Wednesday 1st December, 1999 G No. 9924جريدة الجزيرة الاربعاء 23 ,شعبان 1420 العدد 9924


بيننا كلمة
وعي التعاضد البنَّاء
د , ثريا العريّض

اليوم، قبل استعراض مادار في حلقة الصحة النفسية للمرأة التي تمت بمستشفى الحمادي بالرياض، أجد من الواجب أن أبدأ بتحية شكر صادق للأستاذ صالح الحمادي صاحب المستشفى المعروف وللدكتور عبدالعزيز الحمادي رئيس مجلس الادارة وللاستاذ محمد بن صالح الحمادي مدير المستشفى على مستوى رائع من الوعي المجتمعي والانتماء الفاعل, وهو شكر واجب من مواطنة لا تعرفهم شخصياً، ثمّنت في بعض فعلهم الصامت انتماء حياً لهذا الوطن.
وأوضح أن ما أستعرضه معكم من فعل أي مؤسسة في القطاع الخاص تبادر وتساهم وتتواصل مع احتياجات المجتمع ضمن مجال تخصص خدماتها هو وسيلتي لتشجيع المزيد من هذا الفعل البناء, فمثل إسهام مستشفى الحمادي بمدينة الرياض خير دليل على استجابة الواعين من أعمدة القطاع الخاص لنداءات المسؤولين وصانعي القرار في الحكومة للمشاركة في بناء المجتمع, ولن أقتصر على كون بناء المستشفى فاخراً وخدماته التي يقدمها في شتى التخصصات متعددة وأجهزته متقدمة، فذلك ما نتوقعه من أي مستشفى خاص أو عام في وطننا المتمتع بالرخاء؛ بل أشير لناحية أعلى من العطاء والتميّز، حيث الى جانب الخدمات الصحية المعتادة التي تقدم للمرضى في عياداته المتعددة، هناك برامج التوعية الخاصة للمرضى والمراجعين، وهناك المجلة الطبية المتخصصة في الشؤون الصحية وآلاف النسخ من الكتيبات التثقيفية الصحية تقدم شتى الموضوعات المتخصصة في مجالات مختلفة من العناية الاولية والتوعية الصحية, هكذا يساهم المستشفى على جبهات مختلفة ومتعددة بصورة أكثر شمولية في بناء وعي المجتمع, وقد أطلعت مؤخراً على بعض ما يقدمه المستشفى في مجال تدعيم الكفاءات باذلا الجهود في محاولة جادة لصقل وتطوير مهارات الأخصائيين في مجال الصحة الجسدية والنفسية من حيث شمولية ودقة التشخيص والعلاج والتأهيل المستمر، وذلك بتبني إقامة الحلقات العلمية والتدريبية الجادة بالتعاون مع وزارة الصحة، وليس الامر متوقفا عند التكفل بنفقات إقامة هذه الحلقات العلمية، بل تأتي الأهمية الأكبر من تميّز الأساتذة والمتخصصين المدعوين للتكلم وقدرتهم على زيادة كفاءة تأهيل المشاركين المختصين كل في مجاله.
وقد لا يكون مستشفى الحمادي الأول ولا الأخير من مؤسساتنا الخاصة التي تمارس فعل الانتماء ونرى مبادراتها عطاء ناضجا وثمارا في بناء المجتمع الأفضل، ومساهمة معنوية ومادية تأتي فوق دوافع الربحية التي تسيّر غالبية نشاطات القطاع الخاص حين يفتقر الى الشعور بمسؤولية الانتماء وهو ما يتكىء عليه في مطالبته بحقوق العمل والنجاح, أقول إنه حين يأخذ القطاع الخاص بمبادرة التعاون مع القطاع العام في تقديم الخدمات العامة فذلك مؤشر واضح على تنامي الوعي في المجتمع,, وذلك ما نحسبه خطوة تردم الفجوة وتلغي المسافة بين التخلف والتقدم, وذلك ما نود أن نراه يسود المجتمع من تعاضد وتكافل وتعاون كفريق متفق على العطاء الواعي كل في مجاله.
فقط بمنطلق التعاون من الجميع يتم الوصول الى أعلى درجات الإنجاز الممكن والاستفادة للجميع, فحين تتآزر الجهود يتم توفير المجهودات والوقت والمال ونتفادى الازدواجية في برامج البناء والتوعية والتدريب من جهة أو تركيز ضغط المجهود والتكلفة على طرف واحد في معادلة العضوية الاجتماعية وبذلك نحقق التوازن المطلوب بين المسؤوليات والحقوق المترتبة على الانتماء.
وأتمنى أن يتعاضد عامة المجتمع في القيام بدور فاعل لزيادة التوعية، وذلك بنصح من يجد نفسه يعاني جسديا أو نفسيا باللجوء الى الجهات المختصة - بما في ذلك الأجهزة الأمنية في بعض الحالات والامتناع عن تطبيب النفس أو الانزلاق في أفخاخ المشعوذين أو الصمت على الأذى طلبا للستر, فذلك يفاقم خسائر المجتمع.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

منوعـات

شعر

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved