Friday 3rd December, 1999 G No. 9927جريدة الجزيرة الجمعة 25 ,شعبان 1420 العدد 9927


حديث المرأة
همة عالية
تكتبها اليوم د, رقية بنت محمد المحارب *

سؤال يطرق السمع كثيرا من زهرات مجتمعنا: كيف اكون عالية الهمة؟ وهذا السؤال الذي يعمل في النفس يدل على ان هناك قلبا متشوقا للتميز وروحا مليئة بالحب لهذا الدين,.
واذا علمت حبيبتي في الله ان دنو همتها فيه ضياع لكنوز كثيرة داخلها وطاقات عظيمة تشع بها، فانها سوف تبدأ في التأمل والمحاسبة لكيفية قضاء وقتها, وان اللاتي يفكرن في كيف سيكون مستوى تفكيرهن بعد عشرين سنة وكيف ستكون ثقافتهن وكيف علاقاتهن ونجاحاتهن سوف يعملن على التخطيط منذ اليوم الاول, واذا كان هذا التفكير ولد حرصا عند كثيرن وكثيرات وهو لايتعدى هموم ونجاحات فترة زمنية مؤقتة وهي هذه الحياة القصيرة فكيف بمن يفكر في حياته الخالدة في الآخرة التي سماها القرآن الكريم الحياة.
ان فترة الشباب هي زمن الاحلام ووقت تشكل العقلية المبدعة المعطاءة وان التي يفوتها البناء في هذا السن تحتاج الى بذل جهد مضاعف مع مرور الوقت, فتلك التي لا تتعدى اهتماماتها ملابس تتأنق فيها او اخبار الفارغين تتابعها او امور ترفيه اخذت اكثر من القدر المعقول او تلك التي تمر عليها الايام بدون زيادة في رصيدها الايماني والثقافي والعلمي كيف يمكن ان تضيف لحضارة امتها؟ ومتى تبني ثقافتها في عصر القلم؟
واكثر الاشياء التي تؤدي الى دنو الهمم في نظري هو الجهل,, الجهل بالنفس وبقدراتها وبدورها في هذا العالم, وكذلك الجهل بهذا الدين وعظمته والجهل بالاحكام الشرعية والبعد عن الاجواء العلمية الواعية التي تعطرها آيات الكتاب المبين وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلمن والجهل بأنها تنتمي الى امة مجاهدة ان التي تجهل ان هذه الدنيا مزرعة للآخرة حيث الخيرات الحسان، والنعيم المقيم، وحيث الراحة والسعادة الابدية سوف تخسر كثيرا, وهذه الخسارة فادحة لأن مجرد قول كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء ولان الحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف ولان السيئة بواحدة مثلها في الخيبة من غلبت سيئاتها حسناتها رغم هذا الفضل والاكرام.
وثاني الاسباب العجز والكسل ولذلك اكثر النبي صلى الله عليه وسلم من التعوذ بهما, الكسل في امور الدراسة شيء سيىء والكسل في الدعوة وابتكار طرق ووسائل جديدة امر مزعج والكسل في تكوين علاقات طيبة تكون بداية لاخوة في الله تكسب حلاوة في هذه الدنيا علامة ضعف والكسل في طلب العلم ينتح شخصية معتمدة على الآخرين في كل شيء والكسل في القيام بحقوق الناس من خوارم المروءة كل هذا يوصف صاحبه بدنو الهمة، والكسل في القراءة الجادة مقدمة لهزال فكري وعيش على هامش الحياة.
وثالث هذه الاسباب سماع الباطل من الغناء وقراءة الروايات التي تؤثر على الرؤيةالصحيحة للاشياء وكذلك مشاهدة المسلسلات والبرامج التي تقضي على الحياء وتشجع الرذيلة وتهون من شأن القيم والمبادىء الاسلامية وتحرض على التمرد على الآداب ولا سيما في بعض القنوات الفضائية, هذا السماع يقضي على ازهار الخير في الشخصية السوية ويحيل منها أشواكا تجرح صاحبتها وتذهب الصفاء والنقاء في النفس خصوصا اوقات الحاجة.
ورابع الاسباب ترك صحبة الخيرات,, فالاخلاق تنقل بالمجالسة والمزاملة.
فعالية الهمة تجعل من نفسها مشروعا نافعا لكل من اتصل بها وتتأمل كيف تكون شخصيتها واسلوبها ان كتب الله لها الحياة بعد ثلاثين سنة.
* مدير عام التوجيه والارشاد بالرئاسة العامة لتعليم البنات

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

المتابعة

أفاق اسلامية

ملحق الميدان

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved