* بريدة محمد الرجيعي
من يصدق بأن مايسمى بفيحان الصباخ جنوب بريدة وبمساحة تقدر بثلاثين كيلو متراً, تحتضن سبعمائة بعد المليون شجرة نخلة أهملها اصحابها وتركوها تموت واقفة بعد أن كان هذا العدد من اشجار النخيل المتنوعة يغذي مدينة بريدة والقرى وهجر البادية والفائض يصدره المالكون لهذه النخيل الى منطقة الرياض الأكثر سكاناً آنذاك,,
,, إن فيحان الصباخ المشهورة بغزارة مياهها الجوفية وبصلاحيتها لغرس واستثمار اشجار النخيل ,, اصبحت في الوقت الحاضر هذه الآبار شبه بيارات فاضت مياهها فوق سطح الارض واصبحت هذه المياه الراكدة اكبر واخطر عامل من عوامل القضاء على جذور فسائل النخيل بسبب ملوحتها الزائدة من جراء ارتفاع طفح المياه في كثير من احياء بريدة,, ومنها هذه المساحة وان كنا هنا نعتب على ملاك أشجار النخيل لتركهم واهمالهم تلك الفسائل من النخيل وجلها تموت وهي واقفة,, فإن العتب يكون مضاعفاً لبلدية بريدة حيث عرضت عليها لجنة تحسين وتجميل مدينة بريدة ضرورة استدراك الموقف وضرورة استغلال هذه المساحة التي تحتضن هذا العدد من النخيل لتكون حديقة لاهالي جنوب بريدة وهو أمر يسير جداً تحقيقه ذلك أن أصحاب الارض وأشجار النخيل ليس لديهم مانع اذا مانفذت البلدية هذا المشروع ليكون حديقة عامة للمواطنين مقابل مبالغ رمزية تدفع لملاكها علىدفعات مؤجلة,, وكاد هذا المشروع يبرز الى النور ويتحقق الحلم لولا أمور ثانوية رآها البعض من الذين لايضعون لمتطلبات المستقبل ألف حساب,, ثم ان هذا الموقع قد يصبح حديقة غناء لعرض وطول المساحة ذلك أنها تقع الى جانب كثبان من الرمال الذهبية وهي تابعة اصلاً وموقع لملاك النخيل ومساحات النخيل ومن السهل جداً على البلدية استغلال كميات تلك الرمال لتكون أداة من أدوات التجميل والزينة لأرضية الحديقة ثم سهولة الحصول على مياه الري والسقيا للحديقة إذ لايزيد الحصول على المياه الصالحة للري والسقيا عن عشرة أمتار فقط,, وستحصل البلدية على ترشيد مالي وجهد آلي وجسدي عند استصلاح اراضي ونخيل هذا الموقع,, وبالتالي فإنه سيضيف إلى مدخل بريدة من الناحية الجنوبية باهة من الجمال والمناظر الخلابة خاصة وأن اكثر مرافق الحكومة بدأت تقام على مداخل بريدة من الجهة الجنوبية وهنا,, فاني كمواطن أطرح الرأي إن كان صائباً عبر هذا المنبر الى كافة المسئولين في كل من مديرية الشئون البلدية والقروية بوصفها صاحبة الشأن رجوعاً الى سعادة مديرها الشاب المخلص الأستاذ ابراهيم بن عبدالرحمن البليهي ثم المهندس / احمد السلطان رئيس البلدية والخير تواصله مقرون بالمخلصين الذين يضعون الأمور في أنصبتها لاغابن ولامغبون,, ومن همة واخلاص الرجال المسئولين وغير المسئولين أبناء الوطن فان الخير يأتي تباعاً,,.
من ذلك المنطلق وما يقترن معه من آمال يأمل الكثيرون من أمثالي أن تكون بلدية بريدة بهمة رئيسها قد أخذت على عاتقها قبل كتابة هذه السطور تلك الأمور ضمن اعمالها المطروحة للنقاش,, والرجوع الى ماسبق دراسته وتخطيطه لهذا المشروع الذي لم يكن الحديث عنه وليد الصدفة,, وانما سبق ذلك دراسات مستفيضة جداً وطرح موسع من حيث المسح والتخطيط والتقدير!!
إن ذلك المكتسب الوطني لهو الصورة والواقع لهذا الصرح الشامخ على هامات مزارعي وفلاحي فيحان الصباخ الذي يعبر عن قوة عزم وصلابة الرجال,, الذين جعلوا من هذا المكان سلة غذاء لسكان مدينة تعج بالحركة والعمل والولاء لمن ساعدوهم ووقفوا معهم في زمن الشح والخوف إلى أن استعاد جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز يرحمه الله ملك آل سعود وخيّم الأمن والامان على هذه البلاد من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها,,
وجاء الخير ورغد العيش ليشمل المدينة والقرية والهجرة والمنطقة,, مما يحرص معه كل مواطن مخلص لحكومته ووطنه بأن تبقى تلك المعالم حيّة بارزة تستقرىء منها الأمة تاريخها.