يقول الشاعر:
قدمنا كارهين لها فلما ألفناها رحلنا كارهينا |
ويقول (صنوه الانساني!) الآخر:
وكم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدا لأول منزل |
لديك الآن شعوران (من شاعرين!) أي منهما سوف تصدق,, الأول أم الثاني؟!,, (الرجاء!) التمعن ببيتيهما (مرة أخرى!) وسؤال نفسك (السؤال الذي سوف اسألك إياه!), والسؤال هو: مناسبة قدوم الأول عليها (كارها) فقط ليمقت الرحيل عنها؟! في المقابل ماذا عن (ألفة الثاني!) لها فقط ليتذكر موطنه الأول بل ويحن إليه كل الحنين؟!
ألاتعتقد أن هذين البيتين أو بالأصح الشعورين متناقضان كل التناقض؟! بعبارة أخرى: كيف يقدم الأول إليها (كارها!) ومن ثم يرحل (مكرها!), بل لماذا يرحل (الثاني!) عنها فقط ليحن إليها (حنين الخلوج لحوارها؟!), بل (أخرى!) ما الذي دعاهما إلى التعبير عن شعوريهما بتلك الطريقة المتناقضة؟!؟! هل هو الاقدام ومن ثم الرحيل أم هل هو الرحيل ومن ثم الاقدام؟!,,, أم هل هي الدنيا والتي وصفها (صنوهما) الآخر (بالنزول والارتحال؟!).
هنا (بدأت تفكر معي!) فاقرأ معي ولكن دعنا نبدأ تلك الفقرة (إذا سمحت!) بسؤال اخير من ضمن تلك الاسئلة التي (صدعت برأسك أو ضيقت صدرك لا فرق,, الصداع يضيق الصدر والصدر يضيق من الصداع!),, أعدك هنا وأعنيها! أنه السؤال الأخير ولذا فالسؤال (الله يسلمك!) هو: لماذا تتناقض المشاعر ويعتريها النقص بل وتزيد (أحيانا!) عن الحاجة فقط لتنقص,, أو تنقص (أحيانا!) عن الحاجة فقط.
لتزيد,, (صبه احقنه؟!),, هلا سالت نفسك هذا السؤال,, بل (عمرك!) سألت نفسك هذا السؤال (الانساني؟!), لماذا نحب لنكره ونكره لنحب,, لماذا (نتناقض ونتناقض ونعيش ومن ثم ,,,؟!) وهكذا دواليك دواليك,.
وعليه,, (أرجوك ارجع!) إلى مافهمت من تناقض البيتين السابقين واسأل نفسك عن جدلية:(لماذا نتناقض؟!),, إن الجواب ( يقبع) بمبدأ (الرحيل) والخوف من الرحيل (المجهول طبعا!) والذي (يقبع!) في (طبيعة!) تلك الدنيا التي نسمها (ونسميها!) نحن رغم انوفنا (بالقصيرة) لأنها وبالفعل وكما تعرف قصيرة فعلا ولذا فهي متناقضة متناقضة وعليه فنحن كبشر متناقضون متناقضون متناقضون,, بمعنى آخر الحياة تناقض!! وما البيتان السابقان إلا دليلان على تناقضها!,شكرا لك على (قراءة!) تلك المقالة المتناقضة!!.