* واشنطن واس
بدأت في مدينة سياتل الامريكية امس اجتماعات المؤتمر الوزاري الثالث لمنظمة التجارة العالمية بحضور وفود تجارية تمثل مائة وخمسة وثلاثين دولة من الدول الاعضاء في المنظمة ووفود ستة وثلاثين دولة تحضر اجتماعات المؤتمر بصفة مراقب.
ويحضر المؤتمر بصفة مراقب ممثلون عن منظمة الامم المتحدة ومؤتمر الامم المتحدة للتجارة والتنمية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة الاغذية والزراعة ومنظمة الملكية الفكرية العالمية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وكانت منظمة التجارة العالمية قد تأسست في جنيف في عام 1995م خلفا لمنظمة الاتفاقية العامة للتجارة والتعرفة الجمركية الجات .
واصبحت منظمة التجارة العالمية منذ تأسيسها المنظمة الوحيدة التي تشرف على وضع نظم التجارة العالمية من خلال المفاوضات بين الدول الاعضاء لفتح الاسواق التجارية وتسوية الخلافات التجارية ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل اليها خلال محادثات التجارة العالمية في جولة اورغواي بين عام 1986م وعام 1994م التي انبثق عنها تأسيس منظمة التجارة العالمية.
وكانت منظمة الجات السابقة لمنظمة التجارة العالمية تختص بتنظيم تجارة السلع والبضائع غير ان مهام منظمة التجارة العالمية تشمل السلع والبضائع والخدمات والملكية الفكرية.
وتقوم منظمة التجارة الدولية على اساس المساواة بين جميع الدول الاعضاء واذا قامت اي دولة عضو في المنظمة بمنح معاملة تجارية مفضلة لدولة اخرى عضو في المنظمة فانه يجوز للدول الاعضاء في المنظمة التمتع بمثل هذه المعاملة التجارية المفضلة دون تمييز.
وقد ساهمت منظمة التجارة العالمية منذ تأسيسها في تحرير التجارة العالمية من خلال المفاوضات وزيادة حجم التبادل التجاري العالمي وتسهيل التعرف على السياسات الاقتصادية ورصدها من خلال التزام الدول الاعضاء بتطبيق اتفاقيات منظمة التجارة العالمية.
ويقدر الخبراء الاقتصاديون في منظمة التجارة العالمية ان تساهم اتفاقيات المنظمة في الاضافة الى الاقتصاد العالمي بمقدار يتراوح بين 184 بليون دولار و 510 بليون دولار بحلول عام 2005م.
وكان المجلس الوزاري لمنظمة التجارة العالمية قد عقد اول اجتماع له في سنغافورة في عام 1996م وعقد اجتماعه الثاني في جنيف في عام 1998م وبدأ اجتماعه الثالث في سياتل اليوم.
ويعتبر المجلس الوزاري للمنظمة الذي يتكون من وزراء التجارة في الدول الاعضاء الهيئة الرئيسية للمنظمة وتصدر قراراته بالاجماع او باغلبية اصوات الدول الاعضاء ويتم قبول الدول الجديدة في عضوية المنظمة باغلبية ثلثي الاصوات في المؤتمر الوزاري.
ويتم تمثيل الدول الاعضاء في المنظمة في المجلس العام للمنظمة وهيئة تسوية الخلافات التجارية وهيئة مراجعة السياسات التجارية وتقوم هذه الهيئات برفع تقاريرها وتوصياتها الى المؤتمر الوزاري الذي ينعقد مرة كل سنتين.
كما تختص ثلاث مجالس فرعية تابعة للمنظمة في مجال تجارة السلع وتجارة الخدمات وجوانب الملكية الفكرية ذات العلاقة بالتجارة ويتكون مجلس تجارة السلع من عدة لجان مختصة بحرية الوصول الى الاسواق ومكافحة اغراق الاسواق وتقييم الرسوم الجمركية وتراخيص الاستيراد واجراءات الاستثمار وتجارة المنتجات الزراعية والمنسوجات والاعانات الحكومية والضمانات التي تحدد بلد المنشأة والاجراءات الصحيحة لضمان سلامة السلع التجارية.
وتشير احصائيات منظمة التجارة العالمية الى ان حجم التجارة العالمية في السلع والبضائع بلغ 5225 بليون دولار خلال عام 1998م الماضي وبلغ حجم التجارة العالمية في مجال الخدمات 1290 بليون دولار خلال الفترة نفسها.
واعلن مايكل مور المدير العام لمنظمة التجارة العالمية في مطلع الشهر الحالي عن اختيار اربعة نواب للمدير العام للمنظمة وقد تم اختيارهم من فرنسا والولايات المتحدة وفنزويلا وبوركينا فاسو.
وتحيط اجراءات امن مشددة بمقر مركز المؤتمرات في سياتل الذي تنعقد فيه اجتماعات المؤتمر الوزاري الثالث لمنظمة التجارة الدولية اذ تشهد المدينة تجمعا عالميا كبيرا في هذه المناسبة.
وقد تجمع في سياتل عدد كبير من اعضاء المنظمات غير الحكومية المعارضة لتوجهات منظمة التجارة العالمية وتم تنظيم مظاهرة كبيرة قبل يوم واحد من افتتاح المؤتمر شاركت فيها منظمات العمال والمزارعين الامريكيين وانصار حماية البيئة ودعاة حقوق الانسان وغيرهم من معارضي سياسات منظمة التجارة العالمية ممن يتهمون المنظمة بالسعي لفرض سيطرة الشركات التجارية والصناعية الكبرى على الاقتصاد العالمي من خلال الاستثمار والانتاج والتوزيع على نطاق العالم في ظل حماية قانونية بموجب اتفاقيات التجارة العالمية.
وكان من ابرز التطورات التي سبقت انعقاد المؤتمر الوزاري الثالث في سياتل الاعلان عن التوصل الى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين في اطار التمهيد لانضمام الصين لعضوية منظمة التجارة العالمية وفتح السوق الصينية امام الاستثمار العالمي وكان الاعلان عن الاتفاق موضع ترحيب الشركات الامريكية الكبرى التي تسعى الى الاستثمار والتمكن في مجال الاتصالات والتقنية وتقديم الخدمات في السوق الصينية.
ومن المقرر ان يبحث المؤتمر الوزاري الثالث لمنظمة التجارة العالمية في سياتل هذا الاسبوع الاسس الخاصة بتجارة المنتجات الزراعية وتجارة الخدمات اذ سبق للمجلس الوزاري خلال دورة انعقاده في ديسمبر 1997 بحث خدمات الاتصال وتقنية المعلومات ومراجعة تنفيذ الاتفاقيات التجارية التي سبق التوصل اليها في اطار المنظمة.
واثنى تقرير صادر عن منظمة التجارة الدولية على التقدم الذي تم تحقيقه في مجال تسوية الخلافات التجارية بين الدول الاعضاء في المنظمة.
واشار الى ان منظمة التجارة العالمية نظرت في اكثر من مائة وخمسين خلاف تجاري منذ تأسيسها في عام 1995 مما يعزز موقع المنظمة كمرجع لحل الخلافات التجارية.
واضاف التقرير أن مجلس مراجعة السياسات التجارية يقوم برصد السياسات التجارية للدول الاعضاء في المنظمة كما تقوم الامانة العامة للمنظمة في مقرها في جنيف باعداد تحليلات منتظمة لحركة التجارة العالمية.
فبينما يبدأ المؤتمر الوزاري الثالث اجتماعاته في سياتل اليوم لا تزال المظاهرات ضد المنظمة مستمرة منذ يوم امس وقد احاط بمقر المؤتمر الليلة الماضية الاف المتظاهرين الذين نددوا باتساع الفجوة بين الدول الغنية والدول الفقيرة كما دعوا الى الغاء الديون التي تثقل كاهل الدول النامية.
وقالت لوري والاشن مديرة احدى المنظمات المعارضة: ان الكثيرين من الناس ساخطون على منظمة التجارة الدولية بسبب القيود التي تفرضها المنظمة على حكومات الدول الاعضاء , فيما ردد متظاهرون اخرون شعارات ضد الهيمنة السياسية والاقتصادية للولايات المتحدة في العالم.
واشار مدافعون عن منظمة التجارة العالمية الى ان العولمة الاقتصادية ونمو التجارة العالمية هي من العوامل المساعدة على النهوض باقتصاديات الدول النامية بشكل عام.