عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أقبل الضيف العزيز أقبل من تخفق بحبه القلوب وتشرئب اليه الاعناق وتتطلع اليه الاعين لرؤية هلاله والآذان تهفو لسماع خبر دخوله.
فيك تفتح ابواب الجنان وتغلق ابواب النار, وتصفد مردة الشياطين وتضاعف فيك الحسنات, وتقال العثرات, وفيك نزل القرآن الكريم, وحدثت فيك اعظم الانتصارات الإسلامية في الماضي والحاضر والمستقبل إن شاء الله.
فمرحباً بك عدد كل حي وميت ورطب ويابس, فأحباؤك استعدوا للقائك فصائم وقائم وقارىء ومنفق وتائب كلهم فيك راغب، فالاغنياء فيك يتسابقون والفقراء يسعدون, والعُبّاد والزهاد اعدوا العدة لاستغلال ليلك ونهارك.
فمرحباً مرة اخرى يا شهر القرآن فيك ليلة خير من الف شهر.
فيك تصح الاجساد وتصفو النفوس, وتوصل الأرحام.
فيك تشعل المصابيح للقيام والتراويح.
ما أجملك من ضيف لاتعد فضائلك ولا تحصى محاسنك فيا ايها المشمرون هذا ميدان الخيرات والبركات أسرجوا فرسانكم وأعدوا العدة، فالميدان واسع والكل يشارك.
ويا أيها المقصرون هذا شهر الغفران والقبول فلا تقنطوا من رحمة الله إنه يغفر الذنوب جميعا, فاجعلوا هذا الشهر مفتاحاً لسعادتكم بترك الذنوب صغيرها وكبيرها وكل عادة سيئة ذميمة من شرب دخان او قطيعة رحم أو سهر او نظر محرم, ويا أيها المتشاحنون من اجل حطام الدنيا, ما أجمل التسامح والتراحم واصلاح ما في الانفس خلال هذا الشهر الكريم، وخيركم الذي يبدأ بالسلام.
ويا أيها الذين اتخذوا من رمضان سهراً ونوما ما هذه صفات المؤمنين الرابحين إنها واقع المحرومين المفلسين, ولكن اصلحوا في ما بقي يغفر لكم فيما مضى, ورمضان ايها الاخوة ربيع سريع الزوال, فلا يفوتنا فضله وفضائله، واذا لم نفق اليوم فمتى,فالبدار البدار قبل مغادرة الدار الى دار القرار ثم لا ينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم، جعلنا الله واياكم من المقبولين في هذا الشهر الكريم, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.