Friday 3rd December, 1999 G No. 9927جريدة الجزيرة الجمعة 25 ,شعبان 1420 العدد 9927


حتى لا يغار القمر

** الصداقة مملكة في قلب كل الأوفياء,, ربما يجهل الكثير موقعها على الخريطة,, لكنها اليوم تتراقص احتفالا بالذكرى الالفية لتأسيسها,, فالى تلك الارض المكابرة اهدي قصيدة (حتى لا يغار القمر) والتي ستكون بمثابة حوار بيني وبين حروف سطري عن تلك المملكة العظيمة.
الطيفُ في خجلٍ يلوح,.
الشمسُ في فرحٍ تروح,.
الأيلُ يرقص حالماً,.
والعمرُ قد داوى الجروح,.
بكتابنا,, قلمٌ تقاطر حبرهُ
بستانهُ,, نغمٌ تعانق زهرهُ
قالت حروف السطرِ تضحكُ في دهاء:
(قد أمطرت غدقاً,.
فماتَ بنا الجفاء,.
أتراها يوماً راقصت لحن الوفاء؟!
هلّا أجبتنا أنتِ تاه بنا الأثر!!
ولم التزام الصمتِ
أم ذاكَ الحذر؟!
أوقد خشيتِ اللّومَ
أم فهم البشر؟! ).
ولأنني أهواكِ قلت معاتباً:
(لن أنشدَ الأشعارَ,.
هذا مُنتظر,.
لن أنظمَ الأقمارَ
أو أحكي السهر,.
لا تعجبي,.
لن أنسجَ الأفراحَ حتى
لا يغار سنا القمر!!
قالت حروف السطر:
(راعِ شعورنا إنّا نغار,.
في الليل توقظنا فيبقى
الحرف منا بلا ستار,.
هلا تركتنا ساعةً
نرتاحُ في وضح النهار؟! )
فأجبتُ: كلا,, لن يكون
حتى ولو جفت بحار الكونِ,.
تتبعها العيون,, )
سألتني في أدب حروف السطرَ:
(كفّي,, ما تكون,.
تلك التي من أجلها
باتت طيور الثلجِ في طرب تهون )؟!
وسمعتُ حجتها,.
ونظرت إلى القمر
قد كان يوماً باسماً,.
ماذا حصل؟!
هل أدركتهُ منيةٌ؟!
أم اغضبته يد البشر؟!
ما بالهُ,.
ما عاد يهوى ذا السهر,.
ما بات يطربه الحديث,.
أبداً ويشجيه السمر,.
أدركتُ أنه لم يعد,.
سوى كتلةٍ سوداءَ أشبه بالحجر,,!
وسمعته يبكي,.
سألتُ وفي كدر:
(ماذا دهاكَ بليلتي,.
ماذا حصل؟! )
فأجابني والنور يبهت
حتى غادره الأثر:
(ماذا فعلتُ لأنجلي,.
من عالمٍ عذب السَحر؟! )
قمري يحدّثُ في خجل,.
قد بات ياقلبي يُثار!!
ليلٌ سيعقبه نهار!
قد كنتُ أجهلُ أنّه,.
من أرضنا
يوماً يغار!!
شروق بنت عبدالرحمن السعيد
***
** تضع صديقة الصفحة شروق السعيد مقدمة لقصيدتها لتشرح (معناها) اوسبب كتابتها! رغم ان الشعر لايحتاج الى مقدمات نثرية قد ترهقه اكثر مما هي تجمّله!
وتصوغ الشاعرة قصيدتها في قالب يعتمد على الحوار بينها وبين حروف سطرها,, حول الصداقة ,, هي تطرح تصورا في غاية النضج في هذا المعنى,, ولكن السطور أيضا تشتكي من معاناتها:
(قالت حروف السطر:
راع شعورنا إنّا نغار,.
الحرف منا بلاستار,)!!
هل لا حظتم شيئا؟!
حروف السطر,, والقمر ايضا يغار؟! ممن يغاران ؟! الشاعرة لا تجيب على هذا السؤال؟! ولكنها تراوغ بعيدا عن الاجابة عندما تشير الى عنوان القصيدة (حتى لايغار القمر) في اشارة منها الى ان هذا هو بيت القصيد!
القصيدة طويلة,, ولكنها لا تبعث على الملل,, فهي تشبه القصة في بنائها الحواري,, وفي مشاهدها الغنية بالصور العذبة,, انها أي الشاعرة لا تعطيك فرصة للتوقف في قراءة القصيدة,, لان تسلسل الاحداث يغريك فعلا في البحث عن النهاية التي جاءت على شكل تساؤل بريء جدا:
قد كنت أجهل انه,.
من أرضنا
يوماً يغار!!
رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

المتابعة

أفاق اسلامية

ملحق الميدان

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved