Thursday 25th November, 1999 G No. 9919جريدة الجزيرة الخميس 17 ,شعبان 1420 العدد 9919


الصراع مع العدو,,!

فنون القتال، ما أوسعها في عالم الإنسان من أول الصخرة المسنونة وقطعة الحجر الثقيلة والرمح والسهم، الى القنبلة الذرية والصاروخ والأشعة النووية وقنابل الميكروب، ثم ان الانسان هو الذي يحدد لنفسه حد الاكتفاء من أول الصفر إلى ما بعد المدى المعقول، فيجنح الى السلم إذا أراد, وهذا ما لا تعرفه صنوف الحيوانات، ويتجاوز المدى إذا اراد فيفجر ويقتل، ويزجر, ويمعن في القتل والتعذيب شفاءً لغليل لا يعرفه، كذلك الحيوان وهو لا يأخذ القتال على حالته الخاصة من القتال وفنونه ووضع خططه وعدّل فيها واضاف عليها حتى وكأن صناعته الأولى هي الحرب, واختلف سلوكه فيها بين التنظيم وعدم التنظيم وقوة التكتيك وضعفه,, إلخ, ثم جعل له هدفاً واعياً واختلف بعد ذلك في الأهداف, فمن صراع شخصي على الغلبة، الى نزاع على ممتلكات الى رغبة في التوسع والمجد الشخصي، الى قتال لضرورة العيش وأخيراً الى صراع على عقيدة وفي هذه النقطة الأخيرة بالذات,, أبدأ ما أردت التنويه اليه منذ بداية أسطري فكل من اراد ان يبني بناءً متيناً أقول له إن أي بناء يحتاج الى قاعدة والقاعدة الراسخة في الادارة دائماً والنظام والحكم والدين هو القاعدة الراسخة لكل ادارة, هو نظامها وبه حكمها.
فاليوم يؤمن اليهود بأن الخطر الأكبر على مخططاتهم وأحفادهم هو الدين بما يمثله من عقائد وأخلاق, وتضحية وإيثار، وحساب وجزاء في الحياة الدنيا والآخرة, ومن ثم جعلوا هدفهم الأول نزع الإيمان من قلوب البشر ومن ثم شحنها بسيل من الشبهات والشهوات,, ولكن القرآن العظيم لا يزال قمة شامخة للوحي الإلهي المعجز, وهو محفوظ بوعد الله الأكيد (إنا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون), ولذلك تفشل كل محاولات الطمس والتزييف, وشعت تعاليمه كالضوء في الظلمات، تعلم المؤمنين انه لا سبيل الى مقارعة المؤامرات الهمجية, وسحق أخطارها وآثارها الا بقوة مؤمنة موصولة الأسباب بالوحي الإلهي الأعلى، ومستعلية به على كل ما تموج به الارض من ركام المذاهب الوضعية والأضاليل! ولا تزال هذه التعاليم القرآنية, وستظل تنفث في صدور أبناء الدين الاسلامي، حمية مقدسة، ليكونوا القلعة الوحيدة في الأرض والمرشحة للصدام العالمي ضد شياطين التلمود بما تملكه الأمة الاسلامية من منهج وكتاب منير, واليهود على يقين من هذا الأمر، وقد رأوا طلائعه عياناً في المعارك التي دارت تحت راية القرآن الكريم، ولذلك فعل هؤلاء اليهود الأفاعيل محاولين تطويق هذا الخطر القرآني، بعد ان رأوا بوادر اليقظة الاسلامية ووقفوا على حقيقة سلوك وتأثير الدين الاسلامي في الجهاد والدفاع عن العرض والكرامة، فمخططات الهدم والتخريب عند اليهود قديمة والقصد منها تدمير وتخريب الشخصية الاسلامية، وصياغتها على نمط فاسد, ومع ان المعارك منذ القدم اثبتت لهم ان الدين الاسلامي قوة لا تقهر, الا ان تلك الضراوة والوحشية في معاملة الصحوة الاسلامية تمثل رأس الحربة في قلب المخطط اليهودي الشيطاني الزاحف، في الوقت الذي تطلق فيه الحرية للشيوعية لتقوم بدور مرسوم في هدم العقائد والأخلاق وتأصيل الإلحاد والفساد، ولقطع الطريق على نبت الاسلام في محاولة يائسة لايجاد تيار فكري يقارع الإسلام في أوساط الشباب خاصة، ولذلك يعملون بكل قواهم لتوسيع نشاطاتهم وسيكون همهم الأكبر هو التركيز على هدم قيم الاسلام وهدم بقاياه في الرؤوس والنفوس حتى تنطفىء تلك الجذوة الكامنة في الأعماق والتي لا يخشى اليهود شيئاً قدر خشيتهم منها لأنها من نور الله عز وجل!! إن همّهم الوحيد الآن هو كسر الحواجز, وطمس الآثار والمعالم التي أقامها القرآن العظيم في نسيج النفسية الاسلامية عن اليهود, حتى يفرغوا (في تصورهم) من معاركهم مع آخر الأديان السماوية ولتقوم على انقاض العالم كله ما يسمونه مملكة داود التي تُسخر الأمم لخدمة الشعب المختار على ما جاء في أضاليل التلمود الحقود.
ألم أقل لكم في البداية: فنون القتال ما أوسعها في عالم الانسان !! لذلك يلزم علينا أن نرد صراعنا مع اليهود الى إطاره الصحيح والوحيد باعتباره صدام مبادىء وصراع عقيدة ودين, وليس عراك أقوام وأوطان!! وقضية ايمان بالوحي الإلهي، أو كفر عارم به!! والفرق بين هذا وذاك هائل وعميق.
فقد سحبت هذه الصراعات عمداً، الى متاهات الألقاب والأوصاف الفارغة والأسماء الخداعة من سياسية، ووطنية وقومية,, بل صورت في بعض الأحيان بمعركة اقتصادية او حضارية وكلما بليت كلمة في أشداقهم اخترعوا غيرها استخفافاً بهذه الأمة وصرفاً للقضية عن وضعها الديني الاسلامي المتفرد, ولذلك تاه البعض في ضباب الشعارات الزائفة وخارت قواهم عن مواصلة الجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمته.
هدى المهوس

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

منوعـات

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved