Wednesday 1st December, 1999 G No. 9924جريدة الجزيرة الاربعاء 23 ,شعبان 1420 العدد 9924


جهة نظر
حديث مرشح الإنترنت 2/2
خالدعبد الرحمن البكر

سبق الحديث في الجزء الاول من هذا المقال عن الحوار الذي دار بيني وبين صديقي حول تجاوز المرشح proxy, ولان هذا الموضوع اصبح يشكل مصدر خطر وقلق على مجتمعنا صغيرا وكبيرا الذي يتعامل مع الانترنت حاضرا ومستقبلا, لذلك رأيت عرض فكرة عن التجاوز غير النظامي لنسعى لحماية انفسنا وابنائنا من الخطر المعلوماتي ولحث مشرفي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية مشكورين على ايجاد حلول لضمان عدم الوصول الى اي مواقع محظورة.
واستكمالا للحديث اصر صديقي على معرفة فكرة التجاوز، اذ توجه الي بنظرة غريبة متسائلا: كيف يحدث تجاوز المرشح؟ حينها اخبرته بأنني قبل البدء بشرح ذلك يجب ان اوضح له اهم نقطة وهو التعريف بالمرشح كما يسمى عربيا وإن كان لايُعرف الا باسم البروكسي proxy ويمكن تعريفه: بأنه برنامج يتم وضعه على جهاز خادم الملفات مزود الانترنت ليقوم بمهمتين اساسيتين اولهما تسريع تصفح شبكة الانترنت من خلال حفظه لاكثر مواقع الصفحات طلبا من المستخدمين على ذاكرة نظامه وعندما يتم طلب الموقع لاحقا فان عملية ارساله تكون اسرع من اعادة الاتصال بالموقع الاساسي بالانترنت وجلبه مرة اخرى وبمجرد وجود اي تجديد عليه فان عملية التحديث تتم بشكل تلقائي.
والمهمة الثانية وهي الاهم من اقتنائه انه يتم وضع قائمة بجميع المواقع غير المرغوبة المواقع الممنوعة كمثال على ذلك المواقع الاباحية وعندما يتم طلبها من قبل اي متصل سيقوم برنامج المرشح بالتحقق من ذلك وعند وجود هذا الموقع ضمن قائمة المحظورات فسيتم رفض الطلب واعطاء رسالة يتم وضعها من قبل المشرفين مفيدة برفض طلب التصفح لهذا العنوان.
وهذه اهم مزايا المرشح الذي يتم اقتناؤه من اجلها, وكما هو معروف انه عند الاشتراك لدى اي مزود خدمة فانه يتم تزويد المشترك باسم المرشح proxy ورقم منفذه port لاجراء عملية الاتصال واسم المرشح عادة يأخذ الشكل proxy.Isp.Net.sa ومنفذ رقم 8080,
ومنذ بدء خدمة الانترنت ببلادنا الغالية قد لاحظت كغيري انه يتم استخدام اسماء لمرشحات اجنبية بدلا من استخدام مرشح المدينة الاساسي وبمجرد ادخاله فان المتصل اصبح له مطلق الحرية في التصفح والسبب يعود الى ان برنامج المتصفح يستخدم مرشحا آخر في اي بلد آخر وبذلك يكون المتصل بعيدا عن صفحات المنع.
وقد بدأت المدينة مشكورة باقفال اغلب هذه المرشحات ومنافذها ولكن مع الثورة المعلوماتية السريعة فقد ظهرت اسماء لمرشحات ومواقع تجاوز عديدة وهي بازدياد مما يحتم على المدينة المتابعة الدائمة لاسماء هذه المرشحات سواء باكتشافها من قبلهم او تلقي البلاغات من قبل المستخدمين.
وبعدما اوضحت لصديقي هذه الطريقة انتقلت بحديثي للخوض بأمور الطريقة الثانية وهو موقع التجاوز: حيث ظهرت مواقع عديدة تقوم بخدمة جلب اي موقع آخر مهما كان وايا كان, وبوجود مرشح المدينة proxy وتكمن وظيفة موقع التجاوز انه يقوم بعملية جلب موقع آخر ثم عرضه بصفحة موقعه.
وكمثال على ذلك ان يقوم المتصل بالانتقال الى موقع A وفي هذا الموقع يوجد حقل خالٍ مخصص لادخال الموقع المرغوب زيارته وعادة ما يكون هذا الحقل مسبوقا بالرمز http:// بحيث يليه ادخال اسم الموقع المطلوب وبمجرد ادخال عنوانه مثل الرمز B سيتم جلبه بالكامل وعرضه امام عيني المستخدم.
وبهذه الطريقة تم تخطي مرشح المدينة وذلك لعدم علم المرشح proxy باسم الموقع B الذي تم تصفحه نظرا لانه تم عرضه بطريقة غير مباشرة بواسطة موقع التجاوز A, والحل هو بمعرفة عنوان موقع التجاوز ومن ثم اقفاله ووضعه ضمن قائمة المواقع المحظورة, ولكن كما ذكرت فان تطور شبكة الانترنت يجعل من هذه المواقع في تكاثر مستمر.
واضافة الى ما سبق فان موقع التجاوز يعطي سرية التصفح ويوفر خاصية حجب هوية المتصفح عن الموقع B وتكمن هذه العملية عندما يتم طلب اي موقع آخر عن طريق موقع التجاوز فلن يظهر عنوان IP الخاص بالمتصل لانه سيظهر عنوان IP العائد لموقع التجاوز فقط A وبذلك يستحيل على الموقع B الذي تم تصفحه والمشاركة فيه من معرفة طالب تصفحه موقعه مهما بلغت التقنيات لديه حتى ان المدينة نفسها لا تعلم اي موقع تم تصفحه باستخدام موقع التجاوز؟!
وما يزيد من المأساة ان المتصل استطاع الوصول الى المواقع الممنوعة, واثناء حديثي قاطعني صديقي بسؤال مهم,, وهو: ماذا يستفيد موقع التجاوز ماديا من ذلك؟ وهو سؤال قد يدور في ذهن الكثيرين, واوضحت له بأن هذه الخدمة في بدايتها تقدم بصفة مجانية ثم بعد كثرة مرتاديه يتم فرض رسوم مالية مقابل ذلك ولا يعني ذلك ان هذه الخدمة لم تظهر بشكل مجاني, ولكن حتى في حالة مجانية الموقع فان شهرة الموقع وكثرة مستخدميه تجعله يستغل صفحاته لعرض الدعايات والاعلانات التجارية الامر الذي يجذب المنتجين لعرض منتجاتهم بصفحات هذا الموقع.
وعندما انتهى حديث مرشح الانترنت, قام صديقي بكتابة رسالة الكترونية موجهة الى مسؤولي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية طالبا منهم تحصين مجتمعنا من أخطار الانترنت وضرورة ايجاد الحاجز الامني لها.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

منوعـات

شعر

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved