دعا معالي محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني الأستاذ محمد بن سليمان الضلعان في حديث خاص وهام لصحيفة الجزيرة رجال الأعمال للمشاركة الفاعلة في العملية التعليمية والتدريبية,, وأضاف بأن العلاقة اذا توثقت مع رجال الأعمال بالصورة التي خططنا لها سنقضي بالتالي على جميع مشاكل ومعوقات توظيف الشباب,, ونبه عاليه بأن استمرار القطاع الأهلي بتوظيف وتشغيل العمالة الوافدة تمثل تحدياً للشباب السعودي المؤهل,, كما تطرق معاليه إلى العديد من النقاط الهامة خلال الحديث التالي:
أكثر من سبعين ألف متدرب لدى المؤسسة
* ما تقييم معاليكم لتطور التعليم الفني والتدريب المهني في المملكة وكيف تجدون اقبال الشباب السعودي في هذا المجال؟
مرت المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بالعديد من مراحل التطور منذ نشأتها عام 1400ه وحتى الآن، إذ تجاوزت وحداتها الآن 80 وحدة ما بين كلية تقنية ومعهد صناعي وتجاري وزراعي ومراقبين ومراكز للتدريب المهني، بالاضافة إلى أكثر من 300 معهد أهلي تشرف عليها المؤسسة وتغطي معظم مناطق المملكة وقد صاحب انتشار معاهد التعليم الأهلي توسعاً كبيراً في مجالاتها التدريبية والتخصصات التي تقدمها حيث أصبحت الآن تشرف على أربعة أنماط من النشاط التدريبي هي: الثانوية الفنية وبرامج الدبلوم التدريبي العالي بعد الثانوية والدورات المتوسطة والدورات القصيرة التي يؤديها القطاع الأهلي, والمؤسسة منذ انشائها ومازالت تعد وتبحث وتخطط سالكة ما يتهيأ من سبل وفرص ومستنفدة كل الطاقات والمعطيات الممكنة لتحقيق أهدافها في تهيئة القوى العاملة الفنية الوطنية لتلبية احتياجات سوق العمل ونشاطاته في القطاعين العام والخاص.
ومع التطور الكمي الكبير في مرافق المؤسسة ووحداتها التعليمية والتدريبية، كان للتطور النوعي أولوية قصوى، فعملية تطوير المناهج مستمرة من خلال لجان فنية استشارية يشترك فيها خبراء من دول متقدمة مع كفاءات وطنية من داخل المؤسسة ومن الجامعات والمؤسسات التعليمية السعودية الأخرى، ومن القطاع الأهلي الذي يتم ترشيحهم من قبل الغرف التجارية الصناعية في المملكة, وقد تضاعفت اعداد الدارسين في هذه الكليات والمعاهد والمراكز حتى تجاوز سبعين ألف متدرب، والواقع ان وحدات المؤسسة من كليات تقنية ومعاهد ثانوية ومراكز للتدريب المهني تجد اقبالاً كبيراً من الشباب السعودي وأحياناً كثيراً بمستويات تفوق التوقعات وهذا ما يجعلنا نخطط لافتتاح المزيد من الكليات والمعاهد والمراكز في مختلف مناطق المملكة لاستيعاب الطلاب المتقدمين والراغبين في تأهيل أنفسهم في مختلف المجالات التقنية والفنية والمهنية لخدمة اقتصاد بلادنا.
هناك تعاون مستمر مع الدول المتقدمة تقنياً وفنياً
* التعليم الفني والتدريب المهني يحتاج بلا شك إلى تجهيزات تفوق التعليم العام,, فهل وفرت المؤسسة تلك التجهيزات بصورة كافية؟
تتابع المؤسسة كل جديد في العالم على مستوى التعليم التقني والفني والمهني وتسعى إلى توفير كامل التجهيزات التي تحتاجها كافة الوحدات، وبهذا الصدد لدينا تعاون مع بعض الدول المتقدمة في هذه المجالات التقنية والفنية مثل: اليابان وألمانيا وأمريكا ويهمنا ان نتبادل المعرفة مع البلاد التي وصلت إلى مراحل متقدمة في الصناعات الحديثة وفي الأنظمة التعليمية والتدريبية, وقد تم تجهيز مرافق الوحدات التعليمية والتدريبية بأحدث المعدات والوسائل التعليمية ويتم تحديث واضافة معدات وتجهيزات متطورة بشكل مستمر وفق احتياجات سوق العمل والتطور التقني، حيث تم تجهيز مرافق وحدات المؤسسة التعليمية والتدريبية بأحدث المعدات والوسائل التعليمية, كما تولي المؤسسة اهتماماً خاصاً لاعداد المدربين والمدرسين سواء من خلال البرامج والدورات المتقدمة في الكليات والمعاهد المتخصصة في الداخل أو من خلال الابتعاث للدراسات العليا والدورات التدريبية في الخارج ويتم رفع مستوى اعضاء هيئة التدريب والتدريس بشكل مستمر حيث أصبح لدى المؤسسة كوادر وطنية على مستوى عال من التأهيل.
والحقيقة ان انجازات المؤسسة تزداد في كل يوم بازدياد الاقبال الكبير على برامجها التعليمية والتدريبية الأمر الذي جعل مجلس ادارتها يقر الهيكل التنظيمي الجديد للمؤسسة وفق مراحل متدرجة، وقد بدىء التطبيق الفعلي لهذا الهيكل وشكلت لجان رئيسية وفرعية للاشراف على التطبيق وتم العمل بمقتضاه بالنسبة لجهاز المؤسسة الرئيسي كما تم البدء في تطبيق ما يتعلق بالفروع والوحدات التعليمية، حيث تم تشغيل الإدارة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بمنطقة الرياض وبدأت في مهامها وأنشطتها المختلفة بما يخدم أهدافها الموضوعة ولاشك ان استكمال تطبيق التنظيم الجديد للجهاز الرئيسي للمؤسسة يعتبر أبرز الانجازات التي تمت في المؤسسة في المجال التنظيمي للعام الماضي.
ونحن في المؤسسة نعمل على التوسع باستمرار في البرامج النوعية والانمائية في مجالات التعليم الفني والتدريب المهني حسب الامكانات المتاحة، وذلك عن طريق التركيز على توثيق التفاعل بين برامجنا والقطاعين العام والخاص لمقابلة احتياجات سوق العمل وتلبية متطلباته من القوى الفنية والمهنية، وفي كل عام نضيف كليات ومعاهد ومراكز من أجل مواجهة الاقبال المتزايد على برامجنا التعليمية والتدريبية، وقد اضفنا هذا العام 4 كليات تقنية اثنتان في الباحة ومكة المكرمة وواحدة في الرياض هي كلية الاتصالات والمعلومات والأخرى في جدة هي الكلية التقنية الالكترونية ليصبح عدد كلياتنا التقنية 12 كلية تضم أكثر من 17 ألف دارس.
وفي مجال البرامج التدريبية اعتمدنا هذا العام 640 برنامجاً تدريبياً تشرف عليها عمادة خدمة المجتمع في المؤسسة وتنفذ في جميع مناطق المملكة التي فيها وحدات تعليمية وتدريبية تابعة للمؤسسة وهدفنا من تنفيذ هذه البرامج هو تلبية الاحتياجات التدريبية لكافة أفراد المجتمع والمؤسسات والشركات الخاصة بما تحقق تطوير القوى العاملة الوطنية ويزيد من كفاءاتها ويجعلها مؤهلة للعمل في كافة المجالات التي تحتاج إليها التنمية, كما جرى خلال العام الماضي التوسع في مباني وتخصصات المعاهد الفنية في عدد من مناطق المملكة، وأوجدنا في الرياض مركزين جديدين الأول للتقنيات التعليمية والثاني للتطوير التعليمي، وأحدثنا العام الماضي ضمن الهيكلة الجديدة للمؤسسة ادارات تخصصية في البحوث والتطوير تعنى بتطوير مناهج وحدات المؤسسة المختلفة تعتمد في عملها التركيز على التقنية الحديثة المتطورة على جميع المستويات لتتمشى مع احتياجات الاقتصاد الوطني ضمن أهداف محددة تراعي التطور في المجالات التقنية والفنية في سوق العمل، وكل هذه الأشياء جعلتنا نرفع الطاقة الاستيعابية للقبول في مختلف وحداتنا التعليمية والتدريبية بنسب تتراوح بين 15 30% اضافة إلى ذلك فاننا نعي أهمية التدريب والابتعاث ونولي عناية خاصة نهدف من ورائه الى رفع مستوى التحصيل العلمي لدى كافة منسوبينا وتشجيعهم للحصول على الشهادات العليا واكمال تعليمهم داخل وخارج المملكة، حيث استقبلنا مطلع هذا العام 35 مبتعثاً من منسوبي المؤسسة يحملون شهادات عليا منهم 17 مبتعثاً من حملة الدكتوراه من الجامعات الأمريكية و9 يحملون درجة الماجستير، و4 يحملون درجة البكالوريوس من نفس الجامعات، كما حصل اثنان على درجة البكالوريوس من الجامعات المحلية و3 على الدبلوم من كلياتنا التقنية.
ندرب طلاب المؤسسة على أنظمة القطاع الخاص
* هل يشكو طلاب التعليم الفني من عدم التحاقهم بفرص عمل تتناسب مع تخصصاتهم مما يضطرهم لاختيار أعمال بعيدة عما درسوه؟ وهل هناك توجه لدى المؤسسة لمتابعة الخريجين بعد تخرجهم؟
يوجد في كل كلية تقنية ومعهد ثانوي ومركز للتدريب المهني تابعة للمؤسسة مكتب متكامل للتنسيق الوظيفي وهذا المكتب يقوم الآن بمهام كبيرة ويشكرون عليها بالفعل، حيث يتم التنسيق بين المكتب الوظيفي في الكلية أو المعهد أو المركز مع شركات ومؤسسات القطاع الخاص لحصر احتياجاتهم من الخريجين، وقد قامت هذه المكاتب بالفعل بحصر العديد من الوظائف لهؤلاء الخريجين في السنوات الأخيرة حسب تخصصات كل متخرج وحسب حاجة كل منشأة، ونسعى إلى تفعيل دور هذه المكاتب بشكل أكبر ان شاء الله, أيضاً هناك أيام المهنة الذي تنظمه الكليات التقنية وهي تسعى الى تعريف رجال الأعمال بوحدات المؤسسة وتخصصاتها وبرامجها المختلفة وصولاً إلى هدف وطني يشكل محور اهتمامات حكومتنا الرشيدة وهو توظيف الشباب السعودي المؤهل للعمل في مختلف القطاعات ليساهموا في المسيرة المباركة والنهضة الشاملة في بلادنا.
وحول ما اذا كان الطلاب يشتكون من عدم التحاقهم بفرص عمل تتناسب مع تخصصاتهم فاننا أوجدنا لذلك برامج تدريبية في منشآت القطاع الخاص وأهم هذه البرامج التدريب التعاوني الذي يساهم بالاضافة إلى ما تعلمه الطالب في الكلية أو المعهد في دخوله إلى بيئة العمل الحقيقي وتعرفه عن قرب بأنظمة ولوائح وطبيعة عمل كل منشآت القطاع الخاص فالمؤسسة تنظرالى التدريب التعاوني على أنه من الأسس التي يعتمد عليها التعليم الفني لما يحققه من أهداف كثيرة لاطراف متعددة لذلك فإنها تنظر في الوقت الراهن الى هذا الأسلوب في التدريب مع المؤسسات الأهلية كوسيلة مهمة مكملة لمسؤوليتها في مباشرة الاشراف نظرياً وعملياً وتربوياً داخل مراكز التدريب والمعاهد الفنية والكليات التقنية فيأتي التدريب التعاوني مكملاً لها، ولا شك ان ذلك يجسد صورة رائعة للتعاون بين قطاعات التعليم والتدريب وبين الجهات المستفيدة لمخرجاته وبالتالي سيؤدي ذلك بإذن الله الى تحقيق السعودة والمساهمة في برامج التنمية التي عمت أرجاء المملكة وفي الوقت نفسه يكون دعماً للقطاع الأهلي بالكفاءات الوطنية الفنية والمهنية المؤهلة، فالكل يدرك أهمية هذا البرنامج وأهدافه وفوائده التي تعود على المجتمع عامة وعلى الأطراف المعنية به خاصة، كالطالب وجهة العمل والجهة التعليمية,, بل ان التدريب التعاوني عامة يوفر للطالب المعلومات ذات الصلة بالممارسة العملية الأمر الذي ينتج عنه مهمة أكبر وتعلم أكثر ويساعده على اختيار ما يناسبه من المهن فيكون عند انتهاء فترة التدريب أكثر قدرة على فهم متطلبات النجاح في مهنته, أما الجهة المستفيدة فان التدريب التعاوني يجعلها ذات قدرة في معرفة امكانات قطاع التعليم في مجال توفير التخصصات المطلوبة، كما يساعدها تعاملها مع الطلبة أثناء فترة التدريب على اختيار الموظف المناسب والأفضل، وبالنسبة للجهة التعليمية فإنه يحقق هدفها وذلك باكسابها المعلومات الحديثة والتعرف على المستجدات التقنية الحديثة ليساعدها في الدراسات والتطوير.
السعودة وصلت الى 90%
* أين وصلت خطط السعودة للمهن التدريسية في التعليم الفني؟
في بعض المهن وصلت السعودة الى 90% وهذا شيء يحق لنا أن نبتهج به بالفعل عندما نرى الأساتذة والمدرسين والمدربين السعوديين يقومون بتدريس طلابنا في الكليات والمعاهد والمراكز ونحاول الآن ان نسد النقص في بعض المهن التخصصية وفي المستقبل القريب سوف تكون نسبة المدرسين السعوديين 100% بإذن الله.
القطاع الأهلي مطالب بدور فعال
* ما هي أبرز المشاكل التي تواجهها المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني؟
كنا في السابق بعد انشاء المؤسسة نعاني من ضعف الاقبال على المعاهد والكليات والمراكز ومع مرور الوقت بدأ المجتمع السعودي يحتفي بوحدات المؤسسة المختلفة وبدأ الاقبال يزداد على الكليات والمعاهد والمراكز بشكل متميز اسعدنا كثيراً لأن بلادنا بحاجة إلى مثل هؤلاء الخريجين المؤهلين في مختلف المجالات التقنية والفنية والمهنية.
ونتعاون الآن مع شركات ومؤسسات القطاع الخاص ورجال الأعمال كما قلت سابقاً من أجل ايجاد فرص العمل للخريجين في الأماكن المناسبة لتخصصاتهم والتعاون يسير بصورة جيدة ونتائج ايجابية ولله الحمد، والمشاكل بمعناها الحقيقي لا تواجهنا إلا اننا في المؤسسة مازلنا نتطلع إلى مزيد من التواصل مع رجال الأعمال في كل ما يفيد ويصب في مصلحة الوطن فنحن جميعاً كيان واحد والقطاع الأهلي مكمل للقطاع الحكومي ولا يمكن بأي حال ان تنفصم عرى العلاقة بينهما، ونحن في المؤسسة نعمل ونخطط وننفذ من أجل التأهيل الجيد للمواطن القادر على اثبات جدارته وأحقيته في فرص العمل الواسعة في قطاعات الدولة وخاصة القطاع الأهلي الذي مازال يوظف ويشغل عمالة وافدة تمثل تحدياً للشباب السعودي المؤهل,, لذلك نحن ندعو الاخوة رجال الاعمال لابداء آرائهم ومقترحاتهم كما ندعوهم للمشاركة الفاعلة في العملية التعليمية والتدريبية والمجال رحب وواسع في ذلك,, وأجزم بان العلاقة اذا توثقت مع رجال الأعمال بالصورة التي خططنا لها فإننا سوف نقضي على جميع المشاكل والمعوقات التي تصادفنا وتصادف توظيف الشباب.
خطط جديدة خلال القرن القادم
* ماهي تصورات معاليكم للتعليم الفني السعودي في القرن الجديد القادم؟
التعليم الفني والتدريب المهني يتطور باستمرار، ومع هذا التطور الكمي الكبير في مرافق المؤسسة ووحداتها التعليمية والتدريبية كان للتطور النوعي أولوية قصوى، فعملية تطوير المناهج مستمرة من خلال لجان فنية استشارية يشترك فيها خبراء من دول متقدمة مع كفاءات وطنية من داخل المؤسسة ومن الجامعات والمؤسسات التعليمية السعودية الأخرى ومن القطاع الأهلي الذي يتم ترشيحهم من قبل الغرف التجارية الصناعية في المملكة.
ولدى المؤسسة الكثير من المشاريع المستقبلية التي مازالت تحت الدراسة لبحث امكانية تحقيقها حيث سيكون هناك افتتاح للعديد من الوحدات في مختلف مناطق المملكة وسوف يعلن عنه حال اعتماده بالميزانية وستركز استراتيجية المؤسسة في القرن القادم على التعليم الفني والتدريب المهني المرن المشترك مع سوق العمل بحيث يتم التدريب العملي في منشآت القطاع الخاص والتدريب النظري في مرافق المؤسسة، وقد شكلت عدة لجان فنية لوضع الأطر العامة والتفاصيل اللازمة لتحقيق هذا الهدف الذي سيؤدي إلى رفع مستوى التعليم التقني والفني كماً ونوعاً ان شاء الله.
أدعو رجال الأعمال إلى التعاون
* كلمة أخيرة لمعاليكم؟
أود ايضاح ان المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني لا تعمل لوحدها حيث انها تتعاون مع رجال الأعمال والغرف الصناعية التجارية والشركات ومؤسسات القطاع الخاص من أجل التعرف على احتياجات هذه القطاعات من الخريجين ومثال ذلك تعاون المؤسسة الكبير مع شركات عبداللطيف جميل حيث تم افتتاح المرحلة الأولى والثانية من مشروع تويوتا للتعليم الفني T-TEP ولهذا فاننا نؤكد ان خريجي المؤسسة على مستوى كبير من الخبرة من خلال برنامج التدريب التعاوني أو من خلال البرامج والدورات المتقدمة في الكليات والمعاهد المتخصصة التي يحصل عليها المدربون والمدرسون.