Friday 3rd December, 1999 G No. 9927جريدة الجزيرة الجمعة 25 ,شعبان 1420 العدد 9927


فكرة جديرة بالتقدير والتطبيق
الإثراء الوظيفي دافع فعال للعمل الدؤوب

لا شك أن هناك من الموضوعات ما يثري الاستقراء والطرح من خلال منابر تثري الكاتب والقارىء بالمفيد الذي قد يجهله كثير من الأفراد المنتمون الى القطاعين الحكومي والخاص ومن هذه الموضوعات الجديرة بالاهتمام والطرح هو (الاثراء الوظيفي) قد يتبادر لذهن كل قارىء ومنتمي للجهازين الحكومي والخاص ما هو الاثراء الوظيفي يقول العلماء ان الاعتقاد السائد بين المديرين والمشرفين ان الحوافز والمكافآت المادية هي التي تنمي دافع الرغبة الى العمل وبذل الجهد على الوجه المطلوب والحقيقة اهم من ذلك هو زيادة المسؤوليات وتحديد العمل بحيث يكون فرصة سانحة للابداع والابتكار وهذا جزء من التعريف العلمي (للإثراء الوظيفي) بمعنى اشمل (الإثراء الوظيفي) يعني زيادة مستوى فاعلية الموظف وانتاجيته من خلال تزويده بمشوقات العمل,, كزيادة المسؤوليات وهذا لا يعني زيادة اعباء العمل بحيث تشكل ضغطاً نفسياً على الموظف انما زيادة المسؤوليات بحيث تساعد على الابداع في المجال الوظيفي من خلال اتاحة الفرصة للتعبير عن طاقاته ورغباته الكامنة) من خلال التعامل الجيد القائم على الاحترام المتبادل والتقدير حيث ان هذه الأسس تصب من منابع اسلامية بحتة مصداقاً لقول الحق تبارك وتعالى (ولو كنت فظاً غليظ القلب لنفضوا من حولك) ايضا من الدعامة الأساسية قول الرسول صلى الله عليه وسلم (انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) كثير من الأفراد المنتمين الى القطاعين الحكومي والخاص يتذمرون من تسلط الرئيس من خلال التعامل الرسمي البحت المتمثل في تهميش دور الموظف وتوجيه انذار بدون مبررات رسمية بينما هناك قنوات للتعامل مع الموظف او المرؤوس بالمقابل نجد ان هناك من اعتلوا الهرم الوظيفي يتعاملون مع الموظف بطريقة تأسر الموظف من حسن المعاملة والأخلاق الفاضلة بعيداً عن الطابع الرسمي لكن هؤلاء ممن تلقوا تعليمهم من الخبرة الادارية تاصل فيهم نوازع الخير وحب الناس والثقافة المستمدة من القيم الاسلامية النبيلة، اتمنى كما يتمنى غيري للمنتمين للقطاع الحكومي ان تكون هناك لجان في القطاع الحكومي المتمثل في المؤسسات المهنية تتسم بالحيادية والموضوعية في مسألة انتقاء المشرفين والرؤساء الأكفاء.
اذا لا شك ان الاثراء مهم ويعتبر احد الدوافع النفسية التي يتطلع اليها الانسان او الفرد المنتمي للمنظمات المهنية والوظيفية.
فإذا شغل الفرد الوظيفة التي تتناسب مع قدراته ورغباته تكون فرصة لتنمية هذه المواهب والقدرات بحيث تصل الى قمة الابداع التي تصب في مجال عمله.
وكذلك تبرز اهمية الاثراء من خلال تجديد القدرات والمواهب وتطويرها حتى يبدأ ممارسة الابداع من خلال الشعور بأهميته وقيمته ودوره في دائرة العمل.
اود ان اشير الى ان الاثراء الوظيفي يساعد على النجاح والتقدم وزيادة فاعلية الرضا لدى الرؤساء والمشرفين داخل أطر العمل.
لا ننسى فكرة الاثراء الوظيفي للعالم الامريكي (فردرك هوزبرج 1968م) من خلال البحوث والدراسات الميدانية التي اجراها وهي عبارة عن (نظرية العاملين لدافع العمل والعامل الصحي) من النقاط التي ذكرها (هوزبرج) فكرة تبني اسلوب الاثراء الوظيفي نظراً لتنويع اعباء الموظف وزيادة مسؤولياته ايضا اشراكه في النشاطات التي يتطلبها اداء العمل ليس بالحجم وانما بالنوع والعمق.
وحينما تتحدث عن النشاطات فلعلها ان تكون فرصة سانحة لنتحدث عن شريحة من الأفراد المنتمين للقطاعين الحكومي والخاص لديهم الطاقة الكامنة والحماس المتوهج للابداع في النشاطات المتعددة سواء كان في المجال الترفيهي او المجال الرياضي أو المجال الاجتماعي الخ.
اذاً لا شك ان فكرة (الاثراء الوظيفي) تدفعه وتحفزه الى العمل الدؤوب عن طريق دوافع داخلية اقوى من الخارجية لانها تنمي الحماس والالتزام وتشبع الطموح والنمو الشخصي للموظف ولا شك ان حاجات اثبات الذات حاجات مستمرة مع الفرد .
وفي نهاية حديثي اود ان اشير الى ان هذه الفكرة جديرة بالتقدير والتطبيق في الجهازين الحكومي والخاص حيث ان بعض من المديرين القائمين على الهرم الوظيفي لا يطبقون هذه الفكرة حيث تحتاج الى ثقافة متأصلة تتميز بالخبرة والتجربة الادارية والاخلاق الحميدة وحسن التصرف وبعد النظر واحترام المرؤوسين ايضاً البعد عن المؤثرات الخارجية وتقريب أرباب العقول الادارية للاستفادة منها في العمل المهني والاداري.
عبد العزيز القفاري

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

الثقافية

المتابعة

أفاق اسلامية

ملحق الميدان

لقاء

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved