عزيزتي الجزيرة
اذا اتجهت قيادة اكاديمية او ادارية في أي مؤسسة تعليمية نحو المسائل السطحية او القضايا الهامشية جدا وأولتها اهتماما بالغا وقفزت بها الى خطوط المتابعة الدقيقة وجعلت افراد هذه المؤسسة من طلبة او طالبات يدورون في فلك تلك المسائل او يعيشون خضم تلك القضايا كواقع يومي فلك ان تتوقع انخفاض التحصيل العلمي ان لم يكن ذلك عاملا جليا في انحدار المستوى التعليمي العام لانه جاء على حساب لب التعليم ومنحى مسيرته او على الاقل احدث بلبلة نحن في غنى عنها.
لأجل ما سبق اراني اسلط الضوء ولو كان ضعيفا والذي يطال الاقسام العلمية بكلية التربية للبنات بحائل ويكشف عن شيء من واقع تعيشه تلك الاقسام التي يفترض فيها المثابرة والجهد والتركيز على مناهجها الدسمة والابتعاد قدر الامكان عن اشغال الطالبات بمسائل سطحية جدا وقضايا هامشية يمكن علاجها وتطويقها عبر قنوات جانبية وبخطوات متأنية وفعالة مثلما يعز علينا الحديث بالهوامش والسطحيات وافراد مقالٍ لها لولا ان طالبات الاقسام العلمية عشن وضعا جديدا تولد من رحم التصرف الاداري المشوب بالغرابة والذي جاءت احداثه يوم السبت 28/7/1420ه الموافق 6/11/99م حينما فوجئت الطالبات بقيام مسؤولات الاقسام العلمية بكلية التربية للبنات بحائل بحملة صباحية مفاجئة على الطالبات وتفتيش (شعرهن) من حيث قصره وتسريحته (قصته)!! واستثني من هذه الحملة التطفيشية وليس التفتيشية ذوات الشعر الطويل لان التبرير الذي ركبت موجته مسؤولات الاقسام العلمية وبقيادة الاستاذة العميدة ان الشعر القصير (مخالف)! وبعد علامة التعجب السابقة ضع مع كلمة (مخالف),, التعاليم الاسلامية والتقاليد العربية,, والعادات الاجتماعية,, واذا شئت القرارات الفردية او حلف شمال الاطلسي!!
ونحن اذ نكتب هذه السطور فإننا نبارك كل خطوة من شأنها المحافظة على السلوك المهذب العام والآداب الاسلامية وقيم الاحتشام بين طالباتنا غير اننا في المقام نفسه (نستهجن) ذلك الاسلوب او تلك الالية التي تم ويتم عبرها اشاعة هذه الاداب وتقريرها او تطبيق ذلك السلوك المهذب وبتلك الصورة غير السليمة التي رسمت حملة يوم السبت المشار اليه سلفا!!
لان اجبار الطالبات ذوات الشعر القصير (بسبب طبيعة خلقة الشعر او ضعف نموه او حتى تسريحته)اجبارهن على كتابة (تعهد) مع حرمانهن من حضور المحاضرة الاولى,, وتهديدهن بمواصلة الحرمان اذا لم يغطين (شعرهن القصير) حتى يطول في قادم الايام!!
كل هذا يمكن قبوله في ظل قرار واضح وصادر من الرئاسة العامة لتعليم البنات يحدد فيه (منع الشعر القصير) مثلما يبين من خلال بنوده الطريقة التي يتم فيها تطبيق القرار الذي يستند بالدرجة الاولى على وضع فترة زمنية كافية تسبق التفتيش وذلك لاعطاء الفرصة للطالبة (ذات الشعر القصير) بتدارك الوضع ثم يكون العقاب في نهاية المطاف بحق كل طالبة خالفت نص القرار او الانذار!!,, اما ان تتم الامور بهذه الطريقة الفجائية (خبط لزق) وبدون الاستناد الى قرار من الرئاسة العامة لتعليم البنات كملء الفراغ الاداري الذي تعانيه مسؤولات الاقسام العلمية فهذا ولا ريب قمة العجب المنوط بالاستهجان لان رسالة الاصلاح لاي تجاوز او خلل في السلوك او التصرفات على افتراض ان قصر شعر الطالبة تجاوز او خلل هذه الرسالة تتطلب التدرج في العلاج والهوادة والتأني في تطبيق هذا العلاج وليس العقاب التعسفي، يقول عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه: (لا تأخذ الناس الى الحق دفعة واحدة فيدفعوه جملة واحدة) كما ان على المسؤولات ان يفهمن ان هناك طالبات قد يعانين من مشكلة صحية في نمو الشعر او في خلقته مثلما يجب التفريق بين (قصر الشعر) وبين (تسريحته) التي قد تكون (شهرة) او مقززة او تخالف المعروف والتي تدخل فعلا في خانة التجاوزات السلوكية كما لا يفوت الاخوات بالتركيز على مظاهر التفسخ او السفور والتبرج التي لا تليق بطالبة مسلمة والتي لا تقارن بأي حال من الاحوال بمسالة قصر شعر الطالبة.
اخيرا يجدر بنا ان نسال كذلك عن الحكمة الصحية وراء منع بناتنا الطالبات من احضار وجباتهن الغذائية من منازلهن ومصادرة تلك الوجبات وذلك لاجبار الطالبات على شراء الوجبات الغذائية من (المقصف)!! يا ناس شيء من العقل!! ام ان المسألة لا تعدو كونها لهط فلوس جيوب الطالبات مقابل وجبات تصول فيها الحشرات واحيانا تجول!! أو تردن اذا حصل تسمم لا قدر الله يأخذ جموع الطالبات تحت راية تشجيع روح الجماعة.
هذا ما كان والله المستعان.