عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
ورد في الجزيرة في عددها 9905 وتاريخ 3/8/1420ه في صفحة شؤون محلية خبر بعنوان د, الربيعة افتتح اللقاء العلمي لمكافحة التدخين .
ان اضرار التدخين يعلمها الجميع ولكن هناك تقصير واضح حيال هذا الموضوع من أجهزة الإعلام بجميع وسائلها المرئية والمسموعة والمقروءة ومن خطباء المساجد وكذلك في اغلب المدارس والجامعات, وليس الحل في تقليل عدد المدخنين بنشر عدد اكبر لعيادات مكافحة التدخين، وخاصة كما اشار سعادة امين الغرفة التجارية في نفس المقالة إلى وجود نشاط متزايد لشركات توزيع التبغ التي تعمل جاهدة على ايقاف او منع اي نشاط يعمل على تقليل او الحد من استهلاك السجائر كتثقيف الناس باضرار التدخين التي لاتخفى على احد, ولنذكر في هذه المناسبة شركات التبغ العالمية التي طالبها القضاء الامريكي بدفع تعويضات مالية كبيرة تقدر بملايين الدولارات للمدخنين الذين اصابتهم علل صحية من جراء استهلاكهم منتج السجائر ومن هذه الشركات شركة فليبس مورس التي اعترفت اخيراً باضرار التدخين, وإن كيد الشركات المنتجة للتبغ لم يقف عند هذا الحد في طمس الحقائق العلمية طوال هذه السنوات ورفضها الاعتراف بالتقارير العلمية التي اثبتت اخطار التدخين بل سعت الى منع اي تقرير يُظهر الحقيقة بكل الوسائل المتاحة إلى درجة ان بعض شركات التبغ عمدت في عام 1984م في جنوب افريقيا الى دفع مبالغ مالية كبيرة إلى مجموعة من الباحثين ليظهروا نتائج مزيفة تعكس الحقيقة بأن التدخين غير مضر, اضف الى هذه المكائد ماجاء في نتائج تحليل عينات من التبغ المصدر إلى خارج الولايات المتحدة الأمريكية من وجود مادة تعمل على ادمان المدخن التي هي اصلاً موجودة بالتبغ ولكنها مع ذلك تضاف كمركب كيميائي إلى التبغ المصدر حتى يزيد من صعوبة إقلاع المدخن عن التدخين, ولقد نجحت فعلاً هذه الشركات في مسعاها واصبحت تجني اموالاً طائلة من جراء تصدير المرض للمواطنين في دول العالم الثالث,والرقم الذي ورد في المقالة المذكورة اعلاه من أن 200 مليون ريال هو استهلاك سكان منطقة الرياض سنويا من التدخين!!! لعمري ان هذا الرقم مفزع للغاية ولابد من حث الجهود من قبل جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية للعمل جميعا على تقليل عدد المدخنين في السنوات القادمة, وتعليق آخر اود ذكره ايضا على الرقم الذي ورد نقلا عن احدى النشرات من ان ترتيب المملكة 19 من بين الدول المستهلكة للتبغ، ياترى هل هذه الدول التي تأتي بالترتيب قبل المملكة من حيث استهلاك التبغ تماثلها في تعداد سكانهامثل دول الخليج وسوريا واليمن وليبيا وتونس فهذا مقبول ام انها دول يعادل تعداد سكانها اضعاف سكان المملكة مثل الصين والهند وامريكا وبريطانيا؟ اذا كان الامر كذلك فهذه مصيبة كبيرة يجب عدم السكوت عنها, وحيث ورد في مقالة الاستاذ العذل في نفس المقالة المذكورة اعلاه ان عادة التدخين في امريكا من العادات المستقذرة وتكاد الحملات التي تقوم بها البلاد المتقدمة تشكل خطورة مادية على شركات التبغ,, فهل بالإمكان أن نعمل على القيام بحملات دعائية مضادة للنيل من ارباح شركات توزيع التبغ في المملكة ودفعها إلى الإفلاس على غرار الشركات المصنعة للتبغ في امريكا؟ نعم اذا توحدت الجهود وصدقت النيات وطبقت التعليمات الخاصة بمنع التدخين بالمطارات والمباني الحكومية والأماكن العامة, وفي هذه المناسبة اريد لفت النظر إلى طريقة اخرى فعالة وناجحة من طرق مكافحة التدخين تنتهج في الدول المتقدمة التي تنتج لنا التبغ ويباع في اسواقنا بأسعار رمزية مقارنة مع سعر التبغ في البلد المصدر له:
إن اسعار السجائر المرتفعة في هذه الدول لها مبرراتها المقنعة من قبل وزراء الصحة في تلك الدول والتي يقبلها كل مواطن سواء كان مدخنا اوغير مدخن وهي ان اكثر المراجعين للعيادات الصحية هم من الفئة المستهلكة للتبغ ويشكلون عبئا ماليا ثقيلا على ميزانية وزارة الصحة وعلى دافعي الضرائب، لذلك وجب رفع رسوم التبغ والتي تبلغ حوالي 80 90% من قيمة السجائر لتذهب الى ميزانية وزارة الصحة فبذلك يكون المدخن قد دفع فاتورة علاجه مقدما لوزارة الصحة، إضافة الى ان هذه الاسعار المرتفعة تعمل على المدى البعيد على تقليل السجائر المستهلكة بالنسبة للفرد, فهل يا ترى تطبق وزارة المالية والاقتصاد الوطني هذه الفكرة لاجل المصلحة العامة وقبل هذا لأجل صحة المدخن؟,فمثلا لو رفع سعر علبة السجائر من 5 ريالات الى 10 ريالات سوف يكون نصيب وزارة الصحة 5 ريالات عن كل علبة مباعة او ما يعادل 200 مليون ريال فقط من مبيعات منطقة الرياض فتصور كم هو المبلغ بالنسبة للمبيعات في جميع ارجاء المملكة؟ واذا كانت قيمة علبة السجائر 10 ريالات او اكثر فالمدخن سوف يعمل على تقليل استهلاكه للسجائر بشكل طبيعي وعلى المدى البعيد سوف يقلع نهائياً إن شاء الله عن التدخين, حيث ان استهلاك التبغ ليس من ضرورات الحياة مثل الطعام او الماء التي لايمكن العيش بدونها بل هو من الكماليات ومن الممكن الاقلاع عنه في حالة الرغبة الصادقة.
وتقبلوا سعادتكم خالص شكري وتقديري.
الدكتور/ إبراهيم بن محمد الرقيعي
أستاذ بحث الغذاء والتغذية المساعد
مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية