هذه آراء نجمعها من ارجاء الساحة الشعبية من خلال متابعتنا لها منذ نشأت وحتى الآن.
منها ما هو من مطبوعات الساحة,, ومنها ما هو من اجهزة الإعلام الأخرى, نحن نجمع المتفرق منها ونقدمه للقارئ وليس معنى ذلك اننا نتبناه نحن فقط نختصر على قارئنا مهمة البحث وله الحكم اولاً واخيراً .
وجميع هذه الآراء تعبر عن رأي اصحابها فقط.
الساحة الشعبية ساحة مؤقتة وطارئة سرعان ما ينقلب فيها الحب الى كراهية والرأي الى موقف يعصف بكل يقين انساني ومن خلال التجربة القديمة مع غالبية شخوص هذه الساحة كان القلق هو الدافع الوحيد الى الرفض الذي يفضي الى ان يكون حامله صريحاً لا يخشى لومة لائم.

***
ان اي تجربة أدبية يصاحبها الكثير من الاخطاء خاصة عندما يمارس اصحاب هذه التجربة القراءة بشكل غير منظم عندما تحكمهم قراءات عشوائية في غياب حركة نقدية تصاحب هذه التجربة,, واقصد بذلك التجديد الذي اعطى زخماً إعلامياً واصبح قضية متبادلة بين المتلقي والصحافة الشعبية وانا اعتقد ان اول واكبر معوقات التجديد في الشعر الشعبي ان الشاعر يتتلمذ على ايدي (الدواوين) وانا لا اقدح الشعراء الكبار امثال ابن سبيل، والقاضي، وابن لعبون، ولكن المشكلة ان الشاعر المبتدئ يحاول ان يتأثر بهذه النماذج ويكون صورة عنها ولا يحاول ان يطور او يجرب او يبحث عن استقلاليته، وكأن القصيدة العامية وصلت الى سقفها الابداعي الأعلى الذي لا يمكن تجاوزه حتى اننا اصبحنا كشعراء نتوالد (كالقطط السامية) كل منا يشبه الآخر.
مثلاً كل شعراء الساحة ماعدا واحد او اثنين ينظمون كافة قصائدهم على اربعة او خمسة اوزان شعرية، علماً بأن هناك 15 وزناً مع تفريعاتها التي توصلها الى 23 وزناً.
هذا التشابه هو الذي جعلني افكر في دخول مغامرة التجريب والتطوير في القصيدة العامية وانا اتصور ان القصيدة العامية كان يجب الإعلان عن وفاتها قبل عشرة اعوام.

***
الساحة الشعبية لا تختلف عن جاراتها الساحة الفنية والساحة الرياضية فهي كغيرها محاطة بكثير من الشعارات لا يصح الا الصحيح والبقاء للأصلح وأما الزبد فيذهب جفاء وغيرها من الشعارات الجذابة,, الفرق الوحيد بينها وبين جاراتها انها الاكثر اهانة والاقل احتراما لهذه الشعارات! وبنظرة مركزة لوضع الساحة الشعبية الآن نكتشف انه لا يصح الا الخطأ والبقاء للأسوأ ولا يمكث في ارض الساحة غير الزّبد.

***
هل تشعر ان مجلات الشعر تخدش ذوقك الآن؟,, لأن المعايير اختلفت للأسف فلم تعد القضية قضية شعر فحسب,, الكسب المادي ومراعاة مواقع الشعراء الاجتماعية والمجاملة اصبحت تشكل جزءاً كبيراً من قاعدة النشر فالمعايير اصبحت مقلوبة فوق تحت حتى بالنسبة للشعراء انفسهم, بعض الشعراء لم يعد له شعر نهائياً وبعض الشباب قرر كتابة الشعر ليكون معروفاً فقط والشعر غير مهم في نظره لذلك ارى ان المجلات انحرفت عن نهجها المفترض.

***
منذ عشر سنوات خلت والساحة تصارع لحظات موت بطيء مثير للبكائيات لقد قال الشعبيون كل ما لديهم قبل عشر سنوات من الآن,, والساحة الآن ميتة دماغياً تعيش على نبض قلب خافت واجهزة استشفائية ليس بوسعها ان تعيد للميت نبض الحياة.

***
الساحة أصلاً تسعى الى تهميش كل ما هو نقي وصادق ومضيء ولا يهمني هذا ابدا طالما ان هناك من يعي هذا الامر وطالما ان هناك اسماء جادة تتعامل معي بهذه الروعة التي تدفعني الى الامام كثيراً.
ويقول لى الاصدقاء بان اسلوبك وكتاباتك لابد من ان تخرج عن افق الساحة الشعبية الضيق لانك تطالب بأشياء ليست موجودة هنا وعلى الرغم من انني اوافقهم هذا الرأي الا انني اصر دائماً على البقاء والغناء في كل مكان سواء في المضمار الشعبي او الفصيح.

***
كنت أظن أن الشاعر لا يمكن ان يسيء لأي شخص حتى لو أساء إليه هذا الشخص لكن اكتشفت العكس,, عندما عرفت الساحة الشعبية كان عندي فكرة جميلة جداً عنهم,, كنت اظنهم افضل من غيرهم,, كنت اعتقد ان اجمل ما عند الرجل هو الشعر أما الآن فأخاف عندما أعرف أن فلاناً شاعر,, ما ان تختلف معه حول اي موضوع حتى يكرهك ويعاديك ويسبك اينما ولى وجهه والمشكلة التي ليست لها حل انه ينسى ضميره ليوزع شائعات كاذبة عنك.