Friday 3rd December, 1999 G No. 9927جريدة الجزيرة الجمعة 25 ,شعبان 1420 العدد 9927


رياض الفكر
رمضان,, فرصة لصفاء النفوس
سلمان بن محمد العُمري

بعد أيام قليلة يهل علينا شهر الخير والبركات، شهر رمضان المبارك، ورمضان أكثر من أن يوصف فضله بكلمات أو سطور، فثوابه عظيم عظيم لا يحصيه إلا رب العباد، فقد جاء في الحديث القدسي:كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، ورمضان فرصته كبيرة للإنسان المؤمن، لتحقيق الثواب والقرب من الله تعالى، وبنفس الوقت هو مناسبة للوقوف مع النفس، ومحاسبتها، والتوجه بها نحو السمو، والرقي، والبعد عن كل ما يشوبها من شوائب، أو أدران.
في رمضان يشعر الغني بالجوع كما الفقير، ويصبر على ذلك ولو لم يره أحد، لأنه يعلم أن الله تعالى يراقبه، وهذا دليل كبير على تقوى الله في السر والعلن، والإيمان الصادق.
وفي رمضان أيضاً تتوحد العادات الغذائية بين المسلمين في أرجاء المعمورة، فكلهم يفطرون، وكلهم يتسحرون في وقت واحد حامدين المولى جل وعلا أن أنعم عليهم بنعمة الصبر والصوم.
والخير كل الخير هو وجه رمضان الحقيقي، فهو أوله بركة، وأوسطه رحمة، وآخره عتق من النار، ومع أن المسلم كل أيامه، وكل أعماله خير بخير، إلا أن ذلك في رمضان يتضاعف، والخير، لا يقتصر على باب واحد، فلعمل الخير أبواب عديدة، وإذا ما ولج الإنسان أياً منها فإنه يصل لنعمة الخير.
والخير يكون إما بالكلمة، أو بالمساعدة، أو بالصدقة، أو بالتعاون، وحتى بحب الآخرين وبالعطف عليهم، وبإعانتهم على صعوبات حياتهم، وكذلك بإبعاد الأذى عنهم، إلى ماهنالك من أعمال لاحصر لها، فكل حركة من حركاتك، وكل كلمة من كلماتك قد تقودك للخير والفلاح بإذن الله، إن كانت من رضوان الله، أوأنها لا سمح الله توصلك لما لا تحمد عقباه والعياذ بالله إن كانت من غضب الله تعالى.
والإنسان المؤمن الذي يحيا حياة إسلامية صادقة، هو في حالة محاسبة دائمة لنفسه وذاته، ويأتي رمضان لتزداد هذه المحاسبة، وهو في حالة دائمة من تحقيق وفعل الخير، وفي رمضان يكبر هذا الأمر.
إن فعل الخير يجب ألا يقتصر على من يحيط بك، وإنما يجب أن يتعداه للآخرين ولإخوانك في كل أرجاء المعمورة، فهناك مجتمعات إسلامية محرومة بكاملها، يجب أن تصل إليها يد المسلم المقتدر، لتقدم لها الخير المادي والمعنوي، وذلك لإشعارهم بأننا معهم على الدوام، ولتحقيق الغاية الكبرى، وهي أن كل المؤمنين إخوة، وفي الحديث الشريف:المسلم للمسلم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، تلك هي الحقيقة التي يجب أن يشعر بها كل مسلم.
ومن وجوه الخير أيضاً التعامل الحسن، والتصافي مع الآخرين، ومن خلال ذلك تتحقق صلة الأرحام، وتتحقق الأخوة الإسلامية، ورمضان مناسبة كبرى لعمل ذلك، إن الدنيا وكل ما تحمله من شوائب ومن ميزات حسنة زائلة، وما يبقى هو العمل الصالح، والذكر الطيب، والتعامل الصادق، فلاتدع في نفسك مجالاً لبؤر سوداء، ولمناطق مظلمة، ولتفكيرات ظالمة، طهرها من كل ذلك، ودعها بيضاء كالثلج، نقية كالماء العذب، فرمضان قادم، وعليك بإعداد نفسك له، لتكون كالمشتاق ينتظر وصول الحبيب بلوعة واشتياق، تزود لرمضان بخير الزاد، وخير الزاد التقوى، فالصوم لله، والثواب كبير، وكل عمل خلاله لوجه الله لابد أن يكون ثوابه مضاعفاً بمقادير لا يعلمها إلا الله، أبواب الخير مشرعة مفتحة، تنتظر المخلصين المؤمنين التائبين، كي يدخلوها، فعل الخير وثوابه لا يستحقه إلا الناس العظماء بمقاييس الإيمان، فكن واحداً منهم، ولا تدع الخصومات وأحزان الدنيا وهمومها تبعدك عن مجد خصصه الله لعباده، دع الأحقاد لغيرك، ولا تعرها اهتمامك، دع الحسد والبغضاء للذين يصقلونها، أما أنت فنفس زكية بإذن الله، والثوب الأبيض لا يستحق أن يدنسه أذى، رمضان قادم لا محالة، وندعو الله لنا ولكم أن نشهد أيامه المباركات، وأن يجعل أيامنا وأيامكم خيراً بخير، والله المستعان،،،،حديث المرأة
رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

المتابعة

أفاق اسلامية

ملحق الميدان

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved