Thursday 2nd December, 1999 G No. 9926جريدة الجزيرة الخميس 24 ,شعبان 1420 العدد 9926


الإنسان بين مسيّر,, ومخيّر,,!!
محمد الرجيعي

أحد الفلاسفة ,, سأل نفسه مرة: لماذا نفكر؟!
ذلكم الفيلسوف ,, توقف ليسأل هذا السؤال وهو في صدد شرح كيفية الوصول الى المستقبل,, فوجد ان التفكير المتأني,, والدقيق لأبعاد خفايا الأمور هي بالفعل نقطة التوقف التي منها يبدأ الانسان في اختيار منحى حياته وفق تصوراته وقدراته الذهنية والعقلية والفكرية والجسدية,, ثم تبدأ الخطوات الاولى في رسم الطريق الذي ارتضاه لنفسه كي يجد نفسه,, وقد بدأ بالفعل في تنظيم وجدولة ما يسمى رسم الخطوط العريضة لاي مشروع,, أو مهمة ارادها لنفسه في خضم الحياة,, التي هي حياة هذا الفيلسوف الذي فرض ذلك السؤال,.
واذا ما تساءلنا نحن كم من القرون مضت على طرح هذا السؤال قبل ان نخلق نحن,, ومتى وصل الينا لكي نستوعبه؟! تكون العصور قد تغيرت ,, من حيث السلوكيات ,, وتغيرت الخليقة من اقصاها الى ادناها,, ولان السلوك قوة النشاط وله حصيلة غرائز,, فإن الانسان في عصرنا الحاضر غشته كثير من ردود الافعال النفسية,, التي اثرت تأثيرا مباشرا على الاستجابة والعمل بالتفكير الجاد ,, اي في الزمن والحين الذي سأل الفيلسوف نفسه,, اي ان التفكير الآن ليس وحده يمكن ان نشق طريق الحياة متى اخترنا عملا,, ما, والصعوبة تكمن فيما يدخل ضمن تفكيرنا المطلق والواسع!
والوقت يجب وجوبا فرضيا ان اسما مميزا على مراحل التفكير مثلا اخترت لنفسي ان اكون تاجرا,, فهل مراحل التفكير الآن تسعفني الى ان اصبح تاجرا بالفعل؟!
الواقع الذمي والسلوكي الحق يجعلني اتوقف قليلا,, لأقوم بغربلة,, كل الواقع الذمي,, الامانة ثم الواقع السلوكي الاجتماعي,, اذاً انا في هذه الحالة بين سلاحين ,, وذوي حدين اما اكون تاجرا دون النظر بالتعامل مع الواقعين الذمي,, او السلوك ,, التعاملي الاجتماعي,, والا التقهقر والتراجع لان واقعية السلوك الاجتماعي الحق ,, لا تمنحك الوصول الى تحقيق الهدف وانت سليم النوايا والهدف والمقسط!,, ذلك امر تحكمه ظروف الحياة الراهنة وتنوع سلوكيات المجتمعات المهاجرة التي تعيش بين اوساط هذه السلوكيات المقيمة عن يسارك ويمينك لطلب العيش,, ولان صوت المعدة اقوى من صوت الضمير,, فان العودة الى الحق فضيلة,,!
وفي الامور الموضوعية يكون الامر واضحا بما فيه الكفاية اي بمنظور آخر يستسلم المفكر والطموح,, وذو الخلق الى ما نسميه بالتراجع,, عن المبادىء ونوعية التعامل واستعمال اساليب الحيل والكذب ,,! ولعل هذا المنحى هو السوق الرابحة لما هب ودب ,, كيف؟,.
نعم ولماذا تعطلت سبل العدالة والتقارب والمحبة بين اوساط مجتمعنا , هل نقول انه مظلوم؟,, لا ليس بالمظلوم فانه رضي لنفسه مجموعة تلكم السلوكيات ,, المتناقضة والطامعة, غير آبهة بخلق ,, ولا اخلاق ,, ثم جاءت نوبة شد الاحزمة على البطون,, ونادى بذلك من نادى غير اننا لا نزال في سبات نوم عميق,, متى نستيقظ الله اعلم,,؟
حتى السلوكيات الوافدة بيننا نراها في بلد آخر مجاور أهدأ وأحسن تعاملا مما هي بين ظهرانينا وهي أي تلك السلوكيات من بلاد واحدة من حيث اللون والديانة والحدود مقسومة على اثنين,, الواحد منا يستغرب,, عن كيف يتصرف قبل ان يستفحل الامر؟ ,, وما هو هذا الامر,, مثلما حصل لغيرنا وهم جيراننا,, لابد وان يحصل لنا,.
والعبرة لمن اعتبر والجاهل من وعظ بغيره من العقلاء.
اخوتي الافاضل كيف ان نترجم حالة اللامعقول وحالة المعقول؟! ,, حالة اللامعقول تكمن في اماتة الضمير,, وايقاظ الضمير جهد قد يأبى بالفشل ,, لان الضمير كان حيا من الصعوبة بمكان ان يموت,, وهو خلق من تراب هذه الارض الطاهرة, ولكن فرضية الواقع المر الذي تعيشه الامة قد تغلب على هذا المكنون وهو الضمير فأماته!.
ولكن المعقول,, بأن نتنازل عن شكليات ومتطلبات الحياة الثانوية غير اللازمة وقد يكون التراجع صعبا في بداية هذه الحالة,, ولكنه امر لابد منه,, والتراجع احساس ينبع من مبعث الوطنية,, فالوطنية هي مسؤولية قبل ان تكون مصيرية ولهذا لا عيب بأن نلتزم بالوطنية,, والوطنية ليست شعارا نبرزه للناظرين ولكنه وسام عمل وتطبيق ودفاع ان لم يكن بالسيف فليكن بالقناعة والاقتناع لما نحن فيه الآن من الامن والامان,, ونوضح لمن حولنا اننا امة ورثنا الامانة والانتماء من اجداد وآباء لنا,, فليسمع من حولنا,,! والله المستعان!!

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved