Wednesday 1st December, 1999 G No. 9924جريدة الجزيرة الاربعاء 23 ,شعبان 1420 العدد 9924


يارا
الصحافة بين الهلال والنصر
عبدالله بن بخيت

نسمع في كثير من الاحيان من يقول ان الهلال نادي الصحافة (من باب التعبير طبعا) وهذه المقولة من الصعب انكارها، فالهلال يسيطر على الصحافة سيطرة شبه كاملة حتى بالنسبة للصحافة التي تناوئه, وليس مناسبا ان نخوض في التاريخ البعيد الذي سمح للهلال بمثل هذه السيطرة, على كل حال هناك مجموعة متعددة من الاستراتيجيات والتكتيكات المرحلية التي تتضافر لتشكل مدرسة صحفية يمكن ان تدرس في معاهد وكليات الاعلام.
تقوم قاعدة العمل الاعلامي الهلالي على (قيم) وعلى (أساليب تنفيذ) من اهم القيم التي تشكل عصب آلية الاعلام في الصحافة الهلالية (قيمة الانتصار المستمر), فلو قرأت الصحافة على مدى موسم كامل ستلاحظ ان اول قاعدة استراتيجية هي مفهوم ان (الهلال فريق لا يقهر), لذا نرى ان الهزيمة التي يتلقاها الهلال تتحول على صفحات الجرائد بقدرة قادر إلى نصر, والنصر يتحول الى بطولة, والبطولة تتحول إلى اسطورة.
فالهلال يلعب المباراة بلاعبيه في الملعب وهناك من سيكمل المباراة في اليوم التالي على صفحات الجرائد, بحيث يمحو اثر الهزيمة اذا كانت هزيمة ويهول النصر إذا تحقق، فصحافة الهلال تربط الهلال في أذهان الناس بقيم الفوز والاعتلاء لا قيم الهزيمة, فهي تختلف حتى عن الصحف المؤيدة للفرق الكبيرة الاخرى, فتلك الصحف تجاري فرقها بشكل مشتت,, بينما صحف الهلال تسير وفقا لاستراتيجية واضحة المعالم، تتعاطى مع الاحداث المتفرقة صغيرة او كبيرة، كرة قدم أو سلة، في إطار منهج مترابط شامل ومتنامٍ في الوقت نفسه, وتحس بدقة تنظيمها حتى انك تتخيل بأنها تدار من قبل الآلة الاعلامية الاكثر تطوراً.
هناك مجموعة كبيرة من العناصر التي توظف لتنفيذ المخطط وقبل الدخول في تفاصيل هذا المخطط يجب ان اسارع الى القول اننا عندما نتحدث عن تخطيط، لا يعني هذا بأن هناك جهازاً في مكان ما ينسق الجهود او يرسم الخطط, ولكن هذا يعود إلى ان صحافة الهلال تحولت إلى مؤسسة تتحرك بقوة الدفع الذاتي وتمتلك تقاليد عريقة لا يستطيع ان يحيد عنها احد, لذا فكل من ينتسب إلى هذه المؤسسة من الاجيال الجديدة ليس له خيار سوى ان يتبنى اطروحتها وأساليبها إذا أراد البقاء فيها, وحتى اذا جاء رؤساء تحرير يناصبون الهلال العداء لن يستطيع اي منهم ان يهدم هذه المؤسسة او يغير من تقاليدها,, لأن اي رئيس تحرير جاد لا يستطيع ان يقوض ركناً من اهم اركان جريدته إذا أراد لها النجاح فمؤسسة الهلال الاعلامية لا تمدح الهلال وتروج له فقط وإنما تقدم للجريدة التي تنشط فيها مادة صحفية حقيقية تكسب الجريدة احترام المهنيين والقراء على حد سواء حيث استطاعت هذه المؤسسة ان تتحول الى مدرسة اعلامية متكاملة لا تستغني عنها اي جريدة,, والشيء الآخر المهم في هذه المؤسسة انها متغلغلة في نفوس الجماهير حتى اصبحت تنتج نفسها ذاتيا مما يجعل الخلاص منها او تحجيمها امراً متعذراً فهي تتوالد في كل مكان في المملكة واستطاعت ان تنتج ذاتها حتى في ملعب خصومها، وهذا اخطر تحدٍ اعلامي يواجهه خصوم الهلال وخصوصا النصر, وذلك عندما اسست في لا شعور الناس جميعا حتى في داخل مؤسسة النصر المناوئة المفهوم الذي يقوم على اساس ان الصراع الكروي في المملكة ليس إلا (حب الهلال وكره الهلال) (هل انت مع الهلال ام ضد الهلال), ومن هذا فإن التنامي في جمهور النصر قائم على هذه الفرضية.
فمحرك جماهير النصر العاطفي هو كراهية الهلال وليس حب النصر وقد ساهم اعلام النصر الضعيف في دعم هذا المفهوم وتضخيمه ومن ثم تبنيه كجزء من ايدلوجية الصراع مع غريمه الهلال واكبر دليل على هذا ان النصر عندما ينهزم في بطولة دولية لا يعمل اعلامه على تبرير الهزيمة من النواحي الفنية والادارية, وإنما يكتفي بالقول (أن الهلال سبق له ان انهزم ايضا) اي ان اعلام الهلال استطاع ان يزرع ذاته في عمق الآلة الاعلامية للنصر حتى اصبح هدف النصر ليس تحقيق بطولة وإنما منافسة الهلال على تحقيق البطولات.
يوم السبت القادم سنرى في يارا كيف تعمل صحافة الهلال وكيف تنفذ اهدافها وسنجيب على عدد من الاسئلة الطريفة المتعلقة بالموضوع فالقضية ليست قضية كورة كما سيبدو الأمر امام القارىء للوهلة الاولى فالهلال والنصر ظاهرتان اجتماعيتان بواجهتين رياضيتين.
YARA 2222* HOTMAIL.COM

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

منوعـات

شعر

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved