Wednesday 1st December, 1999 G No. 9924جريدة الجزيرة الاربعاء 23 ,شعبان 1420 العدد 9924


لاوقت للصمت
مكان في القلب 2/2
فوزية الجارالله

كلنا بحاجة الى انسان محب,, الى صديق,.
تلك حقيقة يقرها واقعنا اليومي ورغبتنا في الخروج من عزلة الذات! ليس من الضروري اطلاقا ان يكون هذا الصديق كائنا مطابقا لك وصدى لصوتك كأنما هو ظلك,, اذ ينطبق على الصداقة ايضا ما هو موجود في معظم العلاقات الانسانية الحميمة,, فهناك اختلافات لابد من وجودها لاختلاف الخلفية الثقافية والفكرية والنفسية والاجتماعية بينكما,, ولهذا السبب من الخطأ حقا ان يفكر احد ما بمحاولة تغيير صديقه كي يكون اكثر ملاءمة له,, وهكذا يفعل البعض,, (وتلك في رأيي منتهى الانانينة) فهو يطلب بشكل مباشر او غير مباشر من هذا الصديق ان يتخلص من كل عادة فيه لا تروق له باعتباره صديقا مرافقا وملازما له,, وهو يريد ان يتحدث بما يريد بالطريقة التي يختار وفي الوقت المناسب له هو,, وهو يريد ان يطور عاداته الاخرى التي يشعر بأنه قادر على اتقانها,, بمعنى انه يحاول جاهدا إعادة تربيته من جديد!!
ومن يسلك هذا الاتجاه يعتقد بأنه سينجح في احتواء صديقه وفي ارواء علاقتهما ومنحها دفئا أكثر,, بينما هو يسعى دونما وعي منه الى الوصول الى حالة معاكسة، اذ يمكن لهذا السلوك ان يتحقق لو كان هذا الصديق المذكور يشعر بشيء من النقص في التفكير او التكوين النفسي او العقلاني ولذا فهو على استعداد تام لاعادة ترتيب مسلماته وعاداته واعتقاداته ولا يهم رغبته هو الحقيقية,.
الصداقة حقا هي ان تقبل هذا الصديق بكافة صفاته وبكل ما فيه من عيوب وحسنات دونما ضجيج,, ألا تتكىء كثيرا على هذا الحب المتدفق لتزيد في ثقل مطالبك ولا معقوليتها واستحالتها,,
وان تطالبه دائما بالصفح والغفران وعدم الغضب مما يغضب ومما لا يحتمل,, بمعنى ان تتحكم بمشاعره لتصبح هذه العلاقة حبلا ملتفا حول عنقه ,, وجدارا يحجب عنه الشمس والهواء,,!
الصداقة حقا هي ان تقبل هذا الصديق كما هو وبكل ما فيه سلبا وايجابا,, وان لم يحدث هذا التناغم والتوافق فمن الاجدى لكل منكما البحث في اتجاه معاكس للآخر,, فالفضاء واسع واسع جدا,, فوق ما تتصوره الاذهان.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

منوعـات

شعر

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved