بهدوء تدخل الغرفة,, وبهدوء تخرج منها,, الجميع يتساءل عمن دخل تلك الغرفة,, الكل ينفي التهمة عن نفسه.
ما امر تلك الغرفة,, ولم يمنع الجميع من دخولها,, وكيف اكتشف ان شخصاً دخل فيها,, مع انها محظورة على الجميع,, ام ان الجميع يدخلها دون علم الجميع؟ ام ان هنالك شخصاً واحداً يسمح له بدخولها,.
وبما انني انسانة لها صفات معينة كسائر البشر فانني امتلك كمية كبيرة جداً من الفضول,, وفضولي هذا جعلني اتجه الى تلك الانسانة التي تمكنت من دخول تلك الغرفة دون معرفة اي شخص.
سألتها فوراً من دون مقدمات: ماذا وجدت داخل تلك الغرفة,, هل رأيت شبحاً اسود! ام جثة,, هل لتلك الغرفة رائحة نتنة؟ هل شعرت بأشياء تتحرك،
هل,, وهل,, وهل,, هل لك ان تسردي لي القصة من اللحظة التي امسكت فيها مقبض الباب للدخول؟؟
اجابتني قائلة: حينما امسكت مقبض الباب شعرت بأن نبضات قلبي تزداد تلقائياً، حاولت ان اتراجع ولم استطع فهناك قوة غريبة بمقبض الباب ابت ان تتركني وجذبتني بشدة نحو الغرفة فرأيت اشياء يعجز الوصف عن وصفها! تمنيت لحظتها لو انني لم افكر بدخولها، رأيت ظلالاً بعيون حمراء، حسبت انني اتخيل ففتحت عيني بكل قوتي وليتني لم افعل، لقد شاهدت لحظتها يداً تكسوها الدماء وتتخللها مسامير باحجام عدة تسقط من اعلى السقف، وسمعت تمتمات غريبة اظنها تأتي من اسفل الارض!؟
سرت قشعريرة بجسدي شعرت من خلالها بأن شعر رأسي اتخذ شكلاً مضحكاً ولا اعتقد بأنك تحتاجين لشرح مفصل عن شكل شعري في ذلك الوقت!
عموماً سأكمل لك ما رأيت,, يوجد في آخر الغرفة شباك تغطيه ستائر سوداء رسم عليها شعارات مخيفة تجعل من المستحيل على احد ان يقترب منها.
قاطعتها,, بالطبع اقتربت منها بكل شجاعة؟
فقالت: على العكس تماماً لم ارغب مطلقاً في الاقتراب منها بسبب تلك الرسومات والكلمات المخيفة، ولكن للأسف استمعت الى ضربات منتظمة على ذلك الشباك واحسست بقوة خارقة تجذبني نحو ذلك الجزء المخيف من الغرفة رغماًعني,, حاولت ان اغمض عيني ولم استطع اتعلمين ماذا شاهدت؟
ماذا؟؟
حدائق خضراء تتخللها انهار وعيون,, وحيوانات لم ير البشر مثيلاً لها,, سمعت اصواتاً تناديني باسمي ان تعالي هنا, عيشي معنا,, فهذا المكان مخصص فقط للشجعان امثالك.
ولماذا لم تذهبي يالك من حمقاء,, كيف تتخلين عن عالم رائع مثل ذلك العالم؟؟؟
اتصدقين جميع ما قلت!!
نعم اصدق كل حرف قلته.
يالك من حمقاء انت!، كنت اخبرك عن اشياء لا حقيقة لها لكن يبدو انك ممن يتأثرن بالروايات ويصدقنها؟!
بغضب سألتها,, ماذا؟ اكنت تكذبين علي طيلة ذلك الوقت؟!!
ماالذي كنت تتوقعين ان اقول؟ لقد سألتيني سؤالاً غريباً فاجبت اجابة شبيهة.
فقلت لها أنني كنت اسمع اشياء غريبة عن سبب منع اي كان من دخول تلك الغرفة! وحينما علمت بأنك دخلت تلك الغرفة احببت ان اعرف صحة تلك الاقاويل,, فقط هذا كل الموضوع,, سألتني ومالذي سمعته عن تلك الغرفة,.
فاجبت: اشياء لا يسع الوقت لقولها,, لكن اخبريني لم اغلقت الغرفة لمدة خمس سنوات متوالية؟
لانني كنت مسافرة وطلبت من الجميع ان لا يدخلوا غرفتي حتى عودتي من السفر، فقد بعثت لتكملة الدراسة خارج البلد، فلبى الجميع رغبتي بشكل مبالغ فيه حيث حرموا دخولها على الجميع وفرضوا العقوبات على من يدخلها دون علمي! واشكرهم لذلك الحب الشديد، لكن كان يجب عليهم عدم تفخيم المسألة بحيث تخرج عن اطار العائلة وتصبح قضية من لا قضية له.
هذه قصة تلك الغرفة فهل من سؤال آخر؟
فشكرتها وتأسفت لفضولي الزائد.
فسألتني بدورها قائلة كيف عرفت أنني انا من دخلها رغم ان الجميع لم يعرف حتى الان عن وصولي فلقد دخلت البيت ووجدت الجميع نائمين فأحببت ان اخرج لارى التغيرات التي جرت في بلدتي الحبيبة؟
فاجبتها,, كيف لا اعرف وانا من كتب هذه القصة! فابتسمت واختفت,.
جموح
الخبر
* بداية القصة كانت مثيرة,, تلمح فيها اسلوب القصص البوليسية,, تبدأ بغرفة مظلمة لم يجرؤ احد على الدخول اليها, ثم يتوالى وصف هذه الغرفة المرعبة من خلال بطلة القصة التي استطاعت الدخول لهذه الغرفة,, ولكن؟! النهاية جاءت باردة جداً وغيرت من مسار القصة وحولتها بقدرة قادر الى خاطرة!
ولو ان صديقة الصفحة جموح استمرت في سرد الاحداث بشكل بوليسي لجاءت النهاية بشكل مختلف,, ويمكنها قراءة نهاية القصة مرة اخرى وستجد انها وضعت في سياق القصة بشكل مربك جداً!
القصة جميلة في فكرتها ومضمونها,, وبها بعض الاخطاء الاسلوبية البسيطة التي تستطيع الاخت جموح تجاوزها بالقراءة المكثفة في القصص القصيرة الحديثة.