يمشي على الرمل
متجهاً للسراب البعيد
ويمشي على الرمل، كان,.
وكان السراب بعيداً
وكان البعيد وحيداً
وكان الزمان,.
قارس البرد، ملتحفاً بالمكان
وكان التهيؤ ملتبساً
ربما كان في نكسة,, وجهها
مثل وجه الصباح، ونكهتها
مثل نكهة ليل.
اين رائحة المسك، تأخذه
في مشاويرها؟
أين رائحة الهيل,, يسألُ
لا صوت غير الصدى,.
في إحالاته,, والمدى
ثم لا درب غير الفضاء المطير
هذا هو الموت,, قد غاب ثانيةً
ربما كان في عودة للضمير؟
إنما العائدات اجتمعن، فكن
كباقة ورد,, بمائدة الصَبر
كان هو الصبر: نصف المصير
***
يمشي على الرمل، متجهاً
للمصير,, وكان المصير يسير إليه,.
كأنّ المصير سيأتي عليه,.
سيأخذه، دونما رأفةٍ
سوف يأخذه عالياً,.
حيث لا رمل غير الهواء المثير
ليبقى هناك، على رغمه
رغم أنفاسه الساخنات,, سيأخذه
ربما سوف يحجزه,,بين شهقة بدءٍ
ورمقٍ أخيرٍ,, ولكن
يظلّ الفدائيُّ في عشقهِ
ماضياً,.
ظالماً نفسه,, سوف يمشي
على نفسه,, سوف يمشي
على الرمل، متجهاً
للسراب البعيد,, البعيد,.
الفدائيُّ صار بعيداً، ويمضي
وراء السراب البعيد,.
عاشقاً كان، أو لم يكن
فالسراب وحيد,.
وكلُّ وحيدٍ,, بعيد!
|