Tuesday 30th November, 1999 G No. 9923جريدة الجزيرة الثلاثاء 22 ,شعبان 1420 العدد 9923


المدرب الوطني وأسبابه
محمد العبدالوهاب

قبل اكثر من اثنى عشر عاما تقريبا,, عملت لقاء صحفيا مع مدرب وطني كان وقتها مدربا للاشبال بأحد فرقنا المحلية ولقد كان لدوره التوجيهي لزملائه اللاعبين في الملعب عندما كان قائدا لفريقه وايضا بالمنتخب ترقب الكثير من النقاد الرياضيين بأنه سيكون له شأن بعالم التدريب بل وصفوه ذات بوم بالمدرب اللاعب وحيث ان انديتنا تتعامل مع المدرب الوطني كبداية بتسليمه بفريق الاشبال,, والتي لا اعلم حينها وحتى الآن هل هو مثل اللاعب الناشىء الذي دائما ما يكون مشواره الرياضي من الاشبال وبشكل تصاعدي حتى الفريق الاول,, ام انه نظام رياضي عالمي متعارف عليه.
الشاهد,, ان ذلك اللقاء قد عرضته في بداية الامر لمديري على المستوى الوظيفي قبل ان يتم تمريره الى المشرف على الصفحة الرياضية بمجلة الجيل والتي كنت محررا متعاونا بها آنذاك وكان الهدف من عرض اللقاء على المدير يعود بالنسبة لي لعدة اسباب منها انه صحافي كبير يبرز اسمه في الكثير من الوسائل الاعلامية وايضا لتلك العلاقة الرائعة التي تربطني به,, والتي من اجلها ايقنت بأن اسلوبه معي سيكون ايجابيا فيمالو اقتنع بذلك اللقاء الصحفي,, بعكس الاسلوب الجاف الذي سيواجهني من المشرف على الصفحة فيما لو ما اقتنع به على اعتبار انني محرر مستجد بالعمل الصحفي,, وبدلا ان يكون لي اسم وانتشار في الصفحة الرياضية اتفاجأ بتمزيقه اربا,, اربا ورميه في سلة المهملات,, بعد ان اتلقى تهزيئا دسما منه! على الرغم من انها نتيجة طبيعية مع كل محرر جديد مثلي!
وبينما كنت متجها لمكتبه فوجئت بتباطؤ قدمي اليمنى عن الاخرى لدرجة ان احد الزملاء وصفني حينها باتقاني لرقصة مايكل جاسكون الشهيرة,, فقلت يا الله اليوم ان تعدها على خير هذه البداية ولاادري ما النهاية!! وجدت نفسي امام المدير,, وقلت اريد مشورتك بهذا اللقاء المتواضع فابتسم ولا اجد فيها غرابة إذ انها شعاره في الحياة على حد قوله,, واخذها مشكورا وبدأ في قراءتها,, وانا بدأت في التفكير المصحوب بالترقب برد فعله هل سيكون كمشرفي التحرير ام ان علاقتي معه ستجعله حنيّناً علي.
وجاء رأيه في اللقاء كما توقعت,, حيث قال بأنه ممتاز واعجبني فيه التجديد بنوعية الاسئلة وايضا صياغة المفهوم الذي يدعو بمستقبل مشرق لك في عالم الصحافة,, لا اخفيكم حينها بأن فرحتي تجاوزت وفاقت بمراحل فرحة اي مدرب وطني يتم تكليفه بتدريب فريق بشرط الا يكون للطوارىء !
ففي الوقت الذي شعرت فيه بتلك المجاملة الفاضحة والتي يتصف بها مديري عن غيره لمست بضيق الطاقية في رأسي,, بل لولاالحياء لضربت بها ارضا,, او قررت اعفاءها من رأسي كليا,, كالاسلوب الذي يتبع في انديتنا تجاه المدرب الوطني حينما يخفق الفريق في مباراة ما!
ولكن سرعان ما عادت تلك الطاقية الى رحابها في الوسع عندما قال مديري كنت اتمنى ان يكون ذلك اللقاء مع مدرب عالمي سواء مع فلان او حتى علان لكي يتسع انتشارك الصحفي لدى القارىء بشكل افضل!! هذا لو تم بالفعل نشر هذا اللقاء بالمجلة! وكأنه على معرفة مسبقة بأن الاعلام وبشكل عام لا يمنح الفلاشات الصحفية ولا حتى وهج الاضواء الا للمدرب الاجنبي من استقباله في المطار وحتى مغادرته منه! فقلت له ببراءة المحرر المستجد :
لماذا هذا التشاؤم بحق المدرب الوطني فالشارع الرياضي يدرك جيدا بقدراتهم بل الكثير من النقاد والكتاب يطالبون الاندية بمنح المدرب الثقة بقيادة فرقهم فنيا, فقال: يجب ان تعلم جيدا بأن الكثير من الامور يسهل التنظير بها ولكن ما اصعب تطبيقها على ارض الواقع!!
المهم ان اللقاء الذي اجريته والذي لم ير النور او حتى النشر حتى الآن كان يحمل في داخله احد المواقف الطريفة التي مرت على المدرب في مشواره التدريبي مع الفريق مضمونه ان احد لاعبي الفريق رفض القيام بإحدى المهمات الفنية التي كلفه بها المدرب في التمرين وحينما فرض ضيفي عقوبة الطرد بحقه من الملعب قال له اللاعب ساخرا هل انت مصدق نفسك انك مدرب لايشق له غبار؟ وهل تعتقد بأن فرق الخصم ترتبك خوفا من خططك المخادعة او حتى تكتيكك الفني الرائع؟ ترى كل من لبس برنيطة ليس بالضرورة ان يكون مدربا فبائع الآيس كريم ايضا يرتديها بل يتفنن في لبسها!! يا كابتن أفق,, وقف على الحقيقة فانت مجرد مراقب علينا لياقيا,, فضلا عن قيامك بمهمة تسجيل من حضر ومن غاب!!
انتهى ذلك الموقف الضاحك,, الباكي والحال يتساءل من المتسبب الاول في ضياع الثقة بشخصية المدرب الوطني؟! واي القواسم الثلاثة الاعلام، النادي، اللاعب يسن سلاحه الحاد وفي كل الاحوال بطريقة لا تدعو للقسمة على احد بعينه!
* * *
يا فرحة المدربين بهذا القرار
امتدادا للحديث نفسه التقيت بالمدرب نفسه في احدى المناسبات الرياضية مؤخرا ودار بيننا الكثير من الاحاديث الرياضية الشيقة,, اعلن من خلالها شعور الكثير من المدربين الوطنيين بالفرح والسرور ابان قرار صاحب السمو الملكي الرئيس العام لرعاية الشباب القاضي بمنح المدرب الوطني الثقة الكاملة بقيادة المنتخبات الوطنية وبمختلف الدرجات بعد خمسة اعوام,, مشيرا الى ان سموه الكريم لم يصدر مثل ذلك القرار من فراغ بل لثقته بأن المدرب الوطني حقق انجازات مشرفة فضلا عن كونها الاسبقية للكرة السعودية بدءا من كأس آسيا 1984م مرورا بالتأهل للوس انجلوس اولمبياً 1984م وايضا كأس دورة الخليج والتأهل لكأس العالم 1994م.
وبالمناسبة اتمنى ان تحظى انديتنا المحلية بعقلية,, وتوجهات سمو الامير محمد العبدالله الفيصل وليسمح لي سموه الكريم بأن اطلق عليه لقب المشرف العام على المدربين الوطنيين بالاندية لثقته الرائعة بالمدرب الوطني بناديه وبمختلف الدرجات بدءا من يوسف عنبر واحمد الصغير وبندر الجارالله واخيرا امين دابو ومن خلال ما يتناوله سموه الكريم في لقاءات عدة بأحقية المدرب الوطني بقيادة فرقنا المحلية فنيا بأسلوب يشدك للتصفيق الحاد له ولكل من لديه نفس التوجه تجاه المدرب الوطني.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

قمة مجلس التعاون

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

وطن ومواطن

العالم اليوم

التقنية البنكية

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved