حين ننظر الى ما تعرضه قنوات التخاطب المتناوب )IRC( ومواقع الوارز نعجب للكم الهائل من البرامج التي يتبرع بها القراصنة والكرم الحاتمي الذي يتخلقون به لخدمة مرتادي تلك الشبكات فهم يقدمون البرنامج تلو الاخر ويهبون البرامج مجهزة بكل ما يحتاجه المستخدم من برامج وملحقاتها من أرقام تسلسلية و(كراك) وغيره ليعمل على جهاز المستفيدين بشكل كامل ودون عراقيل ورغم ما تكتنفه هذه القنوات من مخاطر الا ان المقبلين عليها اكثر من المدبرين ولكل وجهة يوليها في تلك القنوات,
ولان الحديث حول هذه القنوات يطول فانني سأتحدث في المستقبل القريب ان شاء الله عن السياسات الخفية التي تدير تلك العوالم الخفية وخلفيتها التاريخية التي اوصلتها لما هي عليه الآن وذلك لاستكمل ما بدأه زميلي مبارك البيشي في حلقات تعليمية نشرتها القرية عن برنامج MIRC وفي مختلف دول العالم دخلت شركة مايكروسوفت كمنافس قوي في سوق صناعة البرامح, فقد انشأت استثمارات في غالب دول العالم المهتمة بالحاسب الالي وبلغاتها التي تتحدثها لتقدم برامجها التي وقع الافراد في حبائلها وادمنوا استخدامها.
وحين تقوم الشركات والمؤسسات المحلية بتقديم البدائل المنافسة لبرامج مايكروسوفت فانها تفشل في الاستمرار في المنافسة لان سوق النسخ وغيرها من المنافذ تكون قد اعدت الافراد لقبول بل طلب برامج مايكروسوفت قبل غيرها من الشركات.
وقد تمكنت مايكروسوفت من قتل اعتى منافسيها من صناع البرامج بكافة اللغات وفي كافة الدول او على الاقل التغلب عليهم وترك فتات الموائد لهم, وقد وصلت مايكروسوف لهذا النصر الاستراتيجي عالميا قبل ان تصل اليه محليا للصعوبات القانونية التي تواجهها بسبب تطبيق القوانين الامريكية التي تحارب احتكار مايكروسوفت وتدعم منافسيها مثل نتسكيب وصن مايكروسيستمز وغيرها ومازالت تخسر القضية تلو الاخرى.
ومايكروسوفت تتمتع برواج ونفوذ بين المستخدمين لا يماثله رواج لاية شركة اخرى ولذا فقد بدأت في قطف ثمار الاستنساخ بالدعوة الآن الى منعه وتطبيق قوانين الحماية الفكرية لبرامجهم في مختلف دول العالم وهي دعوة لم نسمع بها في السابق, وهذه الدعوة تأتي بعد ان نضجت الثمار واصبحت السوق رهينة لبرامج وأنظمة مايكروسوفت التي باتت ركنا ركينا في كل جهاز.
فغالب صناع البرامج يقومون بتصميم برامجهم لتتوافق مع أنظمة مايكروسوفت بينما لا تهتم مايكروسوفت ان كانت برامجها وأنظمتها التشغيلية تسبب اشكالا في عمل برامج من صنع غيرها او قطع معينة في اجهزة زبائنها ولنتأمل ما يحدث بعد صدور كل نظام من أنظمة مايكروسوفت المتلاحقة فاننا نرى كيف يلهث الافراد سعيا لتحديث ملفات اجهزتهم المربوطة بحاسباتهم من طابعات وماساحات وغيرها لتستمر في العمل مع أنظمة مايكروسوفت,
كما تلهث الشركات في مواكبة أنظمة مايكروسوفت كلما ظهر جيل جديد هذا بخلاف ضرورة تحديث برامجهم لتتواءم مع بيئات وبرامج مايكروسوفت الاخرى, إذن فاتجاه الركض واحد: مايكروسوفت تطور برامجها كيف شاءت والعالم يجري وراءها بقضه وقضيضه,
ومن شاء الانعزال بنفسه عن العالم فما عليه الا البحث عن البدائل الاخرى التي يقدمها المنافسون الذين يعجب الانسان لطول صمودهم في وجه هذا العملاق.
* جامعة انديانا
Khalid * Khalidnet. com