كانت قرارات القمة العشرين لقادة مجلس التعاون الخليجي التي انتهت اول امس وتضمنها بيانها الختامي واعلان الرياض الموضوع الرئيسي لتعليقات وتحليلات مختلف وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية على امتداد الوطن العربي، والساحات العالمية التي تابعت اعمال القمة منذ بدايتها يوم السبت الماضي وحتى ختامها يوم الاثنين الماضي.
وقد اجمعت وسائل الاعلام على اختلاف مشاربها السياسية وتوجيهاتها الاقتصادية على ان ادارة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله لمداولات القادة حول جدول اعمالهم وفرت للقمة مناخاً صحياً تحقق به الوفاق السياسي والاقتصادي حول القضايا الحيوية التي بحثت باعتبار الاتفاق عليها يمثل علامات مضيئة في طريق مسيرة مجلس التعاون الخليجي في مرحلة ما بعد القمة العشرين، واستقبال مطالع القرن الواحد والعشرين.
كما اجمعت الصحف ووسائل الاعلام الخليجية خصوصاً والعربية والأجنبية عموماً على ان قيادة خادم الحرمين الشريفين للعمل التعاوني المشترك ستؤمن بحول الله النجاح المأمول في تنفيذ القرارات التي توصل اليها القادة في القمة العشرين الأمر الذي يهيئ افضل الظروف السياسية والاجتماعية لبناء الوحدة الاقتصادية بكل ابعادها الجمركية والاستثمارية والتجارية فيما بين الدول الست وبينها مجتمعة مع دول العالم الخارجي بما يوفر لدول مجلس التعاون القدرات الذاتية المطلوبة لمواجهة تحديات العولمة السياسية والاقتصادية والامنية والثقافية بما يبعد دول الخليج قادة وحكومات وشعوباً عن مقاعد المتفرجين على تطورات الحياة في ظل العولمات المتعددة خلال حقبة السنوات المائة للقرن الواحد والعشرين.
وكمثال لما عبرت عنه الصحف ووسائل الاعلام من نجاح القمة والتفاؤل بقيادة المملكة لها فقد اجمعت الصحف اللبنانية امس على نجاح القمة الخليجية وقالت: انها عززت المسيرة الخليجية خاصة في مجالي المسيرة التعليمية وتوظيف القوى العاملة الوطنية وتطوير التعاون العسكري مع تسهيل تنقل المواطنين بين الدول الاعضاء لتكريس المواطنة الخليجية .
وفي الدوحة اشادت الصحف القطرية بما توصلت اليه القمة العشرون في الرياض من نتائج ايجابية وقالت صحيفة (الراية): ان مجلس التعاون باختتام قمته العشرين يكون قد طوى صفحة مشرقة من التعاون الاخوي المثمر بين دوله وفتح صفحة جديدة مليئة بالمشاريع والخطط المستقبلية القائمة على حسابات استراتيحية .
ومن جانبها تناقلت وكالات الانباء العالمية اوسع التفاصيل عن نتائج القمة وقالت وكالة الصحافة الفرنسية: اتفقت دول مجلس التعاون في بيان ختامي صدر عن قمة مجلس التعاون الخليجي المنعقدة في الرياض على المضي قدماً في بلورة موقف موحد تجاه علاقات السوق النفطية يضمن التوازن بين العرض والطلب ويتعامل مع المفاجآت الطارئة التي تؤدي عادة الى اضطراب السوق وتؤثر سلباً على مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء .
ومن ناحيتها قالت (رويتر): اختتمت قمة الزعماء التي استمرت ثلاثة ايام باتفاق توصلوا اليه لبدء العمل بالاتحاد الجمركي لدولهم اعتبارا من الاول من مارس عام 2005م .
وعلى هذا النسق ترامت اصداء القمة العشرين بما توصلت اليه من قرارات سياسية واقتصادية وامنية وعسكرية تبلور رؤية مشتركة لمسيرة المستقبل من اجل اهداف محددة ومتفق على تحقيقها بعمل مشترك لصالح شعوب الدول الست الاعضاء.
وتعكس الاصداء العربية والعالمية لنتائج آخر قمة لقادة مجلس التعاون الخليجي مع نهاية القرن العشرين تعكس الاهتمام العالمي بالادوار الحيوية التي تلعبها دول مجلس التعاون الست في جميع الاصعدة بما يكرس التعاون المتوازن بين الدول لخير شعوبها في ظل علاقات يسودها الأمن والسلام والاستقرار.
الجزيرة