Wednesday 1st December, 1999 G No. 9924جريدة الجزيرة الاربعاء 23 ,شعبان 1420 العدد 9924


لما هو آتٍ
د, خيرية إبراهيم السقاف
السطو المباح

حين تنتشر عبارة، تصبح حقاً مشاعاً لأي إنسان كي يستخدمها,,.
والعالم قرية صغيرة واحدة من العبارات المُلكَ المشاع,,.
لكن في عصر الإنترنت، لم يعد العالم قرية صغيرة، حجرة واحدة، يجلس الناس كلُّ الناس على مقعد واحد، ويحركون أزرة واحدة، ويخرج لهم العالم من خلف زجاج (شاشة) واحدة أو نافذة واحدة,,.
ولأن الناس كلَّ الناس الذين يعمِّرون الأرض، من سكان الأرض قد التقوا جميعهم خلف حاجز وهميٍّ هو هذه الشاشة النافذة الواحدة,,.
فإن الناس كلَّ الناس قد توحّدوا في الوسيلة كي يتفاعلوا مع مخرجاتها,,.
وأصبحت نافذة الكمبيوتر هي الميلاج إلى مواقع الآخر، وإلى كل ماعنده، وكأن السِّرَّ قد وَدَّع، واستكان,,.
ولأن الناس كلَّ الناس قادرون على استخدام هذه الوسيلة، فإن هذا التوحّد قائم، ولايُخشى منه شيئاً، إلا أن يُتَطَفَّلَ على حاجز الخصوصية ، كي لاتتحول وسيلة التلاحم، إلى وسيلة السلب,,.
فكل ماتقدمه هذه الوسيلة هو بين أيدي كل المتعاملين معها,,.
بينما يظل الإنسان لايفكر كثيراً في هذا الأمر,,, يحسب أنه بالإمكان معرفة ما لايعرفه الآخرون، أو حتى الأخذ عن هذه الوسيلة دون معرفة الآخر لذلك,,.
هذه الفئة من الناس تحسب أن بإمكانها الأخذ مما تقدمه هذه الوسيلة دون أن يعلم أحد بذلك، كما كان يحدث وهو يحدث وسيظل يحدث في كثير من المجتمعات الإنسانية، من هؤلاء من يسطو على أفكار غيره، وربما يصل الأمر إلى النقل الحرفي لما يقرأ، وفي أعلى درجات السطو النقل الحرفي، وفي أدناه نقل الفكرة,,,،
ولأن العالم يعيش في حجرة واحدة، ويعتقد مقعداً واحداً، ويُقَدَّمُ له الآخر في لحظات، فإن السطو مفضوح,,.
والاجتراء مكشوف,,.
فالإنسان تظل تعمل فيه ذاكرة إن غفلت في حين، لكنها يقظة في الأغلب,,.
دفعني للقول في هذا الشأن صورة لمقال نُشر في إحدى الصحف الأردنية، لكاتبة أردنية، نُشر قبل أيام يحمل فكرة لمقال سابق نُشر في هذه الزاوية، يتضمن الفكرة ذاتها، والموضوع بحذافيره عرضاً وتناولاً ونتائج,, ومقترحات,,,، الفرق الوحيد أن هذا في الجزيرة الصادرة في المملكة والثاني في صحيفة أردنية، وأن هذا لكاتبة يختلف اسمها الرباعي، بل ووصولاً إلى نهاية انتمائها عن تلك في اسمها الرباعي، بل ووصولاً إلى انتمائها النهائي,,,، وأن هذا يعالج موضوعاً اجتماعياً يمثل ظاهرة داخلية، وإن كانت تحدث في المجتمعات البشرية في كل مكان، وأن ذلك يعالجها بالأسلوب ذاته والفكرة ذاتها وطريقة العلاج ذاته,,, وأن هذا نشر بتأريخ يسبق ذلك الذي نشر بعد ذلك التأريخ.
ولأن العالم اليوم يلتقي عن طريق نافذة الشاشة الصغيرة,,, فإن قراءة الجزيرة واردة في اليوم ذاته الذي تصدر فيه، لأن لها موقعاً في حجرة هذا العالم الصغير,,.
لذلك لاترد عبارة يقع الخاطر على الخاطر كما يقع الحافر على الحافر ,,.
ولأنه لايعنيني في كثير أمر ما يُسرق مني,,, لأنني غير حريصة على ما أهبه للآخرين ومن ذلك ما أقدمه مكتوباً، فإن الإشارة إلى عنوان الموضوع، واسم الكاتبة الأردنية لايعنيني أن أعرِّضه للفضح,,, فما جُبلت على الإساءة,,.
وكلّ الذي أريد قوله:
* أن الوسائل الحديثة قد استطاعت أن تلغي من قاموس الإنسان الذي يعمل في الضوء ويتصل عمله بالآخر كلمة سر ,,, إذ لم تعد هناك أشياء مخفية أو سطو يتم بين الرياض وعمَّان مثلاً,,, لموضوع ينشر هنا، ويؤخذ هناك,,, أو يكون صاحبه في أقصى الأرض وآخذه في الأقصى الثاني.
* أن الوسائل الحديثة وسيلة لأن يتعرّف الإنسان على قدرة الإنسان في زمن تطور أساليب التربية والتعليم وانتشار الوعي وضرورة التوثيق وإسناد الأمور لأصحابها أن يجترىء على ذلك.
* ,,, وشكراً لسعادة الدكتور الزميل الكاتب الساخر طلال ضاحي، المتابع وهو يجلس على مقعد الحجرة العالمية الصغيرة لكل مايذهب إليه الإنسان في سلوكه وتعامله مع معطيات الآخر.
* وفضلاً,,.
لا تتحرجوا عن أخذ ما تشاءون من هذه الزاوية لأنها أولاً وأخيراً لكم في أي مكان تكونون.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

منوعـات

شعر

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved