أتيحت لي الفرصة خلال الأيام الماضية حضور حفل افتتاح كلية الأمير سلطان لعلوم السياحة والفندقة بمدينة أبها، جنوب المملكة، والذي رعاه أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، ومما لا شك فيه أن افتتاح تلك الكلية المتخصصة ليُعد إضافة حضارية متميزة ودلالة على التوجه السليم لوزارة التعليم العالي في إحداث الكليات المتخصصة ذات العلاقة المباشرة باحتياجات سوق العمل من الأيدي الوطنية العاملة.
وقد جاءت كلية الأمير سلطان لعلوم السياحة والفندقة رامية إلى إعداد الكفاءات الوطنية وتأهيلهم علمياً لتلبية احتياجات قطاع السياحة والفندقة في المملكة خاصة وأن هناك ثلاثمائة فندق بطاقة استيعابية تتجاوز الثلاثين الف غرفة، كما أن هناك ثلاثة آلاف ومائتي مكتب للسفر والسياحة, كما تهدف الكلية إلى تقديم الاستشارات والدراسات العلمية في مجال السياحة والفنادق، ومن أجل ذلك فقد تم تصميم برامج الكلية بواسطة خبراء متخصصين في مجال السياحة والفندقة بحيث تراعي التوازن بين الجانبين النظري والعملي مما ينعكس إيجاباً على تنمية شخصية الطالب ليكون قادراً على التعامل مع الآخرين وفقاً لمتطلبات عمله المستقبلي.
كما حرصت الكلية أيضاً على تقديم مستوى دراسي متميز من خلال تعاقدها مع نخبة من الأساتذة والمحاضرين من أمريكا وانجلترا ومصر والذين يحملون مؤهلات أكاديمية عالية في مجال السياحة والفندقة.
الجدير بالذكر أن برامج الكلية لا تقتصر على منح الشهادات الجامعية العالية فحسب وإنما تمتد أيضاً لتشمل الدورات التدريبية القصيرة المتخصصة في مجال السياحة والفندقة وكافة التخصصات ذات العلاقة كالتسويق والحاسب الآلي والمحاسبة وغيرها.
وأنه إذا كان قطاع الفنادق والوكالات السياحة في المملكة يعاني من انخفاض شديد في نسب العمالة السعودية والتي لا تتجاوز 10% بالنسبة للفنادق، و 20% بالنسبة للوكالات السياحية، وذلك وفقاً لما توصلت اليه إحدى الدراسات التي تم إعدادها في هذا الخصوص، لذا فإن انشاء هذه الكلية ليعد في نظري فرصة سائحة لتوفير فرص عمل جديدة للشباب السعودي في هذا القطاع، ومن أجل تحقيق ذلك فإنني ادعو كافة الفنادق والوكالات السياحية والتي تعد بمثابة المستفيد الأول من إنشاء كلية الأمير سلطان للسياحة والفندقة إلى الإسهام في نجاح تلك الكلية، وذلك من خلال تقديم المنح الدراسية للشباب مع إلزامهم بالعمل لديها عند تخرجهم من الكلية.
أخيراً تجدر الإشارة إلى أن إنشاء هذه الكلية المتخصصة في مجال السياحة والفندقة قد بدأت كفكرة في ذهن صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل أمير منطقة عسير ورئيس لجنة التنشيط السياحي، وهاهي اليوم قد أصبحت حقيقة ملموسة، وما ذلك إلى نتيجة لحرص سموه على دفع عجلة القطاع السياحي بالمملكة بصفة عامة وفي منطقة عسير على وجه الخصوص.