Friday 3rd December, 1999 G No. 9927جريدة الجزيرة الجمعة 25 ,شعبان 1420 العدد 9927


من وحي المنبر
محبة المؤمن لأخيه ما يحبه لنفسه
الشيخ الدكتور/ صالح بن عبدالرحمن الأطرم *

الحمد لله الغني الحليم، الحميد العليم، العفو الكريم، الغفور الرحيم، احمده سبحانه لا يضيع اجر من احسن عملاً، واشكره فهو ذو الفضل والاحسان على اهل التوحيد والايمان بادخالهم الجنة واعتاقهم من النيران، واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الكريم المنان، واشهد ان محمداً عبده ورسوله الذي بعثته علينا منة من الرحمن، اللهم صلّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه اهل العلم والعرفان ومن تبعهم باحسان.
اما بعد:
يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته، ويجعل لكم نوراً تمشون به، ويغفر لكم والله غفور رحيم ,الحديد - 28
واعلموا انه من خصال الايمان ان يحب المسلم لاخيه المسلم ما يحب لنفسه، من جلب الخير له، ودفع الشر عنه، ومن عمل بما ينفعه ودفع عنه ما يؤذيه، وخصوصا القريب والجار ففي الحديث الشريف لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه .
فهو صلى الله عليه وسلم ينفي كمال الايمان ويحلف على ذلك ويقول والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره او قال لاخيه ما يحب لنفسه .
فلو لم تكن هذه الصفة محمودة لما اكدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحلف.
ومعناه ان تحب لاخيك من الطاعات التي ترضي الله ورسوله ما تحب لنفسك وان تكره لاخيك ارتكاب المحرمات والمكروهات كما تكرها لنفسك لانها تسخط الله ورسوله، وان تحب لاخيك من المباحات المأكولات والمشروبات والملبوسات، ما تحبه لنفسك بمعاونته على تحصيلها، وليس معناه ان تعطيه ما بيدك، فهذه صفة اخرى من صفات الخير وهي الايثار على النفس اذا كان هو بحاجة.
ايها المسلمون: ان مما يحب المسلم لاخيه ان يحافظ على صلواته وطاعة ربه وان يبعد اذاه عنه ولاسيما ان كان جارا فلو سألت هذا المصلي عن ما يريد بصلاته لقال اريد رضاء الله ليدخلني جنته ويعتقني من النار.
فالايمان الكامل ان تحب ذلك لاخيك المسلم، فلو سألت اي مسلم هل تحب ان تؤذي احداً من جيرانك لكان جوابه: لا، بينما بعضنا قد يؤذي جيرانه من غير ما مبالاة.
فما اعظم هذا الدين، حيث حرص على سلامة القلوب وترابطها وما اوسع فضله، اذ يثيبك على نفعك لاخوانك المسلمين.
خيركم انفعكم للناس من استطاع ان ينفع اخاه فلينفعه ولا انفع لاخيك المسلم من تعليمه الدين واحكامه، واعانته على طاعة الله، لانها هي التي خلق من اجلها، ففيها سعادة الدنيا والآخرة, وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون .
فمن حرم فضله عن اخيه او ود لاخيه شرا، فقد انتفى عنه كمال الايمان.
فاتقوا الله ايها المسلمون واقبلوا هدي نبيكم لكم وارحموا اخوانكم المسلمين فعلموهم وارشدوهم فهذه هي الرحمة، والراحمون يرحمهم الله.
وما ارسلناك الا رحمةً للعالمين .
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب,فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.
* عضو هيئة كبار العلماء

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

المتابعة

أفاق اسلامية

ملحق الميدان

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved