يبدو ان بعض المضاربين قد سيطرت عليه الشائعات الرائجة في بعض قاعات التداول للاسهم المحلية حول احتمال تأثير علة القرن على النظام الآلي لتداول الاسهم المحلية والمشرفة عليه مؤسسة النقد العربي السعودي حيث يتوقع بعض المضاربين انه عند اقتراب نهاية العام المالي الحالي 99م سوف يشهد سوق الاسهم المحلية عمليات بيع واسعة ونشطة تؤثر بشكل مباشر على سلوك السوق العام في شهر ديسمبر الحالي وتأثر البعض من ان النظام الآلي لتداول الاسهم المحلية سوف يلحق به مرض علة الألفية والتي سارعت فيها العديد من الجهات الى معالجته ويأتي تأثير النظام الآلي بضياع ارصدة العملاء للاسهم المحلية ولخبطة سندات الملكية لاسهم الشركات المساهمة والصادرة عن النظام الآلي للتداول بواسطة الشركة السعودية لتسجيل الاسهم المحلية فقد تولدت تلك الشائعات لدى بعض المتداولين وليس كلهم ولا نعرف مدى قناعة هؤلاء بما يقولون ولكن هنا نريد ان نشدد على البيان الصادر مؤخرا من الاستاذ حمد السياري بان جميع البنوك المحلية قد اكملت استعداداتها للألفية الجديدة قبل ثلاثة شهور من حلول علة القرن حيث قال الاستاذ السياري ان القطاع المصرفي قد بدأ بالتصدي لمشكلة عام 2000م منذ اكثر من عام وأن النظام المالي بالمملكة متوائم مع الألفية وقد جاء في تقرير مؤسسة النقد الصادر في شهر اغسطس الماضي ان مجموعة جارتنر الدولية قد اشادت بدرجة الاستعدادات العالية للقطاع المصرفي السعودي حول الاستعداد العالمي لمواجهة مشكلة عام 2000، حيث اشار التقرير الى وصول الانظمة المالية بالمملكة وغيرها الى مستوى متقدم يضاهي مستويات بعض الدول المتقدمة مثل اليابان والمانيا، انتهى التقرير.
ومن هنا نستقي مدى الاطمئنان التام بأن النظام المالي بالمملكة في امن من تلك العلة ومن ضمنها النظام الآلي لتداول الاسهم المحلية والتي تدخل ضمن النظام المالي كونها تداول اوراق مالية معتمدة وبالتالي نرى ان الشائعات الدارجة في قاعات التداول والصادرة من قبل بعض المنتفعين من مضاربين وغيرهم لا تخرج عن اطار الوسوسة المبالغ فيها والتي من المتوقع ان تنعكس على حاملها قبل غيره من المتلقين، ومن هنا يأتي دور اهمية الوعي لدى المتداولين في سوق الاسهم المحلية بعدم السماح لتلك الشائعات بالمرور بسلام والقيام ببترها حتى لايتأثر بها ضعاف النفوس الذين لا حول لهم ولا قوة وقيامهم بالاندفاع ببيع كامل سلة اسهمهم بأي سعر.
واخيرا لا نعلم انه عندما يقوم المضاربون المتأثرون بخلل النظام الآلي لتداول الاسهم من علة الالفية ببيع اسهمهم في السوق والقيام بتسييلها لدى حسابه بالبنوك المحلية فهل يضمن صاحبنا بان علة القرن لا تطول امواله في الحساب البنكي المربوط بنظام الكمبيوتر ام السلامة تكون في الحساب البنكي بينما لا تكون في النظام الآلي لتداول الاسهم المحلية ومن هنا نرى قصر النظر الشديد لهؤلاء المضاربين الذين مع الاسف يمتهنون التشكيك في كل شيء.