Wednesday 24th November, 1999 G No. 9918جريدة الجزيرة الاربعاء 16 ,شعبان 1420 العدد 9918


إليكم الحلول فهل من متابع!
تدني مستويات طلاب الثانوية,, لماذا؟

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعتبر السنة الثالثة الثانوية هي الأُس الأكبر والمحك الأول والخطوة الأهم في تحديد مستوى الطالب الدراسي وبيان مدى جديته في مواصلة دراسته الجامعية وتحقيق آماله وطموحاته، كيف لا وهي الشهادة الوحيدة المعتمدة في القبول في الكليات المتعددة والجامعات المختلفة بغض النظر عن مستوى الطالب في سنواته الدراسية التي سبقتها، ولذا فلا غرابة ان ترى مستويات الطلاب تتطور للأحسن وتتبدل للأفضل في هذه السنة، ومع الأهمية البالغة لهذه السنة الدراسية إلا اني وللأسف الشديد ألحظ أمرا خطيرا ألا وهو تدّني مستوى طلاب هذه المرحلة سنة بعد الأخرى، حتى وصل الأمر لدى شريحة لا يستهان بها من الطلاب أنهم لا يفرقون بين هذه السنة المهمة والسنوات التي قبلها من حيث قلة الاهتمام وعدم الحرص والمتابعة وكذا عدم الجدية في طلب العلم وتحصيله، وحرصا على مصلحة فلذات الأكباد أحببت أن اتناول هذا الموضوع الحساس بشيء من الدراسة والمناقشة من خلال المنبر الرائع (عزيزتي الجزيرة) وذلك وفق النقاط التالية:
أولا: تكاد تتفق كلمة المعلمين في بعض المدارس على صحة هذه القضية التي طُرحت للمناقشة ولذا كثرت تساؤلات هؤلاء المعلمين عن سبب تدني مستويات الطلاب سنة بعد الأخرى بشكل ظاهر وواضح وأبحروا على مراكب المحبة والمصلحة للبحث عن هذه الأسباب ومناقشتها في مجالسهم الخاصة، ولعل مما يزيد حيرة المعلمين هو ان الجامعات في السنوات المتأخرة لا ترحب إلا بأصحاب المستويات العالية والتقديرات المرتفعة!!
ثانيا: قد لا تكون هذه الظاهرة منتشرة في جميع مناطق المملكة وقد لا تكون بكافة مدارسها ولكنها ظاهرة لا يمكن انكارها او تجاهلها او إغفالها في بعض المناطق والمدارس.
ثالثا: السؤال الذي يطرح نفسه وبشدة ما السبب في هذا التراجع والبرود من قبل الطلبة في السنوات المتأخرة؟ ولعلي هنا ومن خلال هذه النقطة استقصي أسباب ذلك حسب اجتهادي فأقول:
(1) الانهماك الشديد لدى بعض الطلاب في مشاهدة القنوات الفضائية من خلال تجمعاتهم الشبابية في بعض الاستراحات وما شبابهها حيث سلبت عقولهم وأحاسيسهم ببرامجها الفضائحية والمبتذلة فتسمروا أمام شاشاتها مشدوهين ونسوا الكثير من تعاليم دينهم ومطالب حياتهم ومنها أمور دراستهم وما يتعلق بها، ولذا فلا يأخذك العجب اذا شاهدت طلابا يأتون لمدارسهم لأجل الراحة والنوم لأنهم سهروا الليل كله أو جله يقلبون أبصارهم في مشاهدة هذه القنوات وطالب هذا حاله لا تسأل عن مصيره ومآله!!
(2) قلة الوعي وعدم الإدراك بأهمية الدراسة الجامعية في تكوين شخصيته وبناء مستقبله، وذلك ان الطالب في هذه المرحلة يعيش مرفها قد وفرت له كافة وسائل الحياة من مأكل ومشرب ومسكن وملبس ولذا لم يع أهمية مواصلة الدراسة وانشغل بتوافه الأمور؟
(3) قد يكون لبعض الآباء دور في هذا التدني وذلك خلال تمليك ابنائهم السيارات قبل التأكد من نضجهم وكمال ادراكهم لأهمية السيارة ودورها في الحياة، فتسبب هذا العمل بصرف الطالب عن دروسه لانشغاله الكامل بهذه السيارة التي سلبت لبه وفؤاده اصبح اسيراً لها ولذا تراه يشغل جلّ وقته بالدوران بها في الشوارع كما انه اصبح ضيفا مألفوا في محلات زينة السيارات لمتابعة ما استجد من أمور الزينة من ملصقات وغيرها,, غير مكترث بأهمية وقته ومراجعة دروسه.
(4) الإفراط في متابعة الرياضة والانشغال بهموم الكرة ومبارياتها وما يتبع ذلك من تحليلات ومناقشات بين الطلبة قد تصل في بعض الأحيان الى تراشق الألفاظ البذئية، ولا شك أن ذلك مما يؤجج الحماس في النفوس ويزيد من لهيب المتابعة فيها، ولا يمكن لمنصف ان ينكر دور الاهتمام الزايد بهذه الأمور في صرف بعض الطلاب عن دروسهم.
(5) البناء الضعيف لكثير من الطلاب وحيث تعودّت نسبة لا يستهان بها من الطلبة في السنوات المتأخرة على النجاح بأيسر السبل وبأقل المجهودات مما ساهم في التأثير السلبي على اؤلئك الطلاب من حيث ضعف المستوى وعدم الاهتمام والتكاسل عن المراجعة، والمسؤولية هنا ملقاة على عاتق المسؤولين عن العملية التعليمية من مشرفين ومديرين ومعلمين، فالمشرف يسعى لتحسين صورته أمام رئيسه فيتعب مدير المدرسة بالحديث عن أهمية زيادة نسبة النجاح في المدرسة، والمدير بدوره يشغل المعلم بهذه المسألة ويضعها المقياس الأول لتقويم أدائه ويطالبه وباستمرار بزيادة درجات الطلاب والتسامح معهم في التصحيح، حتى وصل الأمر في بعض المدارس الى التدخل في أوراق إجابة اللامتحان وزيادتها دون وجه حق، وقد القى هذا العمل وتلك الممارسات بظلالها على الطالب حتى وصل الأمر في بعض المدارس الى إيجاد شريحة من الطلاب في الصف الرابع والخامس الابتدائي لا تفرق بين الحروف الهجائية!! فيا من تسعون للنتائج دون المستوى ويامن تبحثون عن الكم دون الكيف ألا تعلمون ان هذا العمل من الخيانة لابنائنا الطلاب ولبلدنا؟ ألا تعلمون ان مهمتكم الأساسية محاربة مثل هذه الأشياء؟ ثم كيف تسمحون لأنفسكم بالتملق لمسؤوليكم على حساب المجتمع وأبنائه.
(6) المعاناة الشديدة والمصاعب المتنوعة التي يجدها المتفوقون في السنوات القريبة الماضية من حيث عدم قبولهم في الكليات التي يرغبونها مع تفوقهم، وهذا ولّد في نفوس بعض الطلبة شيئا من اليأس والاحساس بنوع من الإحباط ومعروف ان الإحباط يكبل جهود الطالب ويحد من ابداعاته ويقلل من نشاطه وحماسه ويجعله أسيرا للإهمال وعدم المبالاة.
(7) قد يكون للوزارة وإدارات التعليم ومديري بعض المدارس سبب في هذا التدني وذلك من حيث عدم انتظام الدراسة في الأشهر الأولى بسبب تأخر حركات نقل المعلمين الخارجية من قبل الوزارة وحركات النقل الداخلية من قبل ادارات التعليم، والتخبط والتغيير المستمر في جدول الحصص الأسبوعي من قبل مدير المدرسة, ولا شك أن هذه الأمور تربك الطالب وتحبط معنوياته وتجعله لا يستشعر جدية الدراسة ولا يحس بمعنى الأسابيع لأن هذه الأمور تؤثر على نفسيته وتحد من طموحه.
(8) الأسباب السابقة أصابت بعض الفصول بالشلل وهذا بدوره ألقى بظلاله على البقية الباقية من الطلبة الذين ليس لديهم شيء من الصوارف السابقة، حتى اصابتهم العدوى من خلال الكسل والخمول المحيط بالفصل.
رابعا: اذا كانت هذه هي أسباب تدني وانخفاض مستوى الطلاب في المرحلة الثانوية فياترى ما العلاجات المقترحة لمداواة هذا الجرح والحد من نزيفه الحاد؟ والجواب في متناول أيدينا بشرط ان يتكاتف الجميع للحصول عليه وسأوضح ذلك من خلال النقاط التالية:
(1) الاهتمام الكبير من قبل أولياء أمور الطلاب ومتابعة ابنائهم متابعة جادة بالسؤال عن مستوياتهم والسعي في إزالة العراقيل التي تعترضهم من خلال التعاون الكامل مع الهيئة الإدارية والتعليمية والإرشادية بالمدرسة وكذا متابعته في بقية شؤونه مع من يذهب؟ وماذا يصنع؟ وهل يستعمل سيارته فيما لا يفيد؟ و و وإلخ, من الأمور التي تجبر الطالب على معرفة مصالحه ومنها أمور دراسته.
(2) لا بد من العمل الجاد على انتظام الدراسة من أول أيامها وذلك بتهيئة كافة السبل اللازمة لهذا الأمر قبل بدء الدراسة، وهذا العمل منوط بالمسؤولين في الوزارة وإدارات التعليم ومديري المدارس، فعلى الوزارة ان توفر كافة المستلزمات الدراسية وتبادر في اصدار حركات نقل المعلمين الخارجية حتى تتمكن ادارات التعليم من إيصال هذه المستلزمات للمدارس في الوقت المناسب وتتمكن كذلك من اصدار حركات النقل الداخلية وعلى مديري المدارس ان يبذلوا وسعهم وجهدهم الكامل لإعداد مدارسهم وإعداد الجدول الأسبوعي للحصص بشكل مناسب وعادل يرضى به الطلاب والمعلمون، اننا بذلك نساهم بالبداية القوية التي ستثمر إن شاء الله جدا وحرصا واجتهادا من قبل الطلاب.
(3) لا بد من تضافر الجهود لمنع الناشئة والطلبة من مغبة المقاهي والاستراحات وما فيها من قنوات فضائية وهذا العمل منوط بالمسؤولين وبأولياء أمور الطلاب وكذا بأصحاب الاستراحات حيث يجب عليهم ألا يسمحوا لأنفسهم بأن تكون بيوتهم القديمة او استراحاتهم الجديدة أوكارا تشاهد فيها المناظر الفاسدة فتكون سببا بإفساد شباب الأمة، ويعلموا ان علماءنا الافاضل وفقهم الله أفتوا بتحريم تأجير المنازل وما شابهها لمن يستخدمها في مثل هذه الأمور.
(4) للمعلم النشط والمرشد الواعي دورهما الفاعل في توعية الطلبة وتشجيعهم على الجد والاجتهاد.
(5) تقنين المسابقات والمشاركات الرياضية والعمل على توجيه الطلاب بعدم الانهماك الكامل بها للدرجة التي تؤثر في مستوياتهم الدراسية.
(6) على مديري التعليم ان يصدروا التعليمات الحازمة للمشرفين بعدم البحث عن النتائج بغض النظر عن مستويات الطلاب، وعلى المعلم الا يُعطي الطالب من الدرجات إلا ما يستحق وألا ينجحه دون حق وهنا سيتربى الناشئة على الجد والاجتهاد.
عزيزتي الجزيرة هذه بعض الحلول والمقترحات آمل ان أكون قد وفقت في طرح هذا الموضوع ودراسته والله الموفق والهادي الى سواء السبيل.
أحمد بن محمد البدر
الزلفي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

ملحق جائزة المدينة

ملحق الحرس الوطني

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved