاقتصاد بالعربية وفي المانيا اهتمت بالعالم العربي وخاصة في تركيا بما يهم العربية في مدينة برلين.
وفي مدينة همبورغ اقيمت مدارس لتعليم السواح العامية اما في بريطانيا فقد تأخرت المدارس التي تعلم العامية لانها كانت مهتمة بالهند وسكانها في التركيز على الجانب الاقتصادي وفي بداية القرن التاسع عشر حيث انشئت جامعة لندن وخصص احد اقسامها لتدريس العامية.
وفي عام 1906م كانت بداية الاستعمار في العالم العربي وتلا ذلك نشاط في التأليف بالعامية ومنهم النصارى واليهود حيث يوجد هناك 20 مؤلفا بالعربية بلهجة عامية.
وقد اوضح المحاضر عددا من هو المستشرقين حيث قال: ان هذه المؤلفات تركز على لهجات الدول والمناطق بالعامية ومنها عاصمة الجزائر ونجد والقاهرة ومن احد مؤلفي العامية مخائيل الصباغ ثم نبه المحاضر الى عدم الايغال في الحداثة التي تهاجم فصاحة اللغة وذلك من قبل بعض الشعراء والكتاب الذين لا يحرصون على التمسك بقواعد اللغة.
وقال ان انصار العامية قسمان:
أ على مستوى العالم العربي ومنهم المتفرنجون.
ب وعلى المستوى المحلي وهم اقل من السابق.
والمح الى بعض اخطاء لويس عوض وطه حسين وغيرهم والذين تصدى لهم محمود شاكر ومصطفى صادق الرافعي,واوضح المحاضر انه بدأ في عام 1395 ه في الجزيرة العربية بدأت بعض المجلات المحلية في تخصيص صفحات شعبية وفي عام 1401ه زاد واتسع عدد المهتمين بالشعبيات وقابل ذلك اهتمام اعلامي.
وهناك صنف ثالث من انصار العامية وهم بعض المتعلمين من ابنائها وهي تأتي عفوية منهم ولكن في ذلك خطر وضعف على اللغة.
وقال الدكتور محمد الحازمي على كل معلم ومتحدث وخطيب الاهتمام باللغة العربية الفصحى والحرص واجب والكمال لله والعصمة للانبياء ولكن يجب ان نسدد ونقارب,وقال المحاضر هناك عدة طرق لحماية اللغة العربية والدفاع عنها فيما يلي:
1 توجيه ذوي الابداع الى التخصص في اللغة والنهوض بها.
2 فعالية اصحاب الاثر بالكتابة بالفصحى.
3 تبني المؤسسات المعنية باقامة محاضرات وندوات تؤكد على الاتجاه الصحيح ومحاربة العامية.
4 دعم مجامع اللغة العربية والحرص على اقامة مجمع لغوي في الجزيرة العربية.
5 التدريس باللغة العربية الفصحى من قبل المعلمين.
6 الحرص على استعمال المصطلحات العلمية باللغة العربية الفصحى وكل ما سبق يؤكد تأصيل العادة بالفصحى.
وبعد نهاية المحاضرة اعطى مدير الحوار الفرصة للتعليقات والاسئلة.
وقد كان اول المعلقين الدكتور يحيى محمد عطيف الذي اشار الى بعض المؤلفات التي تهاجم اللغة.
كما علق الاستاذ محمد بن علي العمري حول اسباب شيوع العامية واللحن,, ومنها سهولة احتضان الشعر الشعبي واكد على اهمية حفظ القرآن من قبل الناشئة لانه يحفظ سلامة اللغة.
كما علق الاستاذ ابراهيم عثمان الذي يعلق لاول مرة في النادي ويملك خلفية ثقافية رائعة فقال انه يوجد في معاجم اللغة 70 الف مادة ولكن على لسان المثقفين لا يوجد إلا عشرة آلاف مادة.
ثم قال ان لغة اليهود ليست مقومات لغة فهي خليط من لغات العالم.
كما كان للاستاذ الدكتور عبدالله ابو داهش نائب رئيس النادي مداخلة حيث علق على قصيدة الشاعر حافظ ابراهيم واشاد بموقف الدكتور محمد بن محمد حسني في مواجهة العامية في مصر.
وقال نحن في حاجة الى بسط الثقافة في انفسنا ولا نكون منغلقين عن ثقافة الآخرين بأي لغة وألا نكون دائما غير متفائلين وعلينا ان نحرص على المصادر الحقيقية لكتاب الله ونربي ابناءنا عليه لانه يعقل اللغة وكذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم واناشد الشعر الفصيح وفوق ذلك وجود المدرس الكفء.
ثم ختم التعليقات الاستاذ محمد الحميد رئيس نادي ابها الادبي حيث ابدى اعجابه بالمحاضر الدكتور محمد بن علي الحازمي ومدير الحوار الاستاذ عبدالرحمن الشهري.
وقال الحميد لا خوف على لغتنا ان شاء الله وقد كانت في ضعف قبل 30 سنة ولكن مع قيام الجامعات ووجود الاندية والمراكز الثقافية نهضت اللغة فاللغة بما هيأت الدولة من امكانيات في نهوض ولله الحمد, بعد ما نالها من ضعف خاصة بعد الدولة العباسية حيث نشأ الشعر الشعبي (او النبطي) وهو قد حفظ شيئا عن تراث الامة وكان هذا في ظل ضعف اللغة العربية, ولكن يذهب الزبد ويبقى ما ينفع الناس.
وعندما نكون مؤثرين لا متأثرين منتجين لا مستهلكين نحافظ على اللغة، وقد امتدت من الغرب الى الشرق في ظل ضعف العرب والمسلمين ولكن علينا ان نقوي انفسنا ومع كل المضايقات نحن متفائلون ان شاء الله.
واكد الحميد انه تم مخاطبة عمداء الكليات في منطقة عسير لابراز كل المثقفين للاسهام في النادي وفي اعماله المختلفة ودعي الجميع الى التواصل مع النادي.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــى
محليــات
فنون تشكيلية
مقـالات
المجتمـع
الفنيــة
الثقافية
الاقتصادية
منوعـات
تقارير
عزيزتـي الجزيرة
الريـاضيـة
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved