Wednesday 1st December, 1999 G No. 9924جريدة الجزيرة الاربعاء 23 ,شعبان 1420 العدد 9924


بمناسبة اليوم العالمي للإيدز
الجزيرة تنشر قصصاً مأساوية لمصابين بالإيدز نقلوا المرض المميت لذويهم
شاب مصاب نقل المرض لزوجته وأدى بهما الأمر إلى الوفاة بعد معاناة قاسية مع المرض
رجل ستيني أصاب زوجته بالمرض نتيجة لرحلات آسيوية مشبوهة

** تحقيق : رياض العسافي
تشارك المملكة دول العالم الاحتفاء باليوم العالمي لمكافحة مرض نقص المناعة المكتسبة المعروف بالايدز الذي يصادف اليوم الاول من شهر ديسمبر من كل عام,, وقد قامت وزارة الصحة بجهود كبيرة ومتعددة في التعريف بهذا المرض ووسائل الوقاية منه مساهمة منها في نشر التوعية الصحية للمواطنين والمقيمين.
من جانبها قامت الجزيرة ادراكاً منها بدورها الاعلامي في نشر التوعية لقرائها بإعداد هذا التقرير الشامل لخفايا هذا المرض، ومن المرشحون للاصابة به واعراضه والتقينا من خلاله بالدكتور فهد الربعية من مستشفى الملك فيصل التخصصي وسجلناعلى لسانه الكثير من الحالات الانسانية المؤلمة لضحايا هذا المرض.
ماهو الإيدز؟
الايدز كلمة انجليزية يقابلها في اللغة العربية نقص المناعة المكتسبة أو فقدان المناعة المكتسبة, يقول الدكتور فهد بن عبدالعزيز الربيعة استشاري الباطنة والامراض المعدية والفيروسات بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بالرياض ان الايدز مرض عالمي فهو ينتشر في جميع انحاء العالم ولا تكاد دولة في العالم تخلو من هذا المرض، وهو عبارة عن فيروس ينتقل من شخص مصاب الى شخص سليم وتظهر اعراض المرض بعد اسابيع من الاصابة ثم تختفي ويستمر المصاب بعدها بلا اعراض لعدة سنوات واذا لم يأخذ الادوية المهبطة لهذا المرض ينتقل المرض الى مرحلة اخرى تسمى ضعف المناعة ويؤدي ذلك الى التهابات شديدة في عدة مناطق بالجسم خاصة الرئة والجهاز الهضمي والمخ والاعصاب مصحوبة بأورام في مناطق متفرقة من الجسم.
المرشحون للإصابة بالايدز
يصيب هذا المرض فئات معينة من الناس واكثر هذه الفئات تعرضاً له الشواذ جنسياً وتتعدى نسبتهم ال 70% من المجموع العام ثم المدمنون على المخدرات بواسطة الحقن ونسبتهم 17% ثم متلقو الدم او مشتقاته لاي سبب من حاملي او ناقلي فيروس هذا المرض.
ونشير هنا الى ان المرشحين للاصابة اكثرهم من البالغين وفقاً للاحصائيات العالمية,, فمنهم بين سن العشرين والتاسعة والعشرين تشكل نسبة امكانية تعرضهم للاصابة 22%، ومنهم بين سن الثلاثين والتاسعة والثلاثين 47%، ومنهم بين سن الاربعين والتاسعة والاربعين 21%, وجدير بالذكر ان ما يزيد عن 93% من هؤلاء هم من الذكور، وما يزيد عن 50% من البيض، ولا يتعدى السود 25%.
اما هؤلاء المرشحون للاصابة بالايدز، او من يمكن ان نسميهم بالفئات البشرية الخطيرة، اي الاكثر تعرضاً لهذه الاصابة كما اوضحهم د, الربيعة لالجزيرة فهم:
* الشواذ جنسياً:
وهم الاكثر تعرضاً للاصابة بهذا المرض على الاطلاق, ان فيروس المرض الذي يصيبهم يؤدي الى انخفاض في الخلايا اللمفاوية وتؤدي هذه الحالة الى انتفاخ الغدد اللمفاوية وتضخمها مما يؤدي الى مجموعة من الامراض.
* المدمنون على المخدرات بواسطة الحقن:
يكون المدمنون على المخدرات بواسطة الحقن اجمالاً من اصحاب العلاقات الجنسية المحرمة وهذا ما يسهل انتقال الفيروس بين افراد هذه الفئة, اذ ان الحقن بالوريد يشكل طريقاً سهلة جداً لغزو فيروس هذا المرض لدم الضحية المدمن، وبالتالي اصابة الهدف الرئيسي هناك وهو اللمفاويات, وهكذا يكون الادمان على المخدرات بواسطة الحقن من العوامل الخطيرة والمهيئة التي تؤدي الى الاصابة بالايدز, اما آلية انتقال العدوى فيما بينهم واليهم فهي تتم دون ادنى شك عن طريق المشاركة في استعمال الحقن والابر، كما في استعمال هذه الحقن والابر الملوثة اكثر من مرة ودون اي تعقيم.
* متلقو الدم ومشتقاته:
ان نسبة الاصابة بالايدز هي اعلى بعشر مرات عند المرضى الذين تلقوا عشر وحدات من الدم، منها عند اولئك الذين تلقوا اقل من عشر وحدات، واكثرية المصابين تكون عادة بين الذين تلقوا من هؤلاء دماً كاملاً او عدة مشتقات للدم، وليس واحداً فقط من المشتقات ولمرة واحدة.
وهكذا شرعت الاكثرية الساحقة من بنوك الدم في العالم، ابتداء من العام 1985 بمسح اولئك المتبرعين بالدم، وذلك لقياس الاضداد اي الاجسام المضادة للفيروس المسبب للمرض عندهم، وهي بذلك تهدف الى الاهتمام بمتلقي الدم او مشتقاته وتجنيبهم انتقال العدوى اليهم وهذه النسبة قليلة جداً في المملكة نظراً للفحوصات الدقيقة التي تتم قبل نقله للمريض وتأكد خلوه من الفيروس, وهكذا فقد اصبح نقل الدم او مشتقاته مشكلة خطيرة للصحة العامة لكونه ينذر بامكانية انتقال فيروس الايدز.
اما آلية هذا الانتقال فهي طبعاً الدم نفسه او مشتقاته والذي يلعب دور الناقل للفيروس من المصابين الى الاصحاء.
* زارعو الأعضاء:
وهذه النسبة قليلة جداً لدينا والحمد لله نظراً للاحتياطات الكبيرة التي تتخذها مراكز زراعة الاعضاء لدينا.
* النساء المخالطات للمصابين واطفالهن:
نود ان نؤكد هنا ان الاختلاط بالمصابين بالايدز او الاتصال المباشر بهم والعيش معهم دون اتصال جنسي لا يمكن ان يؤدي الى الاصابة بالمرض, كذلك فان العمل في المختبرات التي تعنى بهذا المرض والمراكز الطبية الخاصة به، لا تسهل انتقال العدوى الى العاملين فيها اذا احتاطوا للامر وتنبهوا له.
اما النساء اللواتي هن على صلة جنسية برجال مصابين بالايدز فأن امكانية انتقال العدوى اليهن تكمن هنا في الاتصال الجنسي عبر المهبل, وقد سجلت لدينا بعض الاصابات بين امثال هؤلاء النساء.
من هنا فإن الاطفال الذين يولدون من ابوين مصابين سواء كان هذان الابوان يشكوان من مظاهر المرض السريرية او لا يشكوان، يمكن ان تظهر عليهم ملامح الايدز وهم بين سن الستة اشهر وسن العشرين شهراً.
كذلك هناك اطفال ينتقل اليهم هذا المرض عن طريق تلقيهم لدم مصاب او مشتقات دم مصاب, لكن هذه النسبة قلت كثيراً والحمد لله لدينا بعد استعمال الادوية المهبطة خلال آخر مراحل الحمل مع استمرار اعطاء الجنين بعد ولادته الادوية المهبطة مما يضعف احتمال انتقال الفيروس للجنين من 25% الى 8%.
وتكون آلية انتقال العدوى عندهم في الدم او في مشتقاته، حيث يلعب الدم دور الناقل للفيروس المسبب سواء عبر الدم المنقول، اي بطريقة مباشرة، او عبر رحم امه بطريقة غير مباشرة، وبتحليل كيفية العدوى يكشف لنا بوضوح ان هذه العدوى لا تنتقل الا عن طريق الاتصال الجنسي بواسطة المني او بصورة مباشرة عن طريق الدم، وبكلام آخر، ان الماء والطعام وكذلك الاتصالات العرضية والعابرة,, لا تنقل العدوى.
أعراض الإيدز
* اضطرابات الجهاز التنفسي:
تدور الاضطرابات في الجهاز التنفسي حول الضيق في النفس والسعال، فمن المرضى من يشكو من سعال خفيف، ومنهم من يشكو من سعال شديد، وقد يرافق هذا السعال ضيق في النفس مع ارتفاع في الحرارة، الا ان حدة السعال لا تنبىء في الواقع عن شدة المرض، فكثيرون هم المرضى الذين يشكون من سعال خفيف غير ملحوظ، وهم في الوقت نفسه مصابون بالتهاب رئوي جرثومي شديد ومنتشر في الرئتين, وقلما يصاحب السعال او ضيق التنفس تغييرات في غازات الدم اي في النسبة المئوية للاوكسجين وفي حمض الدم.
* الحمى:
ونعني بالحمى الارتفاع في حرارة الجسم فوق ال 37 درجة مئوية, ويعود سبب الحمى الى احد الاسباب التالية منفردة او مجتمعة:
الالتهابات الجرثومية اينما كانت.
الاورام الخبيثة.
العقاقير المستعملة للعلاج ويؤدي الكثير منها لعلاج الالتهابات والانتهازية التي يعاني منها ضحايا الايدز الى ارتفاع في الحرارة.
* الإسهال:
يشكو الكثير من ضحايا الايدز من اسهال شديد وقد يصحب هذا الاسهال بعض من المغص او بعض من الاحساس بثقل في الشرج عند التبرز وقد يصحب هذا الإسهال بعض من الدم.
وقد يكون هذا الاسهال خفيفاً دونما اية عواقب وخيمة على الصحة العامة، وقد يكون شديداً ويؤدي الى هبوط في الوزن حتى الضعف العام.
* اضطرابات الجهاز العصبي المركزي:
تشمل هذه الاضطرابات اضطراباً في الفهم او المعرفة، نوبات صرع، قصوراً حركياً في احد الاطراف او قصوراً حسياًو وقد يشكو المصاب من خرف مترق، وتعود هذه الاضطرابات في الجهاز العصبي المركزي الى اصابة هذا الجهاز وقد تكون الاصابة اما التهاباً جرثومياً محدداً تسببه فطر المستخفية المحدثة او ورماً لمفاوياً خبيثاً او اعتلال الدماغ المترقي والمتعدد البؤر الذي تسببه فيروس البابوفا.
* تضخم الغدد اللمفاوية:
وكثيراً ما يؤدي هذا التضخم الى ألم في هذه الغدد, ويعود سبب الاعتلال في الغدد اللمفاوية اما الى وباء الايدز ذاته واما الى المركب السابق لهذا الوباء.
* اضطرابات الجهاز الهضمي:
وتشمل هذه الاضطرابات العسر في البلع والآفات المخاطية المتطورة.
* اضطرابات النظر:
يعود اضطراب النظر في وباء الايدز الى التهاب الشبكية والمشيمية في العينين, وقد يتطور هذا الاضطراب الى العمى.
* الآفات الجلدية والمخاطية:
تحصل خلالها تغييرات في بنية الجلد ولونه وفي الغشاء المخاطي, وتتعدد الآفات هذه وتختلف باختلاف السبب, وتتراوح هذه الآفات من حيث البنية بين البقع او الرقع واللويحات او البثرات والعقيدات او العقد.
اما من حيث اللون فقد تأخذ هذه الآفات مختلف الالوان من اللون الزهري الباهت الى اللون البني القاتم الى اللون الارجواني الزاهي,, وتعود هذه الآفات الى:
غرن كابوزي الذي يبدأ عادة بالبقع لينتهي بالعقد,, وقد يبدأ بالعقد منذ ظهوره وكثيراً ما تتلون آفات غرن كابوزي باللون الارجواني.
الالتهابات الانتهازية، وعلى الاخص الالتهاب الذي يسببه فطر المبيضات البيض، وينتشر اكثر ما ينتشر في الفم وعلى اللسان، والالتهاب الذي يسببه فيروس الحلاء البسيط وينتشر على الشفاه وفي الفم وفي الاعضاء التناسلية.
قصص مأساوية ومؤلمة لضحايا الإيدز
وقد روى الدكتور فهد الربيعة لقراء الجزيرة قصصاً مأساوية ومؤلمة عاصرها بنفسه لضحايا هذا المرض الخبيث ففي القصة الاولى كما رواها الربيعة:
* كان هناك شاب في ال 33 من عمره وكان يتمتع بصحة جيدة ويمارس الرياضة بصورة شبه منتظمة ابتلاه الله في تعاطي المخدرات وبعد فترة من ابتلائه بدأت عليه اعراض الضعف والهزل واخذ وزنه في الهبوط وبدأت حرارته ترتفع باستمرار مصاحبة باسهال مستمر فراجعنا وتم فحصه وثبت ان لديه ايدز وكانت حالته للاسف متقدمة جداً فقمنا باعطائه الادوية الحديثة المهبطة لهذا الفيروس لكن هذا الشاب سرعان ما عاد الى تعاطي المخدرات مرة اخرى مما اضعف تأثير الادوية عليه واصيب بعدها بجراثيم مختلفة والتهابات فطرية في جسمه ومخه انتقل على اثرها الى رحمة الله.
جاء بالشهادة والايدز من الخارج!
* القصة الثانية محزنة بالفعل وهي لشاب يافع درس في الخارج من اجل التحصيل العلمي وعندما حقق هدفه عاد بعدها للبلاد حاملاً معه حلم حياته الشهادة الجامعية ولم يكن يعلم انه حامل معه ايضاً شهادة طريقه الى الهاوية فطلب من اهله البحث له عن فتاة يحقق بها نصف دينه وتم له ذلك وبعد فترة من الزواج بدأ سيناريو الفاجعة المؤلمة عندما شعرت تلك الزوجة الشابة المسكينة المغلوبة على امرها بتعب وارهاق والتهابات رئوية وشككنا باصابتها بنقص المناعة المكتسبة الايدز وبعد عمل التحاليل الطبية اللازمة ثبت للاسف اصابتها بهذا الفيروس فقمنا باستدعاء زوجها وعملنا له تحاليل مماثلة ثبت اصابته هو الآخر بهذا الفيروس وقد قمت بمقابلته شخصياً واعترف لي بقيامه ببعض الممارسات الجنسية المحرمة اثناء دراسته في الخارج ولم يكن يعلم باصابته بهذا المرض وكان شديد التألم وذكر بانه لو كان يعلم بحالته لما اقدم على الزواج, واستمر الزوجان تحت المتابعة الطبية فترة من الزمن حتى انتقلت الزوجة الى رحمه الله ثم لحق بها زوجها بعد اشهر.
وهذه القصة تدل على اهمية فحص الزوج والزوجة قبل الزواج للاطمئنان على حالتهما الصحية قبل ارتباطهما.
رجل في الستينيات
من عمره يصيب زوجته وابنته!
* وهذه القصة لرجل تجاوز سنه الستين عاماً اعتاد السفر للخارج خاصة دول جنوب شرق آسيا وقام خلالها بعدة ممارسات جنسية محرمة، جاء الينا ذات يوم وكان يعاني من تورم في البنكرياس والكبد وتم اخضاعه لفحص دقيق وقمنا بأخذ عينات وجدنا هناك التهاباً يشابه التهاب بكتريا الدرن وكانت حالته صعبة جداً، وضمن التحاليل التي قمنا بها تحليل فيروس الايدز لان بكتريا الدرن تأتي للمصابين بالايدز، وللاسف ثبت اصابته بهذا المرض ولسوء الحظ ان المرض انتقل لإحدى زوجاته وابنته وقد توفاه الله هذا الرجل بعد عام من اكتشاف اصابته بهذا المرض.
زرع كلية مصابة
بالايدز في الهند!
* والقصة الرابعة لمريض تمت له عملية زراعة كلى في الهند منذ عدة سنوات، وقد اتى لنا المريض وهو يعاني من تقرحات وخراجات في الجلد والتهابات رئوية وبعد فحصه تأكد لنا اصابته بالايدز وتم علاجه باعطائه الادوية المهبطة للفيروس لكن المريض توفي بعدها بعدة سنوات.
ونبه الدكتور فهد الربيعة بأنه عند زراعة الاعضاء يجب التأكد من المركز ومستواه ومكانته العلمية وقدرته على الفحوصات الجيدة من خلال تأكده من خلوها للامراض المعدية وليس فقط على قدرته على نقل العضو، لذا ننصح بعدم زراعة الاعضاء خارج المملكة الا بعد التأكد من الطبيب المعالج داخل المملكة بمستوى هذا المركز.
وافاد الربيعة بأنه منذ عام 1985م قلت النسبة كثيراً في هذا الجانب.
ختاماً
ان العفة والاستقامة هي الخلاص الوحيد من خطر الايدز والمؤمن يؤمن بأن هذا المرض هو عقوبة الله عز وجل لمن خالف امره وحاد عن شرعه القويم,, قال الله تعالى:
ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون .
إن دين الاسلام دين الطهر والعفاف أمر بحفظ الاعراض وحذر من الوقوع في الرذيلة قال تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم وقال تعالى: ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا .
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

المتابعة

منوعـات

منوعـات

شعر

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved