Thursday 2nd December, 1999 G No. 9926جريدة الجزيرة الخميس 24 ,شعبان 1420 العدد 9926


أساليب متنوعة لامتهان التسول
عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز الزير

يفخر كل مواطن ومقيم في هذا البلد المعطاء القائم على مبدأ الترابط والتكافل الاجتماعي المنبثق من كتاب الله وسنة نبيه عليه افضل الصلاة وأتم التسليم، بالاضافة الى ما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين من دعم متواصل ونهج قويم لمد جسور التعاون والاخاء والمساعدة والتكافل بكافة اشكاله المادية والمعنوية لكل محتاج ومعوز من ابناء هذا البلد, والممثلة في جهود وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والمؤسسات الاجتماعية الحكومية وشبه الحكومية والمراكز المتعددة للضمان الاجتماعي وجمعيات البر والجمعيات الخيرية المنتشرة في كل بقعة من بقاع المملكة العربية السعودية لسد حاجات الكثير من الأسر والأفراد محدودي وعديمي الدخل ممن هم بحاجة ماسة لتلك الخدمات.
إلا أنه وللأسف الشديد مع كل ذلك نجد انه وبكل وقاحة واشمئزاز ومن دون خوف أو رادع من الجهات المسؤولة والممثلة في مكاتب مكافحة التسول واستغلال لطيبة أهل هذه البلد ومعرفتهم بحبهم للخير، مناظر كثيرة لمجموعة من الوافدين على ارضنا الطيبة ويكثرون خلال شهر رمضان المبارك يتلبسون بزينا الوطني يحاولون جاهدين تصنع اللهجة المحلية للتمويه واستدرار عطف الناس عن طريق التسول أو بمعنى آخر الطرارة، منتهجين أساليب وطرقاً متنوعة للقيام بهذا العمل تتمثل فيما يلي:
الأسلوب الأول: تجد أحدهم وبعد انقضاء الامام من الصلاة يقف وبسرعة البرق،حاملا طفله أو ممسكا بيده أو متصنعا لعاهة قد لا تعيقه عن العمل الحلال مع حملة لورقة بيضاء كتبت من زمن اجداده أو أبائه توضح ظروف ما حصل له من حادثة، أو قد يكون اشترى نسخة منها من سماسرة الطرارة، يحكي وبكل جراءة مع تغيير بسيط لنبرة صوته ليصبح مائلا الى الحزن قصته الدرامية المتكررة التي ربما لم تحصل من الأساس يشرح فيها احتياجه لمبلغ معين من المال لفك ما يمر به حاليا من أزمة، ليتابع بعد ذلك مسلسله الاستعطافي في كل مساجد المملكة حتى يتم القبض عليه.
الأسلوب الثاني: نساء من جنسيات مختلفة مكونة من الأم واطفالها أو اقربائها يركضن خلال الصلاة وخصوصا صلاة الجمعة لحجز مكان مناسب أمام الأبواب يقفن فيه بانتظار انقضاء الصلاة لطلب المساعدة، يحمل بعضهن أطفالهن على اكتافهن أو في احضانهن لاثارة الشفقة لدى المصلين، مع اطلاق عبرات غير مفهومة ممزوجة باللغة العربية أو بلكنة غير محلية.
الاسلوب الثالث: وقد كتبت مقالا سابقا في هذه الصحيفة حوله وهو كثرة ما يلاحظه الجميع من تجول بعض النسوة أو الأطفال بجانب الاشارات المرورية، مشوهين بذلك رونق ومناظر الشوارع ومعرضين انفسهم وقائدي المركبات للخطر جراء مرورهم بين السيارات حافي الاقدام من غير مبالاة أو اهتمام بحركة مرورها، اضافة الى تعرض الغالبية من هؤلاء الأطفال لضربات الشمس المحرقة، يراقبون كل سيارة تقف لقرع الزجاج على صاحبها وابداء نظرة بائسة تجاهه مع الاشارة الى أعلى أو الفم لإثارة الشفقة.
الأسلوب الرابع: ما يلاحظه الجميع هذه الأيام وفي تزايد مستمر من وجود نساء وافدات يلبسن النقاب يركبن سيارات الأجرة الليموزين بعد الاتفاق معه على الأجرة والتي ربما تكون بالنسبة المئوية بينهم أو بمبلغ متفق عليه سابقا أو النصف بالنصف يجوبون الشوارع وخصوصا عند البنوك أو المستشفيات لاصطياد زبائنهم من الشباب وغيرهم بقصد التسول بحجة أن أبوها أو أمها في المستشفى وحالة أحدهما صعبة للغاية وهم بحاجة للمال لتسفيره الى منطقته أو شراء دواء معين.
الأسلوب الخامس: شاب في سن الفتوة يلبس افضل الثياب ويركب ربما أحسن السيارات يقف أمام صراف آلي أو محطة بنزين بانتظار الزبون المرتقب ليسرد له قصة مكررة مجملها، ان سيارته تعطلت في الطريق أو نفذ البنزين وانه من منطقة أخرى وليس معه في الوقت الحالي المبلغ المطلوب ويريد الخروج من هذا المأزق بالمبلغ الذي تعطيه، مبررا صدق نيته بطلب رقم حسابك البنكي لسداد هذا المبلغ لاحقا, والحقيقة بعد أخذه لما يريد الوجه من الوجه ابيض والبدء بالبحث عن ضحية أخرى في موقع آخر.
الاسلوب السادس: أحدهم ينتظر دخولك المنزل ليقرع جرس الباب عليك من دون حياء أو خوف أو شيمة، يناديك باسمك أو بلقبك يخبرك أنه جارك الجديد في الناحية الأخرى ويشير الى أي مكان في الفضاء لتصديقه، يطلب منك مبلغا من المال يحدده حسب ما يراه لقاء الخلاص من الاحراج الذي سببه وجود ضيوف كثيرين لديه وليس معه قيمة اخراج الأكل من المطبخ لتقديمه لضيوفه, تكتشف بعدها عكس ما قال وان ما اعطيته لن يرجع أبدا.
الأسلوب السابع: تقف احداهن عند باب احدى الصيدليات وعندما ترى احد الرجال تذهب اليه متوسلة بأن يدفع لها قيمة الوصفة الطبية المليئة بالمضادات الحيوية المكلفة، بحجة عدم استطاعتها دفع هذا المبلغ الضخم وأنها أرملة ولديها أطفال مرضى وهم بحاجة ماسة لهذا الدواء بالذات، يفاجأ هذا المسكين بعد فترة وجود نفس المرأة في موقع آخر تمثل الدور نفسه، حيث تعود بعد الشراء للصيدلي طالبة منه استرجاع قيمة ما تم دفعه وهكذا.
ختاما: هذه دعوة صادقة أسديها لأهل الخير ومحبيه للمحافظة على جمال وحياء ورونق هذا البلد الطيب وشعبه للتخلص من هذه الفئة واعمالها بعدم الانسياق وراء ما يقولون من ادعاءات وكذب وافتراء والايهام بأنهم لا يملكون شيئا من حطام هذه الدنيا وانهم في حالة يرثى لها، والحقيقة ان اغلبهم يملك آلاف الريالات ولا نبالغ اذا قلنا مئات الألوف من الريالات، ولكن الغالبية العظمى منهم وخصوصا الوافدين وجدوها فرصة مواتية وسهلة لا تتطلب سوى تغيير بسيط في الهيئة الشكلية مع القدرة على تغيير نبرات الصوت لاداء الدور بالشكل الصحيح لسلب المزيد والمزيد من الأموال الضخمة لصرفها خارج هذا البلد الطيب.
من هنا أتوجه بمناشدة اصحاب القلوب الرحيمة محبي دفع الصدقات والزكوات والأعمال الخيرة الأخرى طلبا للأجر والمثوبة من الله بالمبادرة ودفع ما تجود به انفسهم الى الضعفاء ماديا من أقربائهم ثم الذي يلونهم ممن يستعفف لسد حاجاتهم وتحسين وضعهم المادي والمعنوي، وان لم يجدوا فهناك ولله الحمد الكثير من الجمعيات والمؤسسات الخيرية المنتشرة في كل مكان من هذه الأرض الطيبة تتقبل تلك الصدقات والزكوات من اشياء مالية وعينية لتوزعها على من يستحقها من ابناء هذا البلد والذين اجبرتهم الظروف على هذا الوضع.
سائلا المولى عزوجل ان يديم علينا وعليكم والمسلمين اجمعين في هذا البلد المعطاء نعمة الأمن والاستقرار والتكافل الاجتماعي.
والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه .

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved