Friday 3rd December, 1999 G No. 9927جريدة الجزيرة الجمعة 25 ,شعبان 1420 العدد 9927


رمضان يطرق الأبواب
الإسراف والتبذير,, والغايات الغائبة عن البعض

عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة:
اصبح من المألوف دائما وقبل دخول شهر رمضان المبارك بأيام قليلة ان يبدأ الناس بالتوافد الى الاسواق التجارية لشراء مقاضي وحاجيات الشهر الفضيل والتي معظمها ان لم يكن الكل طعام ومشروبات واوان منزلية واشياء عديدة تدخل في هذا الاطار وكأن الصوم في نظر البعض من هؤلاء اكل وشرب وإسراف وتبذير حتى يكاد المنزل لا يتسع لهذه الاصناف والمأكولات المتنوعة، والزائر لاحد محلات المواد الغذائية في هذاالوقت يلفت نظره كثيرا الازدحام الملحوظ من المتسوقين في كل محل تجاري وكل منهم يدفع امامه عربة مليئة بما لذ وطاب من الحاجيات والعامل في المحل خلفه يساعده بعربة اخرى عبارة عن بقية للعربة السابقة وليست هذه نهاية المطاف، فالرجل سيعود مرارا وتكرارا بعد إفراغ الحمولة الى المحل حتى ينتهي من استكمال كافة الطلبات المدونة في قائمة طويلة من السطور اشبه ما تكون بمعلقات الشعر المعروفة، وهذا اخر وقد اخذ من احد اركان السوبر ماركت مكانا قصيا ممسكا جواله في اتصال هاتفي مطول مع الزوجة يناقشها عن بعض الحجيات التي نسيها من فرط الزحام، وثالث يستعرض مع اولاده ارفف المحل وفي كل مكان يقف ليملأ عربته بعدد مبالغ فيه من الاصناف، رابع وخامس وسادس وهكذا الكثير منهم فكل واحد منهم مشغول في امره فرمضان على الابواب والاستعداد له جار على قدم وساق فقط في المأكل والمشرب وذلك لتعويض الامساك عن الطعام طوال اليوم بشيء لذيذ يملأ المعدة ويدسمها في هذا الجو الشتوي البارد، اما في الاستفادة من قدوم الشهر الكريم بالعبادة والإحسان فذلك عند البعض من الناس - والحمد لله انهم قليل جدا - يجعلونه نوما في النهار الى موعد الإفطار ثم مقابلة التلفاز من بعد صلاة المغرب وسهرات الى الصباح في الاستراحات والمقاهي وعند الاصدقاء ومتابعة البرامج الفضائية الهابطة، وما يتبع ذلك من اهمال للصلوات والعبادات، وعدم الاستغلال الامثل لشهر فضيل لا يأتي في العام الا مرة واحدة يلزم معها الانسان المسلم الاستفادة منه في احتساب الاجر والثواب المضاعف من الله عز وجل الذي قال عنه المصطفى عليه الصلاة والسلام (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر)، والتسوق الشره من الناس في رمضان شجع العديد من مصانع الاغذية والتجار على استغلال الفرصة في التسويق لمنتجاتهم وتحريض الناس على المغالاة والاسراف في الشراء عن طريق وضع الهدايا واطقم الصحون وحفائظ الطعام مع كل علبتين وثلاث من منتجاتهم مما يجعل المشتري وطمعا في الحصول على هذه الهدية المغرية التي ربما يكون عنده في المنزل الكثير منها الى شراء السلعة ولو لم يكن بحاجة الى العديد منها بحيث يكون في نهاية هذا التسوق يحصل المشتري على طقم مطبخ كامل يزدحم جنبا الى جنب مع مقاضي رمضان، وهكذا نظل نتسابق الخطى الى المحلات وكأن ما فيها سينضب ولن يبقى لنا شيء منها، ثم يتكرر بعدها مشهد آخر طوال أيام رمضان في كثير من الاسر والمتمثل بسكب العديد من ربات البيوت لبقايا الطعام بعد كل وجبة إفطار في القمائم بحجة عدم الحاجة إليها رغم انه يجدر بنا في هذا الشهر الفضيل الذي نطمح من خلاله الى الاجر والثواب المضاعف ان نبتعد عما حذرنا الله منه في قوله تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا).
محمد بن راكد العنزي
مندوب جريدة الجزيرة محافظة طريف

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

المتابعة

أفاق اسلامية

ملحق الميدان

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved