كثيراً ما يقول المؤمن، أو المسلم: اللهم توفنا على الإيمان بل كل إنسان يود من كل قلبه وأعماق نفسه أن يكون مؤمنا بالله حقاً، مؤمنا بكتابه وبشرائعه، فما هو هذا الايمان الذي كثر ذكره في الكتاب والسنة؟ وما الدليل عليه؟
إنه الإيمان الموعود صاحبه بدخول الجنة إذا حققه, وبالنصر والظفر والتأييد والمغفرة والرحمة، ويصح إطلاق لفظ المؤمن عليه.
وهناك آية قرآنية كريمة ضمن الخضم الهائل من آيات الكتاب العزيز التي تحدثت عن الايمان وأوصاف المؤمنين، ذكرت بعض المناقب والميزات التي تميز المؤمن عن غيره وأعطته العلامات الفارقة، ليعرف بها عما سواه، تلكم الآية هي قول الله تعالى: (والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً، لهم مغفرة ورزق كريم)، سورة الانفال:74,
فإنك تجد في هذه الاية أن من صفات المؤمن الحق: الجهاد، والهجرة والايواء، والنصرة بالنفس والمال، وبذل الغالي والنفيس من أجل إعلاء كلمة الله ونصرة شريعته، من أجل نصرة الحق وتحقيق العدالة والسعادة لكل البشرية، بل ولكل مخلوقات الله,
وقد طبق الرعيل الأول من المسلمين هذه الصفات حقا فاستحقوا أن يكونوا مؤمنين حقا، واستحقوا المغفرة والرزق الكريم، بل والذكر الخالد مدى الدهر!
والمسلمون اليوم حين تركوا ما دعت اليه الآية من جهاد وهجرة ونصرة وتأييد حل بهم الذل والهوان وأصبحوا كالأيتام في مأدبة اللئام، تداعت عليهم الأمم كما تداعى الأكلة الى قصعتها فهل من تجديد للإيمان؟ وهل من عودة لتلك الصفات؟ وهل من رجعة للعزة والتمكين؟ ولينصرن الله من نصره,
* وكيل قسم القرآن بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية