Thursday 18th November, 1999 G No. 9912جريدة الجزيرة الخميس 10 ,شعبان 1420 العدد 9912


من الأعماق
التشفير!!
أحمد المطرودي

قد يعتقد البعض أنني حينما أؤيد ظاهرة التشفير التجارية أنطلق من مبدأ خالف تعرف لأنني لاحظت من خلال طرح الكثير من الزملاء وبعض الإخوة القراء رفضهم الشديد لهذه الظاهرة التي نستقبلها لأول مرة!!.
ولعل أكثر ما جعلني أشعر بالخوف من طرح تأييد هذه الفكرة أن الكثير من الزملاء عرض الموضوع بطريقة ساخنة، وقد يكون كتب الموضوع وهو (مستفز) لحرمانه من مشاهدة بعض المباريات المشفرة,, ولأن التشفير ظاهرة جديدة على المجتمع فانها بكل تأكيد ستجد صعوبة في التكيف مع المجتمع لأن كل جديد محارب وهذه قاعدة أساسية في علم الاجتماع تؤكد أن المجتمع دائماً ما يرفض اي جديد يطرأ عليه, وبعدها يتقبل ذلك المجتمع هذه الظاهرة الجديدة.
والأكثر صعوبة في الموضوع أن بعض الزملاء ربط رفض التشفير (بحب الوطن) وهذا صعب جداً لأنه لاعلاقة ذلك بالوطن، فالذي يحب الوطن ويبحث عن مصلحته ليس برفض التشفير لأن ذلك الشخص رفض دفع مبالغ بسيطة لاجل مشاهدة فريق الوطن فكيف يدعي أن حب الوطن هو برفض التشفير!!.
والحقيقة ان التشفير حاجة ملحة وعنصر صحي لتطوير رياضتنا الى الافضل بعد ان عزفت الجماهير عن المتابعة والحضور بسبب كثرة النقل التلفزيوني لمباريات قد تكون غير مهمة بالنسبة للجماهير فتفقد المباراة قيمتها ومتعتها,, والملاحظ في السنوات الأخيرة تفضيل الكثير من الجماهير مشاهدة المباريات عبر التلفزيون وهذا سيساهم في تأخير تطور الكرة عندنا، لأن الأندية ستتضرر من قلة الموارد المادية من جراء الحضور الجماهيري القليل لمبارياتها,, كذلك اللاعبون سيتأثرون معنوياً لعدم وجود الحضور الجماهيري المكثف الذي يدفعهم لمضاعفة العطاء داخل ارض الملعب اضف الى ذلك سيلحق الضرر ايضا حكام المباريات من عدم وجود دخل في بعض المباريات مما يؤخر مكافآتهم,, كذلك جميع المسئولين الذين يحضرون للمباريات سيتضررون,, حتى الأطفال المتخصصون بأحضار الكرة سيشملهم الضرر!!.
والآن نحن في عصر الاحتراف,, بمعنى كل شيء بمقابل مادي ,, فاللاعب الذي يركض لناديه ويخلص له يفعل ذلك بمقابل مادي,, اذاً اصبحت الرياضة تجارة,, والأندية تحتاج للملايين لتصرف على الاحتراف وعلى نشاطاتها الأخرى,, وإذا لاحظنا أن التلفزيون السعودي لايدفع إلا مبلغاً بسيطاً للاندية مقابل نقل المباراة فإن ذلك سبب مقنع لإقرار التشفير,.
ولا أدري هؤلاء الذين يحاربون احتكار القنوات الفضائية للمباريات لماذا يغضبون؟,,, فالآن متوفر لهم الاشتراك في القناة الفضائية التي ستحتكر المسابقة بكل يسر وسهولة واذا كان يرى أن في ذلك صعوبة في المنزل لاسباب اجتماعية,, فيمكن ان يضع ذلك في استراحته,, أما الشخص غير القادر على دفع الاشتراك فيمكنه وضع شراكة مع بعض الاصدقاء ويكون الدفع بسيطاً وغير مكلف و (اللي مامعوش مايلزموش) على قول المثل المصري!!.
إنني شخصياً اتمنى أن يتم احتكار كل المباريات حتى الدوري السعودي يجب ان يشفر وصدقوني سيساهم ذلك في التطوير لأنه دعم مادي كبير للأندية,, وعندما تتكيف الجماهير مع هذا الاجراء الجديد ستتقبله بكل رحابة صدر,, ولا أعتقد أن هناك سلبيات للتشفير وان ظهر ذلك فانها سلبية واحدة يراها بعض الزملاء وهي حرمان بعض الجماهير من المباريات لكونهم لايملكون هذه القنوات المشفرة التي تمكنهم من متابعة المباريات,, وهذه سلبية بسيطة يمكن التغلب عليها,, من خلال حضور المباراة على الطبيعة في الملعب بالنسبة للجماهير التي تسكن بنفس مدينة المباراة او بالنسبة للجماهير خارج منطقة المباراة يمكن لهم المساهمة في الاشتراك والاستمتاع بالمباريات أو مشاهدتها من خلال بعض الاصدقاء المشتركين او مشاهدتها من خلال بعض الاماكن العامة التي توفر هذه القنوات، وهنا ستكون الفوائد مشتركة على الجميع بينما الضرر الذي سيتحمله المشاهد بسيط, والسؤال الذي يمكن طرحه على هؤلاء الرافضين للتشفير,, ألم يفكروا باللاعبين المحترفين الذين تتأخر رواتبهم شهوراً عديدة؟,, وكيف أنه مع ظاهرة التشفير سوف يستلمون رواتبهم اولاً باول لان نقل مباراة لناديهم سوف يتحصل النادي على مبالغ كبيرة ولهذا يمكن ان نلخص الفوائد التي سوف تجنيها رياضتنا من التشفير بالآتي:
اولاً: زيادة دخل الأندية المادي الذي سيساهم في تنفيذ برامجها بصورة صحيحة.
ثانياً: زيادة الحضور الجماهيري للمباريات بكثافة وهذا سيساهم بدخل مادي يعود على الاندية وعلى الحكام وعلى المسؤولين في الملاعب وايضاً يعطى دفعة معنوية كبيرة للاعبين داخل ارض الملعب!!.
ثالثاً: عدم تأخير رواتب اللاعبين المحترفين الذين سيستلمون رواتبهم بصورة طبيعية وهذا من شأنه زيادة ارتفاع مستواهم الفني وروحهم المعنوية!.
رابعاً: جلب عدد من اللاعبين الاجانب على مستوى فني كبير يساهم ذلك في تطوير الكرة السعودية كما يحصل في كثير من الاندية العالمية ذات الدخل الكبير.
خامساً: تشجيع القطاعات الخاصة ورجال الاعمال باعتبار الرياضة عنصراً تجارياً مهماً وبالتالي المساهمة الفاعلة من قبلهم بالاعلانات التجارية عن طريق الاندية وهذا فيه فائدة مادية أخرى, فقد أثبتت جميع تجارب السنوات الماضية أن المادة عنصر مهم في التطوير وأنه لايمكن لاي مسئول من محاولة التطوير طالما انه لايملك العنصر المادي الذي يحرك فيه قوى النادي ويستطيع الرفع من مستواه الفني.
والتشفير بالنسبة لمجتمعنا شيء جديد لكنه في الدول العالمية والمتقدمة مطبق وله سنوات كبيرة وطالما هو مطبق بالدول لاخرى ونجح فلماذا نحن نرفضه؟,, وبالعكس سوف يفيد كل الاندية, ونقطة مهمة أن النقل التلفزيوني محصور على الاندية الكبيرة فقط والوحدة بينما باقي الأندية تعاني من عدم النقل مما قد لايفيدها ويحرص الجماهير على متعة مشاهدتها,, لكنني ختاماً اتمنى أن تكون هناك دراسة بين القنوات الفضائية وبين الرئاسة العامة لرعاية الشباب لعدم تشفير اللقاءات التي يكون منتخبنا طرفا فيها فقط!!.
فارس الجوف!!
الذين لايعرفون الخفايا والاسرار داخل نادي العروبة بالجوف قد يستغربون هذه النتائج الكبيرة التي يقدمها هذا الفريق العملاق لكن الذين يعرفونه عن قرب يدركون تماما ان ما تحقق للعروبة ليس صدفة ولاضربة حظ بل هو جاء بتخطيط مقنن ومدروس من قبل المسئولين فيه وعلى رأسهم رئيس النادي محمد دايس الدندني هذا الشخص الذي يعمل ليل نهار من أجل تطوير ورفعة هذا النادي، وقد لمست ذلك من خلال زياراتي للنادي,, الذي تشعر وانت تدخل أروقته بالتنظيم الجميل والحماس الكبير,, ولعل نائب رئيس النادي الاخ الزميل حمد العريض أحد المميزين في ادارة النادي بجهودة الكبيرة واخلاصه في خدمة ناديه,, وقبل ست سنوات وعند زيارة خاصة للجوف كنت معجباً باداري الفريق سهيان السهيان الذي يملك طموحاً كبيراً لايمكن ان يصدق,, لقد قال ذات مرة والفريق يقبع في الدرجة الثالثة ان طموحي الوصول بالفريق الى الممتاز,, وفي وقتها ضحكت,, لكنه رد على استغرابي بالقول انتظر أنه مجرد وقت!.
الطموح الذي يملكه ابناء العروبة جعلهم ينطلقون بسرعة الصاروخ من الثالثة للثانية للاولى,, والآن يتصدرون فرق الدرجة الاولى فهل يحققون الصعود الى الاضواء مكررين سيناريو سدوس ؟,, ويمكن أن نطلق على العروبة ماسبق ان ذكرناه عن فريق سدوس انه جاء بطل غلب الكل!! .
وقد لايعرف الكثيرون أن العروبة يملك مجموعة بارزة من النجوم يتقدمهم الهداف الرائع فرحان المضيان و (بهدل الشمري)، وخلف الشمري وعبدالعزيز المريزيق وعبدالله الرويلي ومحمد البلوي والحارس المتألق والمبدع جمال الدوسري الذي اصبح مصدر ثقة وامان للفريق,, فريق العروبة سيدخل تاريخ المجد الكروي من أوسع أبوابه اذا تمكن نجومه من تحقيق الصعود الى الاضواء ورسم ابتسامة الفرحة في قلوب جماهيره العريضة بالجوف.
نقاط سريعة:
* هل كان النصراويون يبحثون عن الهالة الاعلامية بانضمام (روماريو) أم ان المسئولين فيه على قناعة انه سيكون لاعباً مفيدا فنياً,, اعتقد أن المبلغ الذي دفعه النصراويون كان من الممكن استثماره بشكل افضل والايام ستثبت صحة هذا الكلام.
***
*جاء الشباب بمستوى متواضع جداً ولم يستفد منه الرائديون واثبت تواضع الشباب الرياضي الذي هز شباكه بهدفين نظيفين,, وللأسف أنها ليست المرة الاولى التي يتعامل لاعبو الرائد مع (اسم) الفريق المقابل وليس مستواه!!.
***
*لو اتيحت الفرصة للنجم احمد غانم تماماً مثلما اعطيت لبجاد الرشيدي ويوسف العليقي ومحمد التويجري لكسب الرائد لاعباً مميزاً!!.
***
*غريب أمر فهد الغشيان أنه يقود نفسه للهاوية دون أن يشعر!!.
***
*التعادلات ستقضي على التعاون وتؤدي به الى الهاوية مالم يتدارك اتقاء ذلك!!
***
* عبدالسلام العرفج وعبدالعزيز السبهان ومحمد الطعيمي وعبدالعزيز اليتيم وعبدالواحد السهيان (الجوف),, إخلاصكم وتضحياتكم للعروبة محل تقدير الجماهير العروبية,, وناديكم يعيش اجمل عصوره الذهبية ويحتاج لمزيد من الوقفة الكبيرة كما عودتموه!!.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــى
محليــات
فنون تشكيلية
مقـالات
المجتمـع
الفنيــة
الثقافية
الاقتصادية
منوعـات
تقارير
عزيزتـي الجزيرة
الريـاضيـة
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved