Friday 26th November, 1999 G No. 9920جريدة الجزيرة الجمعة 18 ,شعبان 1420 العدد 9920


في التعليم فاز من كان سكوتاً

حسبت يوما ان من رسالة المعلم ان يسأل ويحاور ويناقش ويقترح ويحلل ويعلل,.
* حسبت يوما ان الاسئلة انما هي مفتاح العلم وهي قاعدته التي عليها يبنى ومنها يشيد!.
* اليوم فقط اكتشفت كم كنت مخطئا لانني صريح في محاورة كل موجه وجريء في مناقشة كل زائر لمدرستي!!
* اليوم فقط ايقنت بانه يجب عليّ عاجلا لا آجلا الغاء كل حروف الاستفهام التي تعلمتها,, فلن يكون في لغتي بعد اليوم حروف (لماذا، وكيف، ومتى، واين، وأي,,) وانه عليّ استبدالها ب (نعم، وحاضر، وابشر، وامرك، وسم,,)!!
* اليوم فقط علمت انني ربما لم اعد صالحا للتعليم,, رغم انني ومنذ عقدين خليا كنت ملتئما باطفال الصف الاول سعيدا بشقاوتهم واسئلتهم ومرحهم ومقالبهم الى ان جاءني ذلك البلاغ الخطير من كبير الموجهين بانني لم اعد متناغما مع اساليب التعليم الحديثة!! وان الحدة في نقاشي مع المشرفين التربويين يتنافى حتى مع العولمة على حد قوله !!
* ضحكت بصفاء وانا اصغي كتلميذ كسول نسي او تناسى دفتر واجباته لتلك الارشادات بل التعليمات بان عليّ ان اتحاشى ما استطعت مناقشة المشرفين التربويين!! وهذا بالتأكيد صعب على من روض نفسه منذ الامس البعيد على الحوار والمناقشة والنقد والانتقاد ليقيني الذي لا يخالجه ادنى شك ان التعليم انما يقوم على حوار معلم ومناقشة متعلم!
* ليطمئن قلبك ايها الموجه ولتهنأ نفسك ,, لن اطرح عليك بعد اليوم سؤالا ولن اناقش معك قضية ليس لانني جبنت كما تتمنى من تهديد كبير الموجهين بنقلي تأديبا!! لا وألف لا فوالذي علمني بالقلم ليس من اجل هذا بل من اجل قناعة تامة بان للحوار لغة لم نتعلمها بعد! وللمناقشة منهجا لم ندرسها بعد ثم ان الحوار فقط للواثقين من انفسهم.
* وليطمئن قلبك اكثر احب ان ابشرك ان ساعة ترجلي المبكر من على قطار التعليم باتت جدا وشيكة فلم يعد يفصلني عن المحطة الاخيرة سوى بضعة اشهر!!
* نصيحة لكل المعلمين الثرثارين مثلي تعلموا قبل ان تعلموا تلاميذكم لغة السكوت! علقوا حكمة السكوت من ذهب على جدران فصولكم! لتنعموا بأداء رسالتكم دون تهديد بنقل او وعيد بفصل ، واعلموا زاد الله علمكم ان محدثكم اكتشف اخيرا سر بقائه معلما فقط للصف الاول لاكثر من عقدين من الزمن في الوقت الذي تربع فيه جل زملائه على الكراسي الدوارة انه فقط كان يعتقد مخطئا ان النقد هو اولى خطوات علاج مرضنا التعليمي وانه بالحوار وحده سوف نصلح كل عيوبنا التعليمية او على الاقل نقلل منها, شيء مؤلم ان يطغى اليأس على الامل,, والاحباط على التفاؤل,, وشيء مؤلم اكثر ان يطغى الصمت على البوح,.
آه,, ايها المعلم
غرسوا الشوكة في حلقك ثم قالوا,, لك غرد!!
زرعوا الآهة في صدرك ثم قالوا,, لك علم!!
ملؤوا عينك دمعا ثم قالوا:
كيف تشكو؟!
كيف تبكي؟!
ايها الجاحد للفضل وتحكي؟! .
مع الاعتذار الشديد لزميلة المهنة ليلى المقبل .
سعود محمد السعدي
مدرسة الكرامة الابتدائية بحائل

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

أفاق اسلامية

قمة مجلس التعاون

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved