Wednesday 1st December, 1999 G No. 9924جريدة الجزيرة الاربعاء 23 ,شعبان 1420 العدد 9924


لنفكر سوياً
لا يمكن شراء الضمائر
سلطانة عبدالعزيز السديري

الحقيقة المرة التي يواجهها المواطن في معظم مرافق الحياة الحيوية مثل القطاع الطبي أو التعليمي أو القطاعات الأخرى أنه لا يستطيع الحصول على حقه الا بعد أن تحفى قدماه وبعد العناء الشديد هذا اذا استطاع والا فيجب عليه الذهاب الى احد المسؤولين الكبار رغم مسؤولياتهم الا ان سعيد الحظ الذي يستطيع الوصول لهم يحصل على حقه فورا وبلا عذاب ولكن السؤال هنا هل كل امر صغير يجب ان يصل الى المسؤولين الكبار الذين يتحملون اعباء هذه الدولة؟,, اذن فلماذا وجود هؤلاء الموظفين التي تخول لهم صلاحياتهم قضاء حوائج الناس وهم قادرون على ذلك لو أرادوا,, فهل نامت ضمائر هؤلاء واصبح المقعد الذي يجلسون عليه وضع لهم فقط، فهم لا يتحركون خشية ان يهتز ذلك المقعد ويرمي بهم بعيدا؟,, الا يعلم هؤلاء ان الكرسي دوار وان الانسان قيمته بما يقدم وبما يقوم به من واجبات تحتم عليه وظيفته ان يقوم بها,, ان الانسان للاسف يجد الصعاب وضعت امامه بواسطة هؤلاء الموظفين الذين وضعوا لخدمة الناس ولكنهم لا يستطيعون ادراك ذلك,, ان مجتمعنا الذي اصبح حضاريا بواسطة التكنلوجيا اليوم نراه يتجاوز الحضارة الانسانية وهي الاهم بحيث يكون هناك نظام انضباطي للعاملين فيه,, فلا قيمة للآلات الصماء ان لم يكن الذين يستعملونها على وعي ومقدرة للانتاج والعمل باخلاص ,, ان الدولة لا تطلب من أي موظف الا ان يقوم بعمله مخلصا وامينا خلال ساعات عمله وهذا من حق المواطن,, وقد تستطيع الدولة شراء كل ما يمكن ان يوفر للمواطن سبل الراحة ولكنها لا تستطيع شراء الضمائر التي تنام في سبات عميق,, قد يرى البعض انني بقولي هذا تجاوزت حدا ولكني بقولي لا اقصد الجميع فالذي لاشك فيه ان هناك من يخاف الله في اهله وقومه وهناك من يعمل بصدق واخلاص وامانة ولكن ظاهرة عدم مراعاة مصالح الناس موجودة ايضا عند البعض الآخر,, فمتى ندرك ان العمل بأمانة اهم مقومات الانسان دينيا واخلاقيا واجتماعيا وان هذه الدولة الكريمة التي وضعت مصالح الناس امانة في اعناقهم تنتظر منهم القيام بذلك على الوجه الصحيح في سبيل صالح الجميع في مجتمعنا الذي تسعى دولتنا لجعله مجتمعا نظيفا قائما على المحبة والتعاون واعطاء كل ذي حق حقه,, وهذا لا يقوم الا بقيام كل فرد فيه بعمله المطلوب منه بأمانة والحضارة السلوكية التي تنبع من ديننا الحنيف والتي بها كل مقومات التكافل والتعاون في المجتمع,, ولست اقول قولي هذا الا لألفت نظر الذين تناسوا ما هو المطلوب منهم وما هو الواجب عليهم تجاه امتهم ودولتهم التي وفرت لهم الكثير,,, والتي رجالها يسهرون في سبيل مصالحهم فهل يجب ان يشغلوا هؤلاء المسؤولين الكبار بالامور الصغيرة التي يمكن لموظف معطى الصلاحيات في عمله القيام بها؟,, تساؤل ارجو الاجابة عليه من كل ضمير حي يسعى في القيام بدوره الصحيح دينيا واجتماعيا.
* * *
من مفكرتي الخاصة
العامل الامين جزاؤه في آخرته مغفرة ورحمة بإذن الله، وجزاؤه في هذه الدنيا راحة تفترش ضميره ومحبة قلوب الناس له.
* * *
مرفأ
لا يدرك المرءُ,, ان الموت منتظر
الا على غفلة منه يناديه
يرجوه بضع سويعات,, يعود بها
كي يغسل العمر فيها من معاصيه
هيهات أن نستعيد العمر ثانية
أو يرجع العمر انسانا لماضيه
خير امرىءٍ من رعى مولاه في عمل
منذ الشباب,, ونور الله يهديه
يا إخوتي,, سيرد المرء ,, منقلبا
الى معاد,, ورب الكون يجزيه

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

منوعـات

شعر

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved